|

أردوغان وداود أوغلو يُشاركان في إحياء المئوية الأولى للانتصار بمعركة "كوت العمارة"

انتصرت فيها القوات العثمانية على نظيرتها البريطانية التي استسلمت بعد معارك وحصار للمدينة إبان الحرب العالمية الأولى.

Ersin Çelik
09:40 - 30/04/2016 السبت
تحديث: 07:42 - 30/04/2016 السبت
الأناضول

شارك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس وزرائه، أحمد دواد أوغلو، في فعالية أُقيمت بمدينة إسطنبول، مساء الجمعة، لإحياء ذكرى المئوية الأولى لمعركة "كوت العمارة"، وسلطا معًا الضوء على كون المعركة "صفحة مضيئة في التاريخ العثماني، ومثالا للوحدة بين الأمة الإسلامية".



تجدر الإشارة أن المعركة المذكورة، وقعت في التاسع والعشرين من أبريل/نيسان عام 1916، وانتصرت فيها القوات العثمانية، على نظيرتها البريطانية التي استسلمت للعثمانيين في مدينة "الكوت" العراقية، بعد معارك وحصار للمدينة، إبان الحرب العالمية الأولى.



وفي كلمة له بهذه المناسبة، قال أردوغان "نستذكر اليوم كل الشهداء والجرحى الذين قاتلوا ببسالة، على كافة الجبهات التي شهدت معاركًا خلال الحرب العالمية الأولى، وفي مقدمتها معركتي سلمان باك، والكوت".



ولفت الرئيس التركي، أن "ميراث وتقاليد الدولة العثمانية التي ورثها الأتراك، متناثرة في منطقة جغرافية كبيرة منذ ألفين و200 عام"، مبيناً في هذا الصدد أنه "لا توجد أي معركة كبيرة خلال الألف عام الماضية، من التاريخ الإسلامي، إلا وشارك فيها الأتراك".



وفي سياق عدم رضاه عن مواد التاريخ التي تدرس في المدارس التركية، عبّر أردوغان، عن انتقاده لتلك المواد بشكلها الحالي، مضيفًا في السياق ذاته "من المؤسف، أننا أعددنا تاريخنا الرسمي لسنوات، بالشكل الذي أراده البريطانيون".



وأضاف في ذات السياق أن "مناهج كتب التاريخ في تركيا، ناقصة"، معبّرًا عن رفضه العقلية التي ترى أن التاريخ التركي، يبدأ من العام 1919.



وشدد على أن "الذين يشرحون التاريخ التركي القديم، وينتقلون مباشرة إلى تاريخ الجمهورية، متجنبين، ذكر تاريخ حقبة زمنية استمرت 600 عام (في إشارة إلى الدولة العثمانية)، هم أعداء لنا".



ووجه أردوغان نقدًا ذاتيًا لنفسه، لكونه أحد المسؤوليين السياسيين في البلاد خلال الـ 13 عامًا الأخيرة، ولعدم تمكنهم من توضيح التاريخ التركي الصحيح للأجيال الجديدة، مؤكداً أن الانشغال بالتنمية والديمقراطية، خفف عجلة التغيير الذي كانوا يصبون إليه في مجال التعليم، والفن، متعهدًا بتجاوز كل ذلك، على حد تعبيره.



واستطرد قائلًا "لقد أبدينا خلال الحرب العالمية الأولى، ندية ونضالا على جميع الجبهات، ضد الأعداء وفي مقدمتهم البريطانيون، وكان ذلك من شأنه أن يصيبهم بالغضب، ويعطي الأمل للأصدقاء، كما أصبنا العالم بالدهشة".



وتابع "وعند توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار، كان الجيش العثماني مستمرًا في قتاله على جميع الجبهات، أي أنه لم تكن هناك دولة أو جيش منهار أو مستسلم أو قُضى عليه، كما كانوا يزعمون، لكن لأقول لكم، إن الآفة التي ابتلينا بها خلال تلك الفترة، وهي مشكلة تقليدية لازمتنا، ألا وهى قدرتنا على الانتصار في المعارك، والهزيمة على طاولات المفاوضات، أي أن الأمر برمته كان ضعفًا في الأداء الدبلوماسي".




