هل استغل إمام أوغلو شركة "ميديا A.Ş" التابعة لبلدية إسطنبول لتمويل صحفيين وإعلاميين بغرض توجيه الرأي العام ضد الإعلام المحلي؟

09:1425/03/2025, الثلاثاء
تحديث: 25/03/2025, الثلاثاء
بولنت أوراك أوغلو

أدلى خبراء مختصون بتصريحات لافتة خلال بث مباشر حول قيام شركة "ميديا A.Ş" التابعة لبلدية إسطنبول، بتحويل أموال إلى مجموعة من الصحفيين، يقدر عددهم بين 25 و47، وذلك في ظل التحقيقات الجارية بحق البلديات التابعة لحزب الشعب الجمهوري. ووفقًا لما تم تداوله، فإن النفوذ المتزايد لأكرم إمام أوغلو على وسائل الإعلام قد يؤدي إلى مشكلات أكبر، حيث يُزعم أنه يسعى إلى توجيه الرأي العام والتلاعب به عبر تمويل الإعلام من خلال "ميديا AŞ". ويُقال إن إمام أوغلو، الذي يشن حرباً على القضاء والبيروقراطية العليا في الدولة

أدلى خبراء مختصون بتصريحات لافتة خلال بث مباشر حول قيام شركة "ميديا A.Ş" التابعة لبلدية إسطنبول، بتحويل أموال إلى مجموعة من الصحفيين، يقدر عددهم بين 25 و47، وذلك في ظل التحقيقات الجارية بحق البلديات التابعة لحزب الشعب الجمهوري. ووفقًا لما تم تداوله، فإن النفوذ المتزايد لأكرم إمام أوغلو على وسائل الإعلام قد يؤدي إلى مشكلات أكبر، حيث يُزعم أنه يسعى إلى توجيه الرأي العام والتلاعب به عبر تمويل الإعلام من خلال "ميديا AŞ".

ويُقال إن إمام أوغلو، الذي يشن حرباً على القضاء والبيروقراطية العليا في الدولة باستراتيجية أشبه بأساليب تنظيم "غولن" الإرهابي، قد أنشأ منظومة إعلامية موازية عبر إحدى الشركات العشر التابعة له، وهي "ميديا A.Ş". ووفقًا لهذه الادعاءات، فقد تم تمويل هذا الإعلام من قبل بيلين أقتاش وزوجها نجاتي أوزكان، بهدف تقويض دور الإعلام المحلي والوطني أمام الرأي العام، لا سيما من خلال توجيه عائلة أوزكان لتقديم شكاوى تستند إلى مزاعم ملفقة ومضللة.

وتشير التقارير إلى أن الإعلام الموازي الذي أُقيم ضد الإعلام المحلي والوطني استُخدم خلال انتخابات عام 2020 ضد كمال كليجدار أوغلو، وقد اعترف الأخير بذلك ضمنيًا دون أن يذكر اسم إمام أوغلو صراحة. فقد كشفت منصة "أودا تي في" عن وجود كتّاب صحفيين مأجورين نشروا مقالات معادية لكليجدار أوغلو، وذلك مقابل مبالغ مالية. وقد كشفتُ في مقال سابق بعنوان "بيادق السبتيين: كيف قامت عائشة باريم بتوجيه الممثلين لدعم إمام أوغلو؟"، عن الشبكة الإعلامية الموازية التي وظفها إمام أوغلو، وعن عمليات تمويل غير قانونية التي تقوم بها شركة "ميديا AŞ".

وفي السنوات الأخيرة، ارتبط اسم رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، بالعديد من الفضائح، وكان من بينها الفضيحة التي هزّت قطاع المسلسلات، والتي كانت بطلتها عائشة باريم، فقد تبين أنها عضو في المجلس الاستشاري لمؤسسة "براند ويك إسطنبول"، التابعة لشركة "كابيتال ميديا للخدمات"، والتي يملكها نجاتي أوزكان الذي يدير حملة إمام أوغلو "كل شيء سيكون جميلاً".

وفي الأسابيع الأخيرة، انشغل الرأي العام التركي بالاتهامات الموجهة إلى عائشة باريم، مالكة شركة ID İletişim، والتي تفيد أنها احتكرت صناعة المسلسلات والأفلام عبر التحكم بالممثلين. وقد امتدت هذه الفضيحة التي هزت قطاع المسلسلات إلى إمام أوغلو نفسه، حيث تبين أن باريم سعت خلال عام 2019 إلى الترويج لشعار حملته "كل شيء سيكون جميلاً" عبر الممثلين، بغرض التأثير على الرأي العام.

ومن اللافت أن باريم حصلت على جائزة "النساء اللواتي يصنعن الفارق لعام 2024" التي تمنحها مجلة MediaCat، المملوكة لـ بيلين أوزكان، زوجة نيجاتي أوزكان، المستشار الذي كان له دور بارز في رسم صورة إمام أوغلو كـ"بطل زائف". وتتردد مزاعم حول أن بيلين أوزكان كانت تلعب دورًا محوريًا في توزيع الإعلانات.

وفي الوقت الذي كان إمام أوغلو يسعى لتقويض دور الإعلام الوطني والمحلي، وجد نفسه هو من يتعرض للإقصاء. وبحسب معلومات حصلت عليها من بعض المصادر القضائية، فإن إمام أوغلو قد يواجه عقوبة بالسجن تتراوح بين 6 إلى 7 سنوات بعد اعتقاله.

إن قرار فرض السرية على التحقيقات الجارية بشأن شركة "مديا A.Ş" من قِبل النيابة العامة في إسطنبول هو خطوة صائبة في مسار تحقيق العدالة. وما أنقله في هذا المقال قد سبق لي أن شاركته مع الرأي العام، ما يعني أنني لا أنتهك قرار السرية. إذ أن تحقيقات النيابة تُركّز بدقة على أنشطة عشر شركات، وعلى رأسها "مديا A.Ş"، والتي يُعتقد أنها تعمل على تقويض دور الإعلام الوطني والمحلي، في محاولةٍ لإضعاف تأثيره. ونحن إذ نثق في نزاهة القضاء، فإننا لا نكتفي بإدانة من يستهدفه، بل ننظر إليهم بعين الريبة أيضاً.


البُعد المتعلق بتنظيم "PKK/KCK" الإرهابي في التحقيقات.. 253 مكالمة بين إمام أوغلو وأزاد باريش الذي فر خارج البلاد

وفي إطار التحقيقات الجارية بشأن دعم بلدية إسطنبول الكبرى لتنظيم PKK/KCK الإرهابي، كشفت الأدلة عن وجود 253 اتصالا هاتفيا بين إمام أوغلو وأزاد باريش أحد المشتبه بهم الرئيسيين في هذه القضية والذي فرّ إلى الخارج. وخلال تفتيش مقر شركة Spectrum House، المملوكة لأزاد باريش، تم العثور على وثائق تتضمن تصريحات منسوبة إلى باريش بصفته نائب الرئيس المشارك لحزب الشعوب الديمقراطي، يدعو ناخبيه فيها إلى التصويت لصالح إمام أوغلو قائلاً: "إذا فزنا بإسطنبول، فسنفوز بتركيا".

كما تواصل النيابة العامة تحقيقاتها في قضية التعاون مع التنظيم الإرهابي، حيث أطلقت تحقيقًا ضد سبعة مشتبه بهم، من بينهم نائب الأمين العام لبلدية إسطنبول، ماهر بولات، ورئيس بلدية شيشلي، رسول أمره شاهين.

وفي إطار التحقيقات، حصلت نيابة إسطنبول على تقرير من إدارة مكافحة الإرهاب يتضمن معلومات تفيد بأن المشتبه به أزاد باريش صاحب شركة Spectrum House، كان على اتصال مع 312 شخصًا لديهم سجلات قضائية مرتبطة بالتنظيم الإرهابي. كما أشار التقرير إلى إمكانية أن يكون باريش متورطا في أنشطة تنظيم PKK/KCK الإرهابي ضمن هيكله السياسي، وأنه تواصل 17 مرة بين عامي 2020 و2024 مع رئيس بلدية شيشلي، إضافة إلى وجود 354 اتصال هاتفي مشترك بينهما خلال عامي 2023-2024.

ومن المعروف أن إمام أوغلو، اعتقل بتهم تتعلق بالفساد، ولكن أُسقطت التهم المتعلقة بالإرهاب ضده، فيما أعلن المدعي العام للمحكمة عزمه الاعتراض على هذا القرار. والجدير بالذكر أن جميع الشهود الذين أدلوا باعترافاتهم في قضية الفساد داخل بلدية إسطنبول هم أعضاء في حزب الشعب الجمهوري، وتشير التحقيقات إلى أن هناك ثمانية شهود علنيين وأربعة شهود سريين ضمن ملف القضية.


#بلدية إسطنبول
#أكرم إمام أوغلو
#صحافة
#إعلام
#فساد
#تركيا
#إرهاب
#النيابة