نزح الآلاف من الفلسطينيين، الاثنين، من مناطق شرقي مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة إلى المناطق الجنوبية الغربية من القطاع، بعد ساعات من تحذير الجيش الإسرائيلي بإخلاء المنطقة تمهيدا لعملية عسكرية فيها.
وأفاد مراسل الأناضول نقلا عن شهود عيان، بأن الآلاف من الفلسطينيين بدأوا بالنزوح من المناطق الشرقية في رفح إلى غربي ووسط المدينة وغربي مدينة خان يونس (جنوب) وشمالي مدينة دير البلح (وسط).
وذكر الشهود أن النازحين ينوون إعادة نصب خيام في المناطق التي يتوجهوا إليها في ظل عدم توفر أي مأوى فيها.
وأشاروا إلى أن أعدادا قليلة من السيارات والشاحنات ساعدت الفلسطينيين في النزوح من شرقي رفح في ظل ندرة وسائل المواصلات جراء عدم توفر الوقود بشكل كاف في القطاع.
وظهرت أعداد كبيرة من الأطفال والنساء في صفوف النازحين كانوا يسيرون على الأقدام في أراض وعرة متوجهين إلى المناطق الغربية والوسطى لمدينتي رفح وخان يونس، حسب مراسل الأناضول.
وكانوا يحملون بعض الأغطية والأطعمة في طريقهم إلى مناطق النزوح الجديدة غربي القطاع.
ويقطع النازحون سيرا على الأقدام مسافة تتراوح ما بين 7-10 كيلو مترات وصولا إلى مناطق وسط وغربي رفح وخان يونس، وفق مراسل الأناضول.
ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، طالب الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين بالقطاع بالنزوح عشرات المرات من عدة مناطق إلى مناطق أخرى يقول إنها "آمنة" لكنه بالوقت نفسه كان يستهدفها ما أدى إلى مقتل وإصابة المئات من النازحين غالبيتهم من الأطفال والنساء، حسب مصادر محلية فلسطينية.
يأتي ذلك بعد ساعات من إنذار الجيش الإسرائيلي بإخلاء مناطق شرقي رفح تمهيدا لبدء عملية عسكرية فيها.
وصباح الاثنين، قال الجيش الإسرائيلي، في بيان له، إنه "بناء على موافقة المستوى السياسي، يدعو الجيش الإسرائيلي السكان المدنيين إلى الإجلاء المؤقت من الأحياء الشرقية لمنطقة رفح"، إلى منطقة المواصي.
وأضاف: "هذه العملية ستمضي قدما بشكل تدريجي بناء على تقييم الوضع المتواصل الذي سيجري طيلة الوقت".
ونشر الجيش الإسرائيلي على حساباته في وسائل التواصل الاجتماعي خرائط تبين طرق الإخلاء.
وحسب مراسل الأناضول، فإن المنطقة التي طالب الجيش الإسرائيلي بإخلائها تضم معبر رفح البري على الحدود مع مصر، وهو المعبر الرئيسي الذي تمر عبره المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة والوحيد الذي يستخدمه الفلسطينيون بغزة للسفر إلى الخارج.
كما يستخدم معبر رفح لنقل عشرات من الفلسطينيين المصابين بجروح خطيرة يوميا لتلقي العلاج بالخارج في ظل شح الإمكانيات الطبية في مستشفيات القطاع.
وتشن إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حرباً مدمرة على قطاع غزة تسببت بسقوط مئات الآلاف من الضحايا معظمهم من الأطفال والنساء، ناهيك عن الدمار الهائل في المباني والبنى التحتية.