وأستذكر أردوغان في حديثه، ما قاله مؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك، عندما أصدر أمرًا بالهجوم في معركة جناق قلعة (وقعت عام 1915) وقال للقادة آنذاك "اُرجّح الموت كي لا يتكرر العار في البلقان".



ولفت أردوغان أن "المؤامرات والفتن السياسية التي حيكت ضد التعددية في الدولة العثمانية، ومحاولة إضعافها، حيث قامت القوى الكبرى برسم الحدود للمناطق الجغرافية بالمسطرة بحسب وجود الموارد النفطية، وقاموا بتقسيم البلاد"، مؤكداً أن "تلك القوى تمكنت من رسم الحدود المادية بيننا إلا أنهم لم يتمكنوا من رسم الحدود بين قلوبنا".



وترحم الرئيس على أرواح جميع الشهداء الذي سقطوا أثناء حربهم على جبهات القتال في الحرب العالمية الأولى، وإبان حرب الاستقلال، مشددًا على أن "معارك الحرب العالمية الأولى، وحرب الاستقلال، كانت بمثابة نهضة الشعب التركي".



من جانبه أوضح رئيس الوزراء، أحمد داود أوغلو، أن "معركة كوت العمارة، كانت بمثابة إكسير حياة بالنسبة للأمة ولمظلومي المنطقة، في حقبة بداية الانهيار"، مضيفًا "معركة جناق قلعة (الدردنيل) كانت لحماية إسطنبول (عاصمة الدولة العثمانية) من السقوط، ومعركة كوت العمارة كانت لحماية بغداد من نفس المصير".



ونوه في كلمته، أنهم يعاملون الذين يهربون من الظلم والحروب، ويطلبون مساعدتنا، دون أي تمييز قائم على لغة أو دين أو مذهب، مشيرًا أنهم كانوا يعاملون الأسرى في حروب الماضي على نفس الشاكلة "كنا نعاملهم بإحسان"، على حد تعبيره.



ولفت رئيس الوزراء التركي، أن "العقلية التركية القديمة، لم ترغب لسنوات طويلة، في استذكار هذا الحدث المهم (معركة كوت العمارة)، وإنما حاولت جاهدة أن تنسى معالمه بشكل ممنهج".



وأكد أنه في "تلك المرحلة كان الغرب يصف، الدولة العثمانية بالرجل المريض، ومع هذا كان النصر حليف العثمانيين في كوت العمارة"، مضيفًا "أنهم (الأعداء) عندما تلقوا الهزيمة على أيدي الجنود العثمانيين في تلك المعركة، أيقنوا أن هذه الأمة ليست لقمة سائغة يسهل هضمها".



وشدد داود أوغلو، على أنه "لو كان النصر حليف القوات المحتلة في معركة كوت العمارة، فإنه كان بإمكانها التمدد نحو بغداد شمالاً، وهذا أمر من شأنه أن يكون بمثابة كارثة كبيرة، عقب التحالف مع القوات الروسية".



وأوضح أن "الأتراك، والعرب، والأكراد، والكلدان، والسريان، والسنة والشيعة، حاربوا جنبًا إلى جنب داخل صفوف الجيش العثماني ضد القوات المحتلة في كوت العمارة، وعلينا أن نستمد العبرة والعظة من روح تلك الوحدة".



وأشار أن "المهزومين في كوت العمارة كانت لهم حسابات أخرى حيال مصير المنطقة"، موضحًا أن "ذلك تجلى في اتفاقية سايكس-بيكو، حيث خططوا مليًا كيف يمكن أن يمزقوا الدولة العثمانية، وكيف يبثون التفرقة بين شعوب المنطقة".



واختتم كلمته قائلاً "فكروا كيف السبيل إلى القضاء على النفوس الموحدة التي جاءت منذ عهد السلطان ألب أرسلان (السلجوقي)، وصلاح الدين الأيوبي، والسلطان سليم الأول، حيث كان هدفهم (الأعداء) التفريق بين الأناضول وبين منطقة بلاد الرافدين".






#أردوغان
#داود أوغلو
#كوت العمارة
٪d سنوات قبل