وجه الإرهابيين الذين نفذوا عمليات السيطرة على مفاصل الدولة ليلة محاولة الانقلاب 15 يوليو/تموز بعد أن قاموا بتأسيس هيكل موزاي بداخل القوات المسلحة التركية، مقاومة شعبية ضخمة. سطر التاريخ ملحمة عظيمة عندما خرج أبناء الوطن لصد الانقلابيين الخائنين في الأماكن الحيوية في الدولة. يني شفق تريد أن تظل محتفظة بتفاصيل اليومين الذين غيروا التاريخ.


نفذ الانقلابيون أولى هجماتهم الفعلية بواسطة نظام المراسلات الخاص بالقوات المسلحة بعدما سيطروا عليه؛ إذ عندما استطاع الضباط المنتمون إلى منظمة غولن الإرهابية الدخول إلى ذلك النظام، من خلال رئاسة هيئة الأركان العامة، في تمام الساعة 15:22 من يوم الجمعة الموافق 15 يوليو / تموز 2016، أرسلوا إلى الوحدات العسكرية الخاضعة لسيطرتهم تعليمات من 20 مادة لإعلان الأحكام العرفية، حملت عنوان "مخطط عملية الصاعقة". وتضمنت ملحقات البيان، الذي حمل توقيع العميد محمد بارتيجوتش والعقيد أركان حرب جميل تورهان، بيانات بشأن قيادات الأحكام العرفية وقوائم بأسماء الأشخاص الذين سيجري تعيينهم في المحاكم العسكرية ومخطط النظام العام والتعزيزات العسكرية في مدينتي أنقرة وإسطنبول. كما جاء في التعليمات أنه ستجري السيطرة على الحكم بحلول الساعة الثالثة من فجر اليوم التالي، وأنّ حظر التجول سيبدأ اعتبارًا من الساعة السادسة من صباح اليوم ذاته.

تحرك مسؤولو جهاز الاستخبارات بناء على المعلومات التي أدلى بها الرائد أ.هـ.، وأرسلوا تفاصيل عملية تنفيذ الهجوم بالفاكس المشفر إلى رئاسة هيئة أركان الجيش. وجرى تدقيق المعلومات الواردة من جهاز الاستخبارات في اجتماع عُقد في مقر القيادة العامة لهيئة الأركان بحضور كل من رئيس هيئة الأركان الفريق أول خلوصي أكار، وقائد القوات البرية الفريق أول صالح زكي تشولاك، والرئيس الثاني لهيئة الأركان الفريق أول ياشار غولر. وبحلول الساعة 16:30، وصل نائب رئيس جهاز الاستخبارات إلى مقرّ قيادة هيئة الأركان واجتمع بالرئيس الثاني للهيئة الفريق أول غولر.

أدلى الفريق أول خلوصي أكار بأقواله كمدّعي في سياق التحقيق في محاولة انقلاب 15 يوليو/تموز، قال فيها إنه عقب تلقيه بلاغًا من جهاز الاستخبارات، أصدر أوامره بعدم إقلاع الطائرات المقاتلة والمروحية وعدم خروج الدبابات من وحداتها.

سرد ياشار غولر، الرجل الثاني في رئاسة هيئة أركان الجيش التركي، في أقواله التي أدلى بها في النيابة، تفاصيل حول الدقائق الأولى من ليلة محاولة الانقلاب الفاشلة.

أدلى قائد القوات البرية الفريق أول صالح زكي تشولاك في أقواله بتفاصيل كيفية استدعائه إلى مقر قيادة الجيش للقاء رئيس هيئة الأركان أكار.

دخل رئيس جهاز الاستخبارات هاكان فيدان من بوابة مقر هيئة الأركان في حدود الساعة 18:30 في وقت كان فيه انعقاد الاجتماعات مستمرًا داخل رئاسة هيئة الأركان؛ إذ حضر فيدان هو الآخر الاجتماعات التي تواصلت حتى الساعة 19:20. ولقد تقرر في هذا الاجتماع إصدار ثلاثة أوامر بأكواد عاجلة إلى الوحدات العسكرية.

ونتيجة للتقييم العام الذي أجراه قادة الجيش في مقرّ رئاسة هيئة الأركان؛ صدرت تعليمات، حملت توقيع رئيس هيئة الأركان أكار، إلى جميع وحدات الجيش على النحو التالي:
- منع أيّ طائرة عسكرية من التحليق في المجال الجوي التركيّ حتى صدور أمر ثانٍ من رئيس هيئة الأركان.
- عودة جميع الطائرات العسكرية المحلقة في الجو فورًا إلى قواعدها.
- إيقاف حركة جميع المركبات العسكرية بما في ذلك الدبابات والعربات المصفحة.
-
أدلى رئيس الوزراء بن علي يلدريم بتصريح يوم 3 أغسطس / آب 2016 حول تلك المعلومات الاستخباراتية التي تلقاها جهاز الاستخبارات، قال فيه "لا أعرف على وجه الدقة تفاصيل ما نقله الشخص الذي حضر إلى مقرّ جهاز الاستخبارات، ولا أقول سوى ما سمعته من رئيس الجهاز الذي استدعى رئيس جهاز الأركان خلوصي أكار عقب تلقيه هذه المعلومات، واجتمع الرجلان حتى الساعة الثامنة من مساء ذلك اليوم، وأصدر رئيس الأركان تعليماته لعدّة جهات في تلك الأثناء. وما حدث بعد ذلك يعلمه الجميع".
وصل إلى مبنى جهاز الاستخبارات في أنقرة ضابط يحمل رتبة رائد يدعى أ.هـ. ويعمل كطيار في قيادة الطيران الحربي، وقدّم معلومات بشأن "تنفيذ هجوم بالطائرات المروحية على مقرّ جهاز الاستخبارات". هنا بدأ مسؤولو الاستخبارات باستجوابه بشكل عاجل، فأخبرهم بأنه كُلّف بتنفيذ "مهمة اختطاف رئيس جهاز الاستخبارات هاكان فيدان". هنا وعلى الفور تمّ نقل هذه المعلومات على الفور إلى رئيس الجهاز فيدان.