|

نحن من دربنا بارزاني

Ersin Çelik
17:27 - 30/09/2017 Cumartesi
تحديث: 17:28 - 30/09/2017 Cumartesi
يني شفق
​

نحن من دربنا بارزاني
​ نحن من دربنا بارزاني

قال الجنرال الإسرائيلي ساجي تشوري، الذي شهد الدعم الذي قدمه الموساد إلى بارزاني في شمال العراق منذ ستينيات القرن الماضي، إن الدولة الكردية هو مشروع إسرائيلي. وأضاف في لقاء صحفي أجرته معه المجلة الإسرايئلية – الكردية عام 2010 "نقلت بنفسي مقاتلي بارزاني بالطائرة إلى إسرائيل لتدريبهم، أنا من دربت الأكراد على القتال".

يعتبر الجنرال الإسرائيلي ساجي تشوري أحد الشهود العيان على الدعم الذي قدمه الموساد الإسرائيلي إلى شمال العراق منذ ستينيات القرن الماضي. وكان تشوري في شبابه قائدا للثورة الكردية في شمال العراق بصفته عميلا للموساد، وقد خطط للحرب بنفسه، ويقول "نقلت بنفسي مقاتلي بارزاني بالطائرة إلى إسرائيل لتدريبهم، أنا من دربت الأكراد على القتال". وفيما يلي نسرد اللقاء الصحفي الذي أجرته معه المجلة الإسرايئلية – الكردية عام 2010.

عرفنا بنفسك، من هو ساجي تشوري؟

ولدت في إسرائيل، كان والدي ينحدر من ليتوانيا، وأمي من بولندا. ترعرعت بالقرب من مدينة نتانيا وسط إسرائيل. انضممت عام 1952 لتدريبات وحدة المظلات وبدأت العمل في وزارة الدفاع كفرد كوماندو. ثم عملت في عدة وحدات أخرى، وكانت مساعدة الأكراد هي أهم المهام التي قمت بها.

لم أكن أعلم الكردية والعربية لكن تواصلنا بسهولة

ماذا كان هدفك الأساسي عندما وطأت قدماك شمال العراق؟

كان عام 1966 هو العام الذي بدأ فيه الدعم الإسرائيلي للأكراد. وعندما أرسلوني إلى هناك حينها كنت أعلم لحساب الموساد.

هل ذهبت إلى هناك بمفردك أو كنت فردا من فريق؟

ذهبت بمفردي. عندما وصلت إلى مكتب بارزاني ف يمنطقة حاجي عمران كان هناك عميل موساد اسمه ديفيد كرون وشخص إسرائيلي آخر لا أتذكر اسمه الآن.

من استقبلك هناك؟

كنت هناك بصفتي ضيف الحركة الكردية والملا مصطفى بارزاني وابنيه إدريس ومسعود. لكن عندا وصلت إلى هناك لم يكن الملا مصطفى موجودا، فسألتهم عن مكانه فأخبروني أنه ذهب إلى مكان اشتباك في منطقة بنتشفن. فاقترحت عليهم "علينا أن نفقد المزيد من الوقت ونبدأ عملنا حتى يعود"، فقبلوا ذلك. لم أكن أعرف الكردية أو العربية، وكان عميل الموساد الآخر كورن يترجم كلامي إلى العربية. لكن من كنت أحدثهم كانوا أناس أذكياء، فلم نكن نعاني للتفاهم.

تدريب أفراد الكوماندو الأكراد في إسرائيل

أعتقد أنك سافرت كذلك إلى طهران؟ فلماذا ذهبت إلى هناك؟

تلقينا عرضا من طهران، كانوا يريدون مني أن أدرب الجنود الإيرانيين. فاقترحت أن يدرب الجنود الإيرانيين الذين أدربهم نظراءهم الأكراد. لم يقبل الشاه المقترح، لكنه قبل بعدما قلت "إذن فلننقل الأكراد إلى طهران لأدربهم بنفسي". بدأت تدريب وحدة كوماندو منتخبة من قبل بارزاني في طهران على القتال، لكني لم أحصل على الاستجابة التي كنت آمل بها. لم يكن الشاه راغبا في وجود الأكراد، فبدأوا تعقيد الأمور، فذهبت إلى السفير الإسرائيلي في طهران وأخبرته بضرورة تدريب أفراد الكوماندو الأكراد في إسرائيل. قام السفير بما يلزم، ومن جانبي نقلت الجنود الأكراد على متن طائرة إلى إسرائيل حيث أسكنتهم فندقا ناحية حيفا، وضممتهم إلى التدريب اليومي لجنودنا. استمر هذا التدريب لنحو شهر. والحقيقة أنهم تعلموا أشياء جيدة وخضعوا لتدريب مكثف. عادوا بعدها إلى مناطقهم في شمال العراق مرورا بطهران.

