ليلة 15 يوليو/تموز هي ليلة اختصرت مقاومتنا التي بدأت  في معركة ملاذكرد واستمرت لحد هذا اليوم، وهي كانت بمثابة انتقام للحرب العالمية الأولى، وهي ليلة ارتقاء شعبنا في مقاومته العظيمة أمام الاعتداءات الدولية .

ليلة 15 يوليو/تموز هي ليلة إعلاننا من "نحن" وهي ليلة إعلاننا أننا نحن تركيا وأننا نحن الشعب التركي النابع من أعماق الأناضول، وهي ليلة التحدي التي قدّمنا فيها درسًا للعالم عن معنى "الوطن" في القرن الواحد والعشرين، وهي ليلة حققنا فيها أكبر انقلاب على العروق "الخائنة" القادمة  من القرون الماضية.

ليلة 15 يوليو/تموز هي ليلة قتلت فيها العبودية التي ولدت في الحرب العالمية الأولى، وهي ليلة الحرية، وليلة الوجود بعد قرن كامل، وهي ليلة بداية عصر الارتقاء الجديد، وهي ليلة الوطنية ، وليلة الدين الإسلامي.

ليلة 15 يوليو/تموز هي ليلة ميلاد تاريخنا وثقافتنا ومنطقتنا، وهي ليلة عودتنا لأخوّتنا وحساباتنا وطموحاتنا.

ليلة 15 يوليو/تموز هي ليلة أثبتنا فيها للعالم أننا لن نعود إلى قفص العبودية، وسنستمر في مسيرتنا حتى لو قدمنا آلاف الشهداء، هي ليلة أعلنا فيها أننا لن نلتفت إلى الدول المهيمنة، ولن نكون دولة وصاية، ولن نبالي بالقوات المستعمرة بعد الآن، وهي ليلة أظهرنا فيها للعالم أننا قمنا بتفعيل تاريخنا الذي كان مجمّدًا طيلة القرن العشرين.

ليلة 15 يوليو/تموز هي ليلة بداية عصر جديد ليكمل مسيرة العصور التي ارتقينا فيها بعد الحروب الصليبية وبعد الاستيلاءات المغولية، وهي ليلة أعلنا فيها أننا انتصرنا على الدول المهيمنة وأننا بدأنا بالعصر الجديد الذي سيرتقي بدولة تركيا الجديدة لأول مرة بعد الدولة العثمانية.

ليلة 15 يوليو/تموز هي ليلة نجحت بتحويل "عصر الاحتلال" إلى "عصر المواجهة" وهي مؤشر بأننا نسير تجاه "عصر التحدي"، هذا التاريخ هو تاريخ وثّقنا فيه نجاحنