|
مسألتان لابد من تسليط الضوء عليهما

المسألة الأولى التي أود الحديث عنها هي عملية التفجير الإرهابي في تقسيم: لنفترض أن تنظيم بي كي كي الإرهابي أو تنظيم "تاك" التابع له ليسا وراء تفجير تقسيم، أي بعبارة أخرى لنقل إن جميع (مدّعي) حب السلام مثل "بانو جوفان" و"هايكو بغداد" و"عائشة هور" كانوا على حق، ولنفترض أن تنظيم داعش أو وكالة المخابرات المركزية الأمريكية أو الموساد أو منظمة "السافاك" الإيرانية كانوا خلف هذا التفجير، ولنستمع للإشاعة القذرة التي يحاول محبو السلام القذرين نشرها، حيث يتهمون حزب العدالة والتنمية بالمسؤولية عن التفجير بسبب قرب الانتخابات ويدعون بأن "سليمان صويلو" هو من نظم العملية شخصيًا، والسؤال الذي يجب طرحه هنا: ماذا سيغير هذا من ضرورة محاربة تنظيم بي كي كي الإرهابي؟ أي كيف ستؤثرمعرفة من كان وراء التفجير في ضرورة القضاء على هذا التنظيم الإرهابي واجتثاثه من جذوره؟

فمحبو السلام القذرون هؤلاء يحاولون نشر فكرة "لم يعلن تنظيم بي كي كي الإرهابي مسؤوليته عن التفجير في تقسيم، ولذلك لا حاجة للدولة التركية في القضاء على مجموعة الحمقى هؤلاء المسمّين تنظيم بي كي كي الإرهابي".

لنرد عليهم على طريقة (الكاتب التركي) كمال طاهر: "أي نوع من العقول هذا يا بني".

إن ضرورة القضاء على تنظيم بي كي كي الإرهابي ومحوه من الدنيا كلها لا يتوقف على تفجير تقسيم ولا علاقة له بذلك أبدًا، ومع أن محبي السلام القذرين الذين يدعمون هؤلاء الحمقى يعرفون تمامًا أن تنظيم بي كي كي الإرهابي هو المسؤول عن التفجير، لكن كما سبق وقلت "هذا لا يهم أبدًا".

فتركيا لها الحق الكامل في القضاء على هذا التنظيم الإرهابي بأي فرصة وطريقة تجدها مناسبة، لأنه ينفذ أعمالًا إرهابية منذ 35 عامًا ويقتل النساء والأطفال وكبار السن دون تفريق، وحقها هذا من أكثر الحقوق شرعية في العالم.

لكن الخطر الحقيقي يكمن في اتهام تركيا باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد تنظيم بي كي كي الإرهابي، ومحاولة تصوير تركيا بأنها دولة متعاونة مع مهربي المخدرات، واعتبارها من داعمي تنظيم داعش، فهذه ليست بالاتهامات البسيطة أبدًا.

فقد وصلنا إلى مرحلةٍ تكالب فيها أعداء تركيا كلهم عليها محاولين بأي ثمن وبأي وسيلة أن يصوروها في أعين المجتمع الدولي على أنها "دولة إجرامية يجب ردعها".

وبات واضحًا أن الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وإسرائيل وإيران وغيرهم من القوى الإمبريالية التي تتستر تحت غطاء تنظيم بي كي كي الإرهابي وتستغله، بات واضحًا أن هدفها الوحيد هو: " إيقاف تركيا بأي ثمن كان أو على الأقل عرقلتها".

حسنٌ، ولكن ثمة سؤال يفرض نفسه: هل سيستطيعون النجاح في ذلك؟ أقول -ليخزهم الله ويحفظ تركيا من شرهم- تصعب الإجابة عن هذا السؤال بسهولة والجواب هو: "لا بالتأكيد لا يمكنهم النجاح"، فلا شك أن من تجرأ على الدفاع عن تنظيم بي كي كي الإرهابي رغم كل شيء، وأطلق حملة "لا للحرب" سيبلغ أقصى حدود العداوة ويفعل ما بوسعه ونحن نقترب من فترة الانتخابات لهذا سيكون من الخطأ التساهل والقول "لن ينجحوا على أية حال" ويجب البقاء على حذر.

لنكتفي بهذا القدر ونبدأ بالمسألة الثانية وهي مصافحة أردوغان للقاتل السيسي.

هل أتقبل فكرة مصافحة أردوغان للقاتل السيسي؟ لا بالتأكيد لا، فأنا أكره السيسي وكل القيم التي يمثلها وأحب مرسي وقيمه.

كما أنني لن أقول هنا "صافحه ولكن" أو "غير أنه" أو "إلا أنه" وما شابهها، فأنا أشعر بحزن شديد أمام هذا المشهد لهذا سأكتفي بقول "ومع ذلك":

أولًا ليس لدينا أي معلومات عن الظروف التي تشكل فيها هذا المشهد، ثانيًا لقد شهدت الكثير من الدول التي تغير محورها بما يتناسب مع مصالحها الخاصة، ثالثًا باعتباري شخصًا يكره "السياسة الواقعية" وخاصة على الساحة الدولية يمكنني القول بسهولة إن موقفي كفرد تجاه السيسي وإسرائيل وأمريكا وإيران وروسيا لن يتغير حتى يتخلوا عن طموحاتهم الإمبريالية، كما أن ما نسميه "عقل الدولة" يتطلب "تجرع السم" من وقت لآخر، رابعًا أنا متأكد أن رجب طيب أردوغان يكره السيسي أكثر مما أكرهه أنا.

ولولا أن الشخص المحترم الذي قال: "نحن نعلم ما يحدث في شوارع القاهرة جيدًا " قد أغلق آذانه عن كل التحذيرات التي وجهت إليه وحرض الإخوان كثيرًا، ما كان سيحدث ما حدث ولبقي الإخوان طرفًا في "الحكومة الانتقالية" في مصر، ولما كان أردوغان اظطر إلى المجاملة وقول "العلمانية جيدة" ولما وجب عليه الآن أن يصافح السيسي. لهذا السبب أقول إن الشخص المحترم الذي كان بسبب أنانيته وغروره "السبب الرئيسي" في خسارة الإسلاميين ليس في تركيا فقط بل في مصر أيضًا، عليه أن يتعلم السكوت على الأقل ولا يتظاهر بالحزن ويقيم المآتم على مرسي لأسابيع فهو الذي ضيع على تركيا فرصتها في مصر. علينا أن نصمت بأدب فعندما يتعلق الأمر بمصر والإخوان ومرسي لا يسعنا إلا أن نطرق حياء.

#تقسيم
#التفجير الإرهابي
#تركيا
#مصر
#السيسي
#أردوغان
2 yıl önce
مسألتان لابد من تسليط الضوء عليهما
المشهد الذي يعيد "الرايخستاغ" إلى الأذهان
الولايات المتحدة أسيرة مؤسسيها اليهود
أكبر الاقتصادات في العالم
لماذا كامالا هاريس؟
خطوات في الأردن