قالت إدارة مستشفى العودة بمحافظة شمال قطاع غزة، الأربعاء، إنها تكافح لتقديم الرعاية لعشرات المصابين بظروف صعبة واستثنائية من نقص الأدوية والمستلزمات الطبية واستمرار الإبادة التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي بالمنطقة منذ أكثر من شهر.
وأضاف مدير المستشفى محمد صالحة، للأناضول، إن المشفى "يعاني من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية منذ أكثر من 3 أشهر، إلى جانب انقطاع إمدادات الوقود الذي أعاق تشغيل المستشفى بالشكل المناسب منذ شهر".
واستكمل قائلا: "المولد الكهربائي الصغير الذي كنا نعتمد عليه في تشغيل المستشفى بالحد الأدنى، توقف صباح الأربعاء، بعد أن أصيب بعُطلٍ بسبب نفاد الوقود، ما أجبرنا على استخدام المولد الكبير بما تبقى من وقود رغم استهلاكه المرتفع للوقود، لكن ذلك كان ملحا لإجراء 4 عمليات جراحية لمصابين بحالات خطيرة".
وأشار إلى أن المستشفى ومنذ ساعات الصباح استقبل "عددا من الشهداء وعشرات الإصابات بينها حالات حرجة إلى المستشفى، في ظل توقف خدمة الإسعاف بالمنطقة".
وأرجع نقص سيارات الإسعاف إلى "استهداف الاحتلال لجميع هذه المركبات سواء التابعة لمستشفيات العودة وكمال عدوان أو لجهاز الدفاع المدني".
وأضاف: "إنّ هذا الاستهداف الإسرائيلي لطواقم الإسعاف ومركباته، أجبر المواطنين على نقل المصابين إلى المستشفيات محمولين على الأكتاف ومشياً على الأقدام أو باستخدام عربات بدائية، مما يعرض حياتهم للخطر نتيجة لتأخر الرعاية الطبية اللازمة".
وفي السياق، بين صالحة أن الجراح الوحيد شمال قطاع غزة قام بإجراء عمليتين جراحيتين منذ ساعات الصباح، ولا يزال في طور إتمام العمليات الأخرى.
وطالب "منظمة الصحة العالمية بضرورة التدخل لإدخال الوقود والأدوية والمستلزمات الطبية والطعام اللازم للمرضى والكوادر الطبية لمساندة المستشفى حتى تتمكن من تقديم خدماتها شمال قطاع غزة في ظل حرب الإبادة الجماعية".
وفي وقت سابق اليوم؛ قال صالحة في تصريح صحفي: "إن المستشفى يعمل حالياً دون كهرباء ويعاني نقصا حادا في الأدوية والمستلزمات الطبية والطعام، مما يعرقل القدرة على تقديم الرعاية اللازمة للمصابين والمرضى".
وأشار صالحة في تصريحات صحفية، الأربعاء، إلى أن المستشفى "يواصل استقبال الحالات الطارئة رغم انقطاع التيار الكهربائي اللازمة لتشغيل أقسامه ومرافقه".
وبدأ الجيش الإسرائيلي في 5 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قصفا غير مسبوق على مناطق شمال القطاع، قبل أن يجتاحها في اليوم التالي بذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها"، بينما يقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال المنطقة وتهجيرهم.
وتسببت هذه العملية في خروج المنظومة الصحية عن الخدمة وفق تصريحات مسؤولين حكوميين، فضلا عن توقف عمل جهاز الدفاع المدني ومركبات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني.
ورغم ذلك، تحاول المستشفيات الثلاثة الرئيسية في المحافظة "كمال عدوان، والإندونيسي، والعودة"، العمل بأقل الإمكانات وبطبيب واحد أو اثنين وفي ظل نفاد مخزونها من الأدوية والمستهلكات الطبية، لتقديم الحد الأدنى من الخدمة للجرحى والمرضى.
كما يفاقم هذه الأوضاع، حالة العزلة التي فرضها الجيش الإسرائيلي على المحافظة بقطع شبكة الاتصالات والإنترنت عنها.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق إبادة جماعية بقطاع غزة، خلفت نحو 146 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.