|

العراق.. ترقب لقرار قضائي بشأن حل مجلس النواب

تعقد المحكمة الاتحادية العليا الأربعاء، جلسة للبت في دعوى لحل مجلس النواب، في وقت أعلن فيه زعيم التيار الصدري تأجيل "مظاهرات مليونية" في بغداد

16:47 - 16/08/2022 الثلاثاء
تحديث: 16:51 - 16/08/2022 الثلاثاء
الأناضول
العراق.. ترقب لقرار قضائي بشأن حل مجلس النواب
العراق.. ترقب لقرار قضائي بشأن حل مجلس النواب

تترقب الأوساط السياسية في العراق قرارا من المحكمة الاتحادية العليا غدا الأربعاء، بشأن دعوى مرفوعة أمامها للبت في حل مجلس النواب، في وقت أعلن فيه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر تأجيل تظاهرات كان قد دعا لها للانطلاق السبت المقبل بساحة التحرير وسط العاصمة بغداد.

وقبيل الإعلان اليوم الثلاثاء عن تأجيل تظاهرات التيار الصدري إلى إشعار آخر، دعا صالح محمد العراقي المقرب من الصدر أنصاره إلى الحفاظ على السلمية وعدم الاحتكاك مع مؤيدي "الإطار التنسيقي" الذين ينظمون تظاهرات في وقت متزامن ضد أنصار التيار منذ الجمعة الماضية، في عدة مدن بينها العاصمة بغداد.

وقال العراقي في بيان نشره على تويتر: "يجب على الإطار التنسيقي كبح جماح الثالوث الإطاري المشؤوم فورا، لأن هذا الثالوث يلعب بالنار وأنه قد يكون من صالحه تأجيج الحرب الأهلية من خلال الاعتصام مقابل الاعتصام، أو المظاهرات مقابل المظاهرات".

ويشير مراقبون إلى أن المقصود بـ "الثالوث"، ثلاثة من قيادات قوى "الإطار التنسيقي" الذين يدفعون باتجاه تشكيل الحكومة الجديدة ويرفضون الاستجابة لمطالب التيار الصدري بسحب ترشيح محمد شياع السوداني وحل مجلس النواب والذهاب إلى انتخابات مبكرة، وهم رئيس "ائتلاف دولة القانون" نوري المالكي والأمين العام لحركة "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي ورئيس "تيار الحكمة الوطني" عمار الحكيم.

قرار المحكمة

وتعقد المحكمة الاتحادية الأربعاء، جلسة مخصصة للنظر في دعوى مرفوعة أمامها للبتّ في حل مجلس النواب، بعدما رد مجلس القضاء الأعلى على طلب رئيس "التيار الصدري" بحل البرلمان، قائلاً: "إنه لا يمتلك هذه الصلاحية"، مشيراً إلى أن مهامه "ليس من بينها صلاحية ‏تجيز التدخل في أمور السلطتين التشريعية والتنفيذية، تطبيقاً ‏لمبدأ الفصل بين السلطات".

وتتناول فحوى الدعوى المرفوعة أمام المحكمة الاتحادية اتهامات "بالإخفاق في انتخاب رئيس للجمهورية وتجاوز التوقيتات الدستورية لتشكيل الحكومة الجديدة".

ويرى مراقبون أن قرار المحكمة الاتحادية سواء قضى بحل المجلس أو عدمه ستكون له تداعيات مستقبلية على المشهدين السياسي والأمني، نظرا لطبيعة التنافس بين "التيار الصدري" و"الإطار التنسيقي" الشيعيين وإصرار كل منهما على رؤيته الخاصة في رسم صورة المسار السياسي للمرحلة المقبلة.

والأسبوع الماضي، دعا الصدر مجلس القضاء الأعلى إلى حل البرلمان خلال مدة لا تتجاوز أسبوعا، وتكليف رئيس الجمهورية بتحديد موعد لإجراء انتخابات مبكرة مشروطة بشروط سيتم الإعلان عنها لاحقا.

