وحرب تركيا وإيران...
لم تقترب تركيا إلى اليوم و لهذه الدرجة من قبل إلى تلك الاشتباك الحار. ولم تحاط قبل ذلك من الداخل والخارج وتهدد بهذه القساوة ولم تحاصر.
تركيا لم تستهدف قبل ذلك من قبل عدة بلدان ولم يتحول التحريض المباشر لتلك البلدان إلى تحرك داخلي في تركيا.
منذ عشرين سنة وأنا أتابع قضايا بلدنا. وأشاهد وأراقب علاقات تركيا مع الدول الجوار وأدقق دورها. لم أشهد من قبل محاولات حرب محلية لهذه الدرجة والصراحة الشديدة في استهداف دول الجوار لتركيا وحرب غير معلنة يتم تنفيذها من قبل تلك البلاد.
لم أشهد هذا التهديد الصريح الموجه إلى البلاد المسلمة وإلى تركيا من محور إيران وروسيا. لهذا اليوم إن علاقات ذلك البلدين مع تركيا كانت علاقة متوازنة تنتهي دائما بالشراكات والاتفاقات. أما اليوم فلا أرى سوى حرب واضحة تشكلت خلال الشهرين الأخيرين من قبل ذلك البلدين موجهة إلى تركيا.
لم نشهد قبل ذلك لمثل هذه الفترة وحشية ذلك البلدين نتيجة الطمع في الحصار والنفوذ. لا يوجد قبل ذلك فترة مثل هذه الفترة في تاريخ تلك البلدين وهو تدخل بهذا الشكل من قبل تحريض المجموعات الداخلية وبطريقة أوضح إنه تدخل إلى تركيا عن طريق تحريض المجوعات الارهابية والسياسية في تركيا.
إن طهران مدركة بأنه ستتشوه صورتها الاسلامية لذلك تقوم بستر عملياتها عن طريق موسكو.
سأكرر كلامي: لم نر في تاريخ الشيعة وحشية لهذه الدرجة تجاه البلاد قبل اليوم اعتبارا من فترة الشاه إسماعيل. وإن موقف إيران اليوم ماهو دليل إلى الكره الشديد للسنة كره يجتاز حتى الكره تجاه إسرائيل.
إلى اليوم والمداخلات المحلية للدول كانت محصورة ومنفردة. كانت إيران إما تحارب العراق وتنستر تحت الحصار الأمريكي وتراقب العراق أو أن تغامر لوحدها في اليمن أو أن تستعمل الشيعة في أفغانستان لحماية نفسها تجاه التهديدات أو أن تجعل حزب الله يحارب إسرائيل لتحافظ على نفسها.
أما اليوم فهي وصلت لحالة أنها تستعمل جميع الشيعة في المحيط لتكون جبهة تقوم بتخريب جميع الدول. ليست سوريا فقط بل بلاد الخليج وتركيا ايضا.
الحصار الإيراني الروسي في جيزرا
إن إيران وروسيا تحارب تركيا في سوريا. هذا الأمر واضح ولكنه يعتبر حرب غير معلنة. يحاربون ضد تركيا في داخل تركيا وفي شمال سوريا عن طريق الـ بي كا كا والـ بي يي دي. إن وراء الـ بي يي دي/الـيي بي جي المشكلة في سوريا المعارضة لتركيا هما نفس الدولتين أيضا. ولكنهم يتحركون مع أمريكا وبعض الدول الأوربية.
إن محاولات الحصار التي تنفذ في بلدنا من قبل الـ بي كا كا أيضا وراءها هذه الدول. لقد حملوا الحرب في سوريا إلى تركيا ويحاربون تركيا بوضوح في الأراضي التركية . سنرى قريبا نفوذهم في تركيا بطريقة أوضح .
لذلك إن العمليات المنفذة في جيزرا وسيلوبي ليست فقط ضد الـ بي كا كا بل إنها عمليات دفاعية تجاه هذه البلاد. إنها عمليات إنهاء حصار وتنظيف داخل البيت وكسر التدخل الخارجي الهادف لحصرنا في الداخل. لأن بعد مرحلة أخرى سيكون الـ بي كا كا ليس فقط مجموعة إرهابية بل سيعتبر حصان الطراودة لتنفيذ خطط المحاصرة الموجهة إلى تركيا.
إن لم يتم إيقاف هذه الوحشية الغير محكمة ولم تهدأ هذه الدول وإن استمرت في محاولات الحصار والنفوذ سيتم سحب الدول اعتبارا من قناة السويس إلى شرق الأبيض المتوسط والخليج إلى حروب غير منتهية. ولم يستطيع أي أحد إيقاف الاشتباكات التي ستتطور بطريقة مدهشة وسريعة. لأن هذا الاشتباك لم يكن في منطقة محصورة وضيقة بل ستكون بين جبهتين رئيستين تسحب جميع الدول إلى داخلها.
لذك على العالم بإيجاد طريقة لإيقاف روسيا. و ايقاف إيران التي تختبئ بين اجنحة روسيا. إن طهران تقسم العالم الاسلامي بعد قرون إلى جبهتين وهي الآن تنفذ دراستها التي تحت اسم "الاسلام سيحارب في داخله".
نحن لا ننوي بإنشاء نفسية هجومية تجاه إيران. ولكن على الرأي العام الإيراني أن يعارض عمليات طهران هذه. لانه سيدفع ثمن هذه العمليات شعب إيران أيضا.
لا أحد ينتظر مننا أية حسن تفاهم تجاه تمركزها مع روسيا في الحدود الجنوبية التركية وأيضا نفوذها عن طريق الـ بي كا كا واعتدائها على تركيا. ولا يوجد أي دولة قد تتفهم هذا الأمر. نحن الآن نحاول لفت الأنظار لاتخاذ اللازم تجاه هذه القضية قبل تطورها وقبل أن نرى صورا أقبح من ذلك.
بعد محاولات الاستلائيين الغربيين بتدمير العالم الأسلامي اليوم مع الاسف يتجهز الاستلائيون الشرقيون بتدميره. وكأن سيناريو توقعاتنا التي تحت عنوان " آخر هدفهم هو حرب تركيا مع إيران" قد اكتمل . إن عبارات "الحرب سيتمركز في قلب الاسلام وسبكون هناك حرب أهلية إسلامية" على وشك النجاح نتيحة قلة بصيرتنا. وإن نجحت فهذا يعني بأن الحرب لم تدخل إلى بلادنا فقط بل ستدخل بيوتنا وبعدها لم نجد مجالا للوقوف على أرجلنا لمدة قرن على الأقل.
في هذه الفترة بالضبط علينا بالانتباه جيدا من يقف في الداخل. نحن بعد الآن لا نعيش مشاكل اعتيادية وهذه المشاكل لا تعد مشاكل داخلية بعد الآن. إن الـ بي يي دي والـ بي كا كا لم تعد أداة كردية فقط بل أصبحت وسيلة للخطط العالمية. إن من يدعم هذه المجموعات في الداخل ومن يقف في صف محاولات الحصار تجاه تركيا فقط لرغبتاتهم القيادية في تركيا يعدون جزء من محرضي هذا الحرب. هذه الحرب تستهدف تركيا.
علينا بشرح زيارة صلاح الدين دمير طاش ضمن هذا المجال. إن الهوية السياسية لهذا الشخص قد انتهت. وهو بعد الآن جزء من تهديدات الحرب الموجهة إلى بلدنا وجزء مباشر من الاشتباك السلاحي.
يجب اتخاذ المواقف القانونية تجاهه ومنعه من استعمال هويته السياسية فهو يقوم باستعمالها ضد مصلحة الدول.
إيران تقوم بتنفيذ علاقاتها مع المجموعات الاسلامية عن طريق بغداد ومع الجموعات العلمانية عن طريق روسيا. يجب إعادة صياغة "الخائنين للوطن" لذلك المحاصرين الداخليين الواقفين مع الجبهة المقابلة بعد اخذ الموقف الصحيح تجاه مقراتهم في اسطنبول .
في حين يتحول موقف الـ هي دي بي الذي يعتبر الهوية السياسية للـ بي كا كا إلى نفوذ سلاحي بسرعة شديدة يقوم الـ جي هي بي الحزب المؤسس لتركيا بالتحول إلى هي دي بي. ويتحولون إلى جبهة لكل من معارضي تركيا. لا يبالون حتى بانتقادات الرأي العام الموجهة إليهم. في الأيام الحرجة المقبلة هناك داع كبير لاجراء التحقيقات اللازمة عن شرعية حزب الـ جي هي بي.
تركيا لا تركع أمام هذه التهديدات وستستمر بنضالها تجاه "المقاومة القاسية" بل ستتحدى أيضا. تركيا قوية لدرجة أنها تستطيع اجتياز هذه المحن. والتهديدات الاجتماعية المحلية هي أيضا مدركة قوة تركيا.
ستكسؤ محاولات الحصار وستفشل خطة خريطتهم. ستدفع تركيا هذه التهديدات الموجهة لداخل حدودنا إلى خارج حدودنا بكثير. ستصبح تركيا واضحة أكثر في خريطتها المخطط تجاه عمليات تغيير خريطة تركيا. قبل قرن كامل من اليوم تشكلت خريطة هذه الأراضي وتقسمت نتيجة تفككنا وبعد قرن من ذلك اليوم ستكون الخريطة الجديدة هي لم شمل تلك الأراضي التي تفككت.
ولكن في هذه المحنة سيظهر كل شخص محب لوطنه أو خائن لوطنه. سيذكرون بطريقة مؤسفة كأمثالهم في القرن العشرين في حين تقوم الأرادة البناءة بتشكيل التاريخ الجديد.
وآخر كلامي هو لإيران: إن ما كنا نقلق من أجله ولا نريده أن يتحقق هو الحساب بين تركيا و إيران ولكن:
إن كنت تأخذ دور الشاه إسماعيل فعليك أن تعلم جيدا بأنك تدفع تركيا بأن تأخذ دور ياووز!
