قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنّ بارزاني ينتظره حساب من قبل التاريخ، حيث اعتبر أنّ التاريخ سيحاسبه، واصفًا إياه بالساعي وراء الفرص والمصالح.
جاء ذلك خلال كلمة له في اجتماع عقده أمس الأربعاء مع المخاتير، في القصر الرئاسي بالعاصمة أنقرة.
وقال أردوغان مخاطبًا بارزاني "من أين لك الحق حتى تقول أن كركوك لي؟ هل لديك تاريخ في كركوك؟ ماذا تفعل أنت في كركوك؟ أنت تعرف جيدًا من هم الأحق بكركوك!".
وحمّل أردوغان إدارة إقليم شمال العراق المسؤولية عن كلّ قطرة دم تسيل في العراق، نتيجة ما فعلته في كركوك.
وأعلن أردوغان أنّ السلطات التركية لن تتواصل من الآن وصاعدًا إلا مع الحكومة المركزية في بغداد، كما أعلن أن تركيا أغلقت مجالها الجوي أمام إقليم شمال العراق، والدافع هو سياسة الإقليم. مشيرًا في الوقت ذاته أن المساعدات الإنسانية إلى الإقليم مستمرّة وستمرّ عبر الحكومة في بغداد.
ولفت أردوغان إلى أن طبيعة العلاقة بين تركيا والإقليم لم تكن ذلك، قائلًا "كنا ننظر بكل محبة تجاه الإقليم، فيما الآن نضطر لإغلاق حدودنا معه، إدارة الإقليم هي السبب في هذا".
ويرجع السبب في تطور الخلاف بين تركيا والإقليم إلى إصرار بارزاني على إجراء استفتاء بهدف انفصال الإقليم بشكل كامل عن العراق، الأمر الذي تصرّ تركيا بالمقابل على عدم الاعتراف به، حيث صرّح أردوغان خلال كلمته أمس "لا ننتظر تفاوضًا بشأن الاستفتاء، كما لا ننتظر تأجليه، بل نرفضه بشكل تام".
وفي فصله بين قضية أكراد وإقليم قال أردوغان بأنّ تركيا طالما وقفت مع أخوتها الأكراد ونصرتهم كما تقف بجانب السوريين والعراقيين على حدّ سواء، دون النظر إلى الهوية الدينية أو العرقية، "تركيا تستقبل العديد من المظلومين حول العالم، وتتقاسم معيشتها معهم سواء كانوا أكرادًا أو عربًا أو تركمان".
وشدّد أردوغان على أن تركيا تواجه حصارًا إرهابيًّا، ونعلم الجهات الفاعلة التي تنفذ هذا الحصار الإرهابيّ، ثمّ قال "ثقوا تمامًا أن ما عاشته دولتنا من هجمات؛ لو تعرضت له دول أخرى لكانت اليوم قد سلمت نفسها تمامًا وانمكش علمها، أو على الأقلّ أصبحت منهكة، ولكنّنا لم نستسلم ولم نضعف، بل كنا أقوياء ووقفنا على أرجلنا، بل ومستعدون لنضع أرواحنا فداء لهذا، ولكن من المستحيل بتاتًا أن نتنازل على استقلالنا ومستقبلنا".
وفي إشارة إلى عملية إدلب قال أردوغان بأنّ قوات الجيش التركي التي دخلت إلى شمال سوريا لاقت ترحيبًا من أهالي المدينة، وأنّهم هتفوا "أهلا وسهلا يا أحفاد محمد الفاتح".