خيار الشارع

وقبل أن يلجأ الصدر إلى تأجيل تظاهرات السبت المعلنة مسبقا، كان قد دعا إلى "زحف مليوني" من جميع المحافظات إلى بغداد، لمؤازرة المعتصمين من أنصاره في المنطقة الخضراء حتى تحقيق مطالب التيار في حل البرلمان والذهاب إلى انتخابات مبكرة.

في مقابل ذلك، وجّهت اللجنة المنظمة لتظاهرات "الشعب يحمي الدولة" التابعة "للإطار التنسيقي" دعوة لجمهورها للاستعداد لتظاهرات واسعة "دفاعاً عن الدولة ومؤسساتها القضائية والتشريعية وحفاظا على القانون والدستور ومنع الفوضى والانفلات".

والسبت، كشف قيادي بارز في "التيار الصدري" للأناضول، عن الهدف الأخير من التظاهرات "المليونية" التي كان يخطط لها رئيس التيار.

وقال القيادي الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن الدعوة الأخيرة التي أطلقها رئيس التيار ووصفها بأنها "نداءه الأخير" تهدف إلى منع أي محاولة للإطار التنسيقي لعقد جلسات لمجلس النواب لانتخاب رئيس جمهورية يكلف بدوره مرشح الإطار التنسيقي بتشكيل الحكومة الجديدة.

وأضاف المصدر، أن التيار الصدري "متمسك بخيار الشارع لمنع أي محاولة لعقد مجلس النواب جلساته ما لم تستجب القوى والأطراف السياسية لمطالب المعتصمين بحل البرلمان والذهاب إلى انتخابات مبكرة".

الحل السياسي

وفي سياق الدعوة لحلول سياسية لأزمات البلاد، كان هادي العامري رئيس وفد "الإطار التنسيقي" قد أنهى الأحد، جولة له في أربيل والسليمانية (شمال) التقى خلالها مع قيادات بالأحزاب الكردية في المحافظتين لبحث إنهاء الأزمة المستمرة.

وجاءت جولة العامري بعد أكثر من أسبوعين، على اقتحام أنصار "التيار الصدري" مبنى البرلمان واستمرار اعتصامهم في المنطقة الخضراء وسط العاصمة بغداد احتجاجا على مرشح الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني، والمطالبة بحل البرلمان والذهاب إلى انتخابات مبكرة.

وفي إطار الجهود التي تبذلها بعثة الأمم المتحدة في العراق لإخراج البلاد من أزمته السياسية الراهنة، التقت المبعوثة الأممية جينين بلاسخارات، الاثنين، برئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان.

وقال بيان مقتضب صدر عن مكتب "إعلام القضاء" إن رئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان "استقبل بمكتبه ممثلة الأمين العام ورئيسة بعثة الأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت وبحث معها دور القضاء في معالجة الإشكاليات القانونية التي تخص الأزمة السياسية".

وفي 5 أغسطس الجاري، كشفت جينين بلاسخارت، بعد لقائها مع مقتدى الصدر بمقر إقامته في النجف (جنوب)، أن اللقاء ناقش أهمية إيجاد حل للأزمة السياسية، وأنه كان لقاء جيدا".

ومنذ 30 يوليو/ تموز الماضي، يواصل أتباع التيار الصدري اعتصامهم داخل المنطقة الخضراء رفضا لترشيح الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني لمنصب رئاسة الوزراء، فيما تستمر الخلافات بين القوى السياسية التي تحول دون تشكيل حكومة جديدة منذ إجراء الانتخابات الأخيرة في 10 أكتوبر/ تشرين الأول 2021.

#الإطار التنسيقي
#التيار الصدري
#العراق
#المحكمة الإتحادية العليا
#حل مجلس النواب
٪d سنوات قبل