هل عدت معهم إلى طهران؟

نعم، وشكلت هناك مجموعات من 20 رجلا لقتال الجيش العراقي. لم يكن الأكراد لديهم حينها سوى بنادق برونو، أما الجيش العراقي فكان مجهزا بأحدث الأسلحة.

أنا من وضع خطة الحرب

ماذا فعلت عندما انتهى تدريبك لجنود بارزاني؟

لم تكن مهمتي التدريب فقط. كان موسم الشتاء القارس قد انتهى وحل الربيع. كان علينا الهجوم لحماية أنفسنا، وكان ذلك يتطلب السيطرة الكاملة على منطقة حاجي عمران. كنت قد أعددت خطة جيدة، وكنت أصدر تعليمات لطلابي من أفراد الكوماندو وكنت أعلمهم كيف يحاربون. وخلال تلك الفترة تعملت منهم أنا كذلك بعض الأشياء.

قدتهم بنفسي

هل حاربت بنفسك؟

كانت خطتنا الأساسية تهدف للسيطرة على جبال ريفاندوز وزوزك وهندرين. نعم، شاركت في كل المعارك التي دارت هناك. كان الأكراد محرومين من مهارة السيطرة على الأمور في وقت كان العدو يهجم بشكل احترافي. وكانت الوحدة التي أقودها هي أولى الوحدات التي استطاعت تشكيل خط للدفاع؛ إذ كانت مكونة من رجال أذكياء ومدربين جيدا. لم يكن عددهم بالكثير، لكنهم كانوا أفضل من يرد على هجمات العدو.

عميل الموساد الجنرال ساجي تشوري ومصطفى بارزاني وابنه إدريس


ماذا عن تعداد الجيش العراقي وتمركزه؟

كان هناك أكثر من 10 آلاف جندي عراقي موزعين على المنطقة السفلية من عليبج وحليفان. كان واضحا أنهم مدربين جيدا، كما كانت تدعهم الدبابات والطائرات. وكنت أعرف، بصفتي رجل مظلات، من أين سيهجم الجيش العراقي بحلول الربيع. ووفقا لذلك وزعت قواتنا وشكلت استراتيجية دفاعية. وقد استفاد الأكراد كثيرا من الخبرات التي اكتسبتها من العمليات المضادة للإرهاب في الجيش الإسرائيلي.

علمتهم فنون الحرب

ماذا تحدث مع بارزاني عندما قابلته وماذا طلب منك؟

كنت أجتمع مع بارزاني كل يوم، فكنت هناك لمساعدتهم. وكانت مهمتي التي أرسلني من أجلها الموساد هي مساعدة الأكراد وتدريبهم للقتال جيدا ضد أعدائهم.

كيف كان رد فعل بارزاني على الخطة العسكرية التي وضعتها؟

ما إن عاد بارزاني استدعاني والعميل الآخر ميكي. بدأنا نناقش الخطة. يا ليت كان من حوله يتمتعون بعقلية مثله! كان قائدا حقيقا لم ير العالم مثيلا له. لكن للأسف رحل عنا.

ماذا كانت الخطة وكيف بدأتم الهجوم؟

كنت الخطة تنص على أننا سنشكل خطوط دفاع عندما يهجم الجيش العراقي. كانت الظروف الجغرافيا في صالحنا لأن الجبال لم تكن لتسمح بإجراء مناورات جوية بسهولة. كما كانت بعض المناطق تشكل خطرا يصعب من انتقال القوات العراقية برا. كان الأكراد معروفين بقدرتهم على التصويب، وهم الآن يستعدون للدفاع. أمرتهم بالانتظار بصبر حتى يدخل الجنود العراقيون في مرمى تصويبهم. تمركزنا على مرتفعات جبلي هندرين وزوزك. حذرت جنودي من التصويب نحو الدبابات حتى لا يكتشفوا مكاننا. كان الأكراد يعرفون المكان جيدا، وكان عنصر الحظ في صالحهم. كان تعداد الجنود العراقيين الذين اقتربوا منا 3 آلاف. أعطيت شارة القيادة إلى الملا يوسف لكنه قتل في المعركة.

نشرت مقابلة الجنرال الإسرائيلي ساجي تشوري في عدد شهر أبريل 2010 من المجلس الإسرائيلية – الكردية

هل كان بارزاني سعيدا بما تفعل؟

نعم، كان سعيدا للغاية. لكن كان يبدو أنه شعر بتوتر لكثرة عدد قتلى جنود العدو. اضطرت الحكومة العراقية لإنهاء العملية العسكرية عقب نجاحنا هذا. كان هذا مفاجأة بالنسبة لنا. بعدها سمعنا أن الرئيس العراقي عبد السلام عارف مات في حادث طائرة مروحية وحل مكان شقيقه عبد الرحمن الذي تواصل مع بارزاني وطلب منه إنهاء القتال والجلوس إلى طاولة المفاوضات. فاقترحت على بارزاني التفاوض مع مواصلة القتال كي لا نفقد قوتنا، لكنه أخبرني باستحالة فعل الاثنين في آن واحد.

هل كانت إيران تدعم بارزاني؟

لم يكن الأكراد يمتلكون عتادا كافيا للقتال، فطلبوا الدعم من الإيرانيين الذين قالوا إنهم أرسلوا عتادا إلى نواحي بنتشفن. لكن دعما كهذا لم يكن قد وصل بعد. لم تكن إيران ترغب في دعم الأكراد، وكانوا يقولون لي "أتمم مهمتك سريعا وعد إلى بلدك".

إسرائيل هي من جهزت القتال على الجبهة

كيف كنتم تتواصلون على الجبهة؟

كان لي صديق يعمل في شركة موتوريلا، فحكيت له الأمر وسألته عن أفضل جهاز يمكن أن نستخدم للتواصل. فاقترح علي جهاز لاسلكي يمكننا التواصل عبره لمسافة 40 كم. فكتبت تقريرا إلى الموساد وطلبت شراء هذا الجهاز. فاشتروا الجهاز وأرسلوه لنا. سلمت الأجهزة إلى إدريس بارزاني وبدأ جميع القادة على الجبهة باستخدامه. كان مفيدا للغاية في المعارك. لم تكن الحكومة العراقية تعرف لفترة طويلة أننا نستخدم هذا الجهاز. ثم صدر أمر العودة من إسرائيل. لكن لم أكن قد نفذت كامل خطتي، وكان يلزم السيطرة على مناطق أخرى.

كيف كان تواصلك مع مسعود بارزاني؟ ماذا كان دور العميل الآخر ميكي؟

كان ميكي هو الذي الذي أسس مع مسعود بارزاني قسم أمن بارستان. وأما الجيش العراقي فكان يجري تحركات كثيرة بالمنطقة. فاقترحت عليه الهجوم على السرية المتمركزة في جبل هندرين. تم الهجوم وقتل تقريبا جميع أفراد السرية. وفي تلك الأثناء وصل العتاد المنتظر من إيران. قال لي بارزاني "سقط الكثير من القتلى، وهذا لا يسرني. هؤلاء هم أناس أرسلوا إلى هنا بالقوة. لا أريد قتال العرب، بل أريد قتال الدولة العراقية".

لنتفاوض نحن ولتقاتل أنت

انتهت الحرب وعدت إلى إسرائيل، فهل زرت المنطقة مجددا؟

عدت إلى إسرائيل في نهاية مايو 1966، ثم انتقلت إلى الولايات المتحدة لتدريب يستمر لعام. بدأت منطقة شمال العراق تلتهب من جديد قبيل حرب 1967. وصلني خطاب من بارزاني بينما كنت معينا في هضبة الجولان. شعرت بفخر كبير أن يكتب إلي قائد كردي كبير خطابا بخط يده. عندما التقيته مرة ثانية اقترحت مهاجمة الجيش العراقي قبل الذهب إلى جبال كورك، لكنه كان يميل للتفاوض، فقلت له "لتنفاوض نحن (أنا ومسعود وإدريس) ولتقاتل أنت"، لكنه رفض هذا أيضا.

هل هذا يعني أنك ذهبت إلى هناك بدعوة من بارزاني؟

اتصل به قائد الموساد وأخبرني "بارزاني يريدنا أن نرسلك"، حينها كنت في مرتفعات الجولان. عدت إلى شمال العراق عندما بدأت بوادر حرب جديدة عام 1974. حينها قال لي بارزاني "العدو يهاجمنا، علينا فعل شيء". وضعنا خطة لصد هجوم العدو. لكن حينها كانت إيران غيرت توجهها وصارت مع الدول العربية ضد الحركة الكردية. كان بارزاني رجلا شهيرا حقا وقائدا فريدا.

هل هناك أي شيء آخر تريد أن تقوله لمتابعي المجلة الإسرائيلية – الكردية؟

أتوجه بالشكر والتقدير للعاملين بالمجلة. أمنيتي الأخيرة هي لقاء مسعود بارزاني ثانية. إنه قائد محنك بالنسبة للأكراد وكذلك العراق. كما أدعو بالصحة والعافية لصديقي الدكتور محمود عثمان الذي التقيته كثيرا في الماضي.

#بارزاني
7 yıl önce