|

الضفة.. سيناريوهات مواجهة تصاعد اعتداءات المستوطنين

- مستوطنون إسرائيليون شنوا هجمات ضد فلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية وسط اتهامات للحكومة والجيش بتوفير الحماية للمعتدين- رئيس مجلس بلدة تُرمسعيا: الجيش الإسرائيلي يمهد الطريق لقطعان المستوطنين.. وأهالي البلدة أعادوا تفعيل لجان الحراسة لحمايتها من الاعتداءات- عبد الله أبو رحمة: التصعيد هو عنوان المرحلة الحالية والقريبة.. الأيام القادمة ستشهد تصاعدا في المقاومة الشعبية لعرقلة المخططات الإسرائيلية- غسان دغلس: الحكومة الإسرائيلية تتحمل المسؤولية عن اعتداءات المستوطنين فإسرائيل تستثمر المستوطنين لتنفيذ أهدافها

10:28 - 2/02/2023 الخميس
تحديث: 10:30 - 2/02/2023 الخميس
الأناضول
الضفة.. سيناريوهات مواجهة تصاعد اعتداءات المستوطنين
الضفة.. سيناريوهات مواجهة تصاعد اعتداءات المستوطنين

تعيش الضفة الغربية المحتلة، بما فيها مدينة القدس الشرقية، حالة من التوتر الشديد في ظل هجمات نفذها مستوطنون إسرائيليون وأحرقوا خلالها أجزاءً من منزل، ومركبات، بجانب اعتداءات على ممتلكات فلسطينية.

تلك الهجمات تصاعدت في الأسبوع الأخير من يناير/ كانون الثاني الماضي، وتأتي بعد مقتل 7 إسرائيليين في هجوم نفذه فلسطيني بالقدس الجمعة، ردا على قتل الجيش الإسرائيلي 9 فلسطينيين بمدينة جنين (شمال) في اليوم السابق.

والأحد، رصدت كاميرات مراقبة في بلدة تُرمسعيا إلى الشمال من مدينة رام الله وسط الضفة الغربية تنفيذ 13 مستوطنا هجوما أُحرقت خلاله مركبة واُعتدى على منزل بالحجارة، فيما أحرق مستوطنون آخرون 6 مركبات في بلدة قصرة إلى الجنوب الشرقي من نابلس (شمال).

تفعيل لجان الحراسة

وبلدة تُرمسعيا تحيط بها 7 مستوطنات وبؤر استيطانية (غير مرخصة إسرائيليا) وتتعرض لعدد من الاعتداءات، بحسب رئيس مجلسها لافي شلبي.

وقال شلبي للأناضول إن أهالي البلدة أعادوا تفعيل لجان الحراسة لحمايتها من الاعتداءات، "نحن مطالبين بتوفير الحماية لأنفسنا.. الجيش الإسرائيلي يمهد الطريق لقطعان المستوطنين".

وعادة ما تنفي السلطات الإسرائيلية مسؤوليتها عن أي اعتداءات للمستوطنين تستهدف فلسطينيين وممتلكاتهم.

و"لا يملكك الأهالي أي أدوات للحماية، سوى صدورهم العارية"، وفق شلبي، الذي اتهم الجيش الإسرائيلي بتوفير الحماية للمستوطنين خلال تنفيذ اعتداءاتهم.

وفي تُرمسعيا يسكن نحو 3500 فلسطيني، وخسرت البلدة حوالي ألفي دونم (الدونم الواحد يعادل ألف متر مربع) لصالح المستوطنات.

وأفاد شلبي أيضا بأن 4 آلاف دونم من أراضي البلدة مهددة بالمصادرة لصالح الاستيطان.

وفي 29 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، منح الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي الثقة لحكومة جديدة برئاسة بنيامين نتنياهو وصفتها تقارير إعلامية عبرية وعربية ودولية بـ"الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل".

ويعارض أعضاء أقوياء في هذه الحكومة إقامة دولة فلسطينية ويؤيدون ضم الضفة الغربية المحتلة وحل السلطة الفلسطينية، ما يعني نهاية مبدأ حل الدولتين المدعوم من المجتمع الدولي.

سيناريو المواجهة

مسؤول العمل الشعبي في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، عبد الله أبو رحمة، قال للأناضول إن "سيناريو التصعيد هو عنوان المرحلة الحالية والقريبة.. توجد خطط لمواجهة اعتداءات المستوطنين".

وأضاف أبو رحمة أنه "في ظل الحكومة الإسرائيلية الأكثر تطرفا نتوقع أن يكون التصعيد سيد الموقف، وما شهدته الضفة الغربية والقدس في الأيام الماضية مجرد البداية".

ومنددا بالسياسات الإسرائيلية، تابع أن "إسرائيل أطلقت العنان للمستوطنين لتنفيذ أجندتها بالسيطرة على الأرض الفلسطينية، وتنفيذ عملية الضم".

وأردف أن "يناير/ كانون الثاني الماضي شهد توترا غير مسبوق، نفذ خلاله الاحتلال والمستوطنون 173 اعتداء بين هدم وقتل واعتداءات، منها 130 اعتداء نفذه مستوطنون".

أبو رحمة أفاد بأن ذروة تلك الاعتداءات كانت في الأسبوع الأخير من الشهر الماضي، وفي ليلة 28 يناير/ كانون الثاني نفذ المستوطنون 21 اعتداء.

وعن سبل المواجهة، قال إنه "تم استنهاض كافة لجان الحراسة والحماية للقرى والبلدات للتصدي لتلك الاعتداءات وحماية الأرواح والممتلكات".

وأردف: "ستشهد خلال الأيام القادمة تصاعدا في المقاومة الشعبية لعرقلة والتصدي للمخططات الإسرائيلية".

واعتبر أن "المطلوب أن نخرج في مسيرات إلى الشوارع العامة والمستوطنات لتضييق الخناق على المستوطنين بدلا من صد عدوانهم".

إسرائيل تستثمر المستوطنين

أما مسؤول ملف الاستيطان في شمالي الضفة الغربية غسان دغلس فاتهم الحكومة الإسرائيلية بالمسؤولية عن اعتداءات المستوطنين.

وقال دغلس للأناضول إنه "خلال زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للمنطقة (الأحد والإثنين والثلاثاء) شهدنا وقف اعتداءات المستوطنين والاقتحامات، هذا يعني أن إسرائيل تستثمر المستوطنين لتنفيذ أهدافها".

وأضاف أن "ما نشهد اليوم أيضا مماثل لحالة الاحتلال عام 1948.. عصابات المستوطنين يستبيحون كل شيء، يريدون أن نترك البلاد".

وعقب اجتماعات منفصلة مع مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين، دعا بلينكن الثلاثاء الجانبين إلى اتخاد خطوات لوقف التصعيد، مؤكدا معارضة واشنطن للاستيطان الإسرائيلي ودعمها لمبدأ حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية).

وخلال 2022، نفذ مستوطنون إسرائيليون 849 اعتداءً على فلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية، ووقعت إصابات في 228 منها وأضرار بالممتلكات في 621 منها، وفق معطيات للأمم المتحدة اطلعت عليها الأناضول.

ويتوزع نحو 725 ألف مستوطن في 176 مستوطنة كبيرة و186 بؤرة استيطانية عشوائية (غير مرخصة من الحكومة الإسرائيلية) بالضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، بحسب بيانات لهيئة شؤون الاستيطان التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية.

#مستوطنون
#إسرائيل
#اعتداءات
#الضفة الغربية
#فلسطين
1 عام قبل