أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، الأحد، عن استهداف إسرائيل سيارة موظفة تعمل ضمن فريق حملة التطعيم ضد شلل الأطفال لدى المنظمة الأممية في منطقة جباليا النزلة شمالي القطاع، وطالبت بإجراء تحقيق فوري بملابسات الهجوم ومحاسبة المسؤولين عنه.
أفادت بذلك المديرة التنفيذية للمنظمة كاثرين راسل، في بيان تعليقا على ما وصفته أنه "نهاية أسبوع دامية من الهجمات الإسرائيلية على شمال غزة"، الذي يشهد إبادة وتطهير عرقي منذ شهر.
وأوضحت أن "إسرائيل استهدفت السبت سيارة موظفة تعمل ضمن فريق حملة التطعيم ضد شلل الأطفال لدى اليونيسف في منطقة جباليا النزلة ما أسفر عن إصابة الموظفة بصدمة نفسية عميقة وتضرر السيارة".
وفي معرض تعليقها على استهداف إسرائيل لسيارة الموظفة، طالبت مديرة اليونيسيف إسرائيل بـ"إجراء تحقيق فوري في الظروف المحيطة بالهجوم، واتخاذ الإجراءات اللازمة لمحاسبة المسؤولين عنه".
وطالبت المسؤولة الأممية إسرائيل بـ"وقف الهجمات على المدنيين، بمن فيهم العاملون في المجال الإنساني، وما تبقى من المرافق والبنية الأساسية المدنية بقطاع غزة".
وشددت على أن "جميع السكان الفلسطينيين في شمال غزة، وخاصة الأطفال، معرضون لخطر الموت الوشيك بسبب المرض والمجاعة والقصف المستمر".
كما دعت اليونيسيف الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى استخدام نفوذها لضمان احترام القانون الدولي، وإعطاء الأولوية لحماية أطفال غزة.
وتابعت: "لقد شهد شمال غزة بالفعل نهاية أسبوع دامية من الهجمات وحان الوقت لإنهاء هذه الحرب".
وأوضحت أن "الهجمات على جباليا، وعيادة التطعيم، وموظفة اليونيسيف هي أمثلة جديدة على العواقب الوخيمة للضربات العشوائية على المدنيين في قطاع غزة".
والسبت، أصيب أيضاً 3 أطفال فلسطينيين جراء إلقاء طائرة مسيرة إسرائيلية قنبلة على عيادة طبية خلال الجولة الثانية من التطعيم ضد شلل الأطفال التي انطلقت صباح اليوم في مدينة غزة.
وأفاد شهود عيان لمراسل الأناضول، أن 3 أطفال أصيبوا إثر إلقاء طائرة مسيرة "كواد كابتر" قنبلة استهدفت عيادة "الشيخ رضوان" خلال حملة التطعيم ضد شلل الأطفال شمال مدينة غزة.
وصباح السبت، انطلقت المرحلة الثانية من حملة التطعيم الطارئة ضد شلل الأطفال بمدينة غزة، مع استثناء شمال القطاع الذي يشهد إبادة وتطهيرا عرقيا إسرائيليا منذ شهر.
وفي 14 أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم، بدأت الجولة الثانية من التطعيم ضد شلل الأطفال في محافظة الوسطى، ثم انتقلت إلى جنوب غزة، بينما بدأت السبت في محافظة غزة.
وفي 12 سبتمبر/ أيلول الماضي، انتهت المرحلة الأولى من "حملة التطعيم ضد شلل الأطفال" في غزة، والتي بدأت مطلع الشهر نفسه، بتطعيم أكثر من 560 ألف طفل فلسطيني، وفق ما أعلن مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس.
وحسب الأمم المتحدة، يحتاج أطفال غزة إلى جرعتين من اللقاح، كل منهما على شكل نقطتين عن طريق الفم.
وبدأ الجيش الإسرائيلي في 5 أكتوبر المنصرم، قصفا غير مسبوق على مناطق شمال القطاع، قبل أن يجتاحها في اليوم التالي بذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها"، بينما يقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال المنطقة وتهجيرهم.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل بدعم أمريكي مطلق حرب "إبادة جماعية" على غزة، أسفرت عن أكثر من 145 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.