أفادت وسائل إعلام عبرية، الأربعاء، بفتح الشرطة الإسرائيلية تحقيقا مع رئيس مجلس الأمني القومي تساحي هنغبي بشبهة تلقيه رشوة، في تحقيق هو الثالث من نوعه خلال أيام في محيط رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
والثلاثاء، اتهم نتنياهو أجهزة الأمن في إسرائيل بـإطلاق حملة تصيد وملاحقة ضده "وسط الحرب"، على خلفية قضيتين أمنيتين يشتبه في تورط مكتبه بهما، الأولى تتعلق بتسريب وثائق سرية لإعلام أجنبي والثانية بتزوير بروتوكولات خاصة بمناقشات أمنية.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية مساء الأربعاء: "تم التحقيق مع هنغبي الأحد الماضي في منزله من قبل محققي وحدة التحقيق الوطنية في جرائم الاحتيال للاشتباه في قبول رشوة من مقاول لكتابة خطاب توصية".
وأضافت: "بحسب الاتهام، طلب المقاول من هنغبي أن يكتب خطاب توصية، ومن خلال طرف ثالث حصل في المقابل على 10 آلاف شيكل (2674 دولار)".
وأشارت إلى أن "الدولة ستؤكد على الأرجح أنه تم فتح تحقيق وتم استجواب المتورطين، لكنها لن تقدم تفاصيل أكثر من ذلك".
ومساء الثلاثاء، قالت صحيفة "يسرائيل هيوم"، إن "وحدة لاهاف 433 (شرطية تحقق بالجرائم الخطيرة) تحقق في قضية أمنية جديدة، تتعلق بأحداث وقعت في بداية الحرب (الإبادة بغزة)، وتتضمن شبهات بتزوير البروتوكولات في مكتب رئيس الوزراء".
وينضم التحقيق في هذه القضية إلى تحقيق يجريه جهاز الأمن العام (الشاباك) في قضية الوثائق السرية التي تهز مكتب نتنياهو حاليا، والتي يقف المتحدث باسم نتنياهو للشؤون الأمنية إيلي فيلدشتاين على رأس المشتبه بهم فيها.
واعتقل الشاباك في إطار التحقيق 5 أشخاص بينهم فيلدشتاين ومسؤولين آخرين بمكتب نتنياهو ومسؤولين في المؤسسة الأمنية، منهم ضابط في الجيش الإسرائيلي.
مكتب نتنياهو ينفي
وقالت "يديعوت أحرونوت" إنه "بحسب الشبهات، في 2017 وأثناء عمله وزيرا للتعاون الإقليمي، أرسل هنغبي رسالة رسمية بهدف مساعدة رجلي الأعمال الأسترالي كيفين بيرميستر والإسرائيلي أمنون ريبك في مشروع مشترك لإنشاء مطار في القدس".
وفي المقابل، وبحسب الشبهة، قام الاثنان بتحويل مبلغ مالي إلى هنغبي بشكل يخالف القانون.
ورد مكتب نتنياهو، الذي يتبع إليه مجلس الأمن القومي: "هذا تحقيق لا علاقة له بمكتب رئيس الوزراء وبمجلس الأمن القومي، والحديث يدور عن نشر واقعة منذ سبع سنوات".
جواب مكتب هنغبي
من جانبه، قال مكتب هنغبي في بيان: "هذا ادعاء أثير في إطار نزاع مدني بين رجال أعمال وتم نشره قبل عامين".
وأضاف: "نفى رئيس مجلس الأمن القومي بالفعل هذه الادعاءات بمجرد نشرها وقدم روايته للشرطة أيضا".
ويشغل هنغبي مهام منصبه رئيسا لمجلس الأمن القومي منذ 8 يناير/ كانون الثاني 2023، ويعتبر أحد المقربين من نتنياهو ويعمل تحت إمرته.
ومجلس الأمن القومي هو هيئة أنشئت بمكتب رئيس الوزراء في آذار/مارس 1999، في نهاية ولاية بنيامين نتنياهو الأولى كرئيس للوزراء.
فضائح نتنياهو
وبدأ التحقيق في قضية الوثائق السرية بمكتب نتنياهو بعد شكوك كبيرة في "الشاباك" والجيش الإسرائيلي، بما في ذلك حيال تقرير إعلامي كشف نشره أن معلومات استخباراتية سرية وحساسة تم أخذها من أجهزة الجيش الإسرائيلي بشكل غير قانوني.
وأثار نشر هذه المعلومات "تخوفا من حدوث ضرر جسيم لأمن الدولة وخطر على مصادر المعلومات، وكان من الممكن إلحاق الضرر بقدرة الأجهزة الأمنية على تحقيق هدف تحرير المختطفين (الأسرى) وهو أحد أهداف الحرب"، وفق القناة "12" العبرية.
كما قالت ذات القناة أن قضية "تزوير البروتوكولات" صدر بحقها أمر نشر في يونيو/حزيران الماضي، وأنه "تم تعريف القضية وقتها على أنها حساسة من الناحتين الأمنية والعامة، لذلك يُسمح الآن بنشر تفاصيل جزئية فقط عنها".
وقبل نحو أربعة أشهر قالت "يديعوت أحرونوت" إن مسؤولين كبار سابقين في مكتب نتنياهو لا يستبعدون احتمال أن يكون المكتب قد "غيّر" البروتوكولات الخاصة بالمناقشات الأمنية التي جرت خلال الحرب على غزة.
وتأتي هذه التطورات في وقت تواصل فيه إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ووسعت نطاقها على لبنان منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي.