أعلن دونالد ترامب ترشحه للرئاسة في انتخابات 2024، وبذلك يكون أول سياسي يرشح نفسه. وحتى الآن لم يظهر أحد من داخل الحزب الجمهوري ويعلن أنه سيكون منافسًا لترامب. السياسيون الذين يتم تداول أسماؤهم للترشح ملتزمون الصمت. الرئيس الأمريكي السابق ترامب له تأثير كبير على قاعدة " الحزب الجمهوري "، ولهذا السبب ليس من السهل منافسته. وعلى الرغم من انخفاض شعبيته في استطلاعات الرأي، إلا أن المرشح المفضل للجمهوريين هو ترامب مجددًا. بالمقابل حاكم فلوريدا "رون دي سانتيس" يأتي في المركز الثاني.
وتظهر استطلاعات الرأي أن شعبية سانتيس تسير في اتجاه تصاعدي ثابت. دي سانتيس هو الاسم الذي يشعر ترامب بمخاوف منه في "الحزب الجمهوري".
لم يعلن "رون دي سانتيس" عن ترشحه، لكنه لم يصرح أنه لن يقدم على هذه الخطوة. وتشير الأقاويلالالسائدة إلى أن دي سانتيس يعمل على اتخاذ خطوة الترشيح. من جهة أخرى، أعلن إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم، وكين غريفين، ثاني أكبر متبرع وداعم للحزب الجمهوري، أنهما سيدعمان دي سانتيس إذا ترشح للانتخابات.
ويبدو أن العديد من المليارديرات الداعمين للحزب الجمهوري كـ"روبرت ميرسر" و"ستيفن شوارزمان" قد تخلوا عن ترامب. ويعد دي سانتيس أمل الجمهوريين المناهضين لترامب.
ولا يبدو أن أية شخصية في الجناح الوسطي للحزب الجمهوري مستعدة لمنافسة ترامب. وبالفعل عام 2016، دعمت قاعدة الحزب ترامب للقضاء على الجمهوريين من الجناح الوسطي.
ما يجعل دي سانتيس بارزا هو أنه قريب جدا من ترامب ن ناحية المستوى الخطابي. دي سانتيس هو في الواقع "ترامبي". وبالنسبة للعديد من الجمهوريين، فإن دي سانتيس هو "ترامبي حقيقي". وهذه السمة تجعل دي سانتيس نوعا من المنافسين الذين لا يحبهم ترامب. وفي هذا الأمر قال سام نونبرغ، المستشار السابق لترامب: "ديسانتيس هو أسوأ كابوس لترامب، أصغر سنا وأكثر ذكاء وأكثر نجاحا".
لعب "دعم ترامب" دورا مهما في فوز دي سانتيس بمنصب حاكم فلوريدا عام 2018. ومنذ اللحظة التي برز دي سانتيس فيها كشخصية سياسية، كان ترامب يذكر دائما بدعمه له. حتى أن ترامب استخدم عبارات تقلل من شأن دي سانتيس وتهينه. قبل ثلاثة أيام من الانتخابات النصفية الأمريكية 8 نوفمبر/تشرين الثاني، انتقد ترامب دي سانتيس في تجمع حاشد ووصفه بـ "رون ديسانكتيمونيوس". هذا المصطلح يعني "المنافق" أو "الشخص الذي يدعي التدين والتهذيب وهو ليس بذلك". لم يكن خطاب ترامب بهذه الطريقة لـ"دي سانتيس"، الذي ترشح لمنصب الحاكم، موضع ترحيب في دوائر الحزب.
فاز دي سانتيس بمنصب حاكم فلوريدا في انتخابات عام 2018 بفارق يبلغ نصف نقطة مئوية. أما في الانتخابات الأخيرة، فاز بفارق يبلغ 20 نقطة مئوية على خصمه.
دي سانتيس، لأنه حقق أكبر انتصار للجمهوريين في الانتخابات، أثار حتمًا عداء ترامب.
ويرى عدد كبير من الجمهوريين، الذين خسروا ثلاث انتخابات منذ عام 2018، أن دي سانتيس (44 عاما) هو مستقبل الحزب الجمهوري. ويرى العديد من الاستراتيجيين الجمهوريين بأنه يجب على ترامب التنحي جانبا وتمهيد الطريق أمام دي سانتيس. صحيفة "نيويورك بوست" المملوكة لروبرت مردوخ وصحيفة "وول ستريت جورنال" و"فوكس تي في" ووسائل الإعلام التي دعمت ترامب في السابق، أعطت الضوء الأخضر لدعم دي سانتيس.
وقال ترامب، الذي بقي على موقفه بعد الانتخابات، إنه يعرف أشياء عن دي سانتيس لا يعرفها أحد آخر، وإن هذه المعلومات لن تكون جيدة بالنسبة له. وبهذه التصريحات، يؤكد ترامب بشكل ضمني إلى أنه إذا ترشح دي سانتيس، سيستخدم كل ورقة رابحة لتدميره. ويناشد الترامبيون المتشددون دي سانتيس على إعلان أنه لن يترشح. وبناء على ذلك، يجب على دي سانتيس دعم ترامب، والبقاء في منصبه كحاكم، وانتظار دوره للانتخابات عام 2028.
وأشار جون نولتي، الكاتب في صحيفة "بريتبارت نيوز" الترامبية المتشددة، والمعروفة باسم جهاز "اليمين المتطرف" الإعلامي، إلى أن الرياح كانت تهب لصالح دي سانتيس. وأكد نولتي أنه في حال أراد دي سانتيس أن يكون رئيسا، فلا ينبغي له أن ينتظر دوره. يجب أن يسعى لانتخابات عام 2024 وأ، لا يوقف دور ترامب دي سانتيس، فهذا وقته وفرصته".
المعارض الشهير "مايكل سافيج" الذي أُطلق عليه اسم "الأب الروحي للترامبيين" ومؤلف كتاب "حرب ترامب: الحرب من أجل أمريكا"، قال: "دي سانتيس هو مستقبل الحزب الجمهوري"
بعد الانتخابات الأمريكية النصفية 8 نوفمبر/ تشرين الثاني، تتراجع شعبية ترامب ، في حين أن دي سانتيس تزداد شعبيته بثبات. دي سانتيس، الذي لم يرد على هجمات ترامب، يتخذ موقفا هادئا جدا. ويرى العديد من أنصار دي سانتيس أنه يجب عليه الرد والتحدث. ولم يعلن دي سانتيس ترشحه بعد. ومع ذلك، فإن التوترات بين ترامب ودي سانتيس مرتفعة جدًا. وإذا أعلن ترشحه، ستكون هناك حرب شرسة بين دون دي سانتيس ودون ترامب.






