أطلقت سلطة الإطفاء الإسرائيلية أكبر حملة تجنيد في تاريخها، بسبب الحاجة للتعامل مع كثافة الحرائق التي تندلع جراء صواريخ ومسيرات "حزب الله" التي أدت لاشتعال 220 ألف دونم منذ بدء المواجهات قبل عام.
وقال موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي، الثلاثاء: "بدأت سلطة الإطفاء هذا الأسبوع عملية تجنيد واسعة النطاق، هي الأكبر في تاريخ التشكيل".
وأضاف: "أمر مفوض الإطفاء إيال كاسبي بتجنيد 300 رجل إطفاء على الفور بسبب الحاجة التي خلقتها الحرب (الإبادة بغزة والعدوان على لبنان)".
وأكد أن "الحرب التي تتضمن إطلاق نار مكثف من قبل حماس وحزب الله، دفعت رجال الإطفاء في كثير من الأحيان للتعامل مع عدة ساحات في الوقت نفسه"، فيما لم يشر الموقع إلى الخسائر التي تسببت بها الصواريخ التي أطلقتها فصائل فلسطينية في غزة تجاه إسرائيل.
وأشار إلى أن "معطيات سلطة الإطفاء تظهر أن حوالي 80 بالمئة من الصواريخ التي أطلقت على إسرائيل وسقطت، تسببت في نشوب حرائق".
وعن خسائر الجبهة الشمالية، قال: "اشتعلت النيران في 220 ألف دونم (الدونم = 100 متر مربع) وتسببت في أضرار، وفي حوالي 50 بالمئة من حالات السقوط كان متوسط وقت التعامل مع الحرائق حوالي أربع ساعات، وهذا تطلب تدخل عدة فرق".
ونقل الموقع عن مفوض الإطفاء قوله في مناقشة جرت الأسبوع الماضي في لجنة الأمن القومي في الكنيست (البرلمان)، إن "قسم الإطفاء صغير بالنسبة لعدد السكان، ومن المهم أن تصل الفرق في غضون دقائق قليلة لكل حادث (حريق)".
وأضاف المفوض: "يوجد حاليًا 2235 من رجال الإطفاء في سلطة الإطفاء، أي أنه في دولة إسرائيل التي يبلغ عدد سكانها حوالي عشرة ملايين نسمة، يوجد رجل إطفاء لكل 4474 نسمة".
وأوضح أن "هناك حاجة إلى 1100 رجل إطفاء إضافي على الأقل".
ويوميا، يطلق "حزب الله" عشرات الصواريخ والمسيرات باتجاه شمال إسرائيل ومدينة حيفا، فيما يقصف تل أبيب بين الفينة والأخرى، إلى جانب إطلاق الصواريخ من قطاع غزة الذي تراجع في الأشهر الأخيرة جراء الإبادة الإسرائيلية.
وتتسبب تلك الصواريخ والمسيرات باندلاع حرائق كبيرة وخسائر بشرية ومادية، لاسيما مع توسيع تل أبيب عدوانها على لبنان.
وغداة بدء إسرائيل بحرب إبادة جماعية بقطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من 145 ألف فلسطيني، اندلعت اشتباكات مع فصائل في لبنان بينها "حزب الله"، ووسعت تل أبيب في 23 سبتمبر/ أيلول 2024 نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان والعاصمة بيروت، بشن غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان إجمالا عن 3 آلاف وقتيلين و13 ألفا و492 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر الماضي، وفق رصد الأناضول لأحدث البيانات الرسمية اللبنانية المعلنة حتى مساء الاثنين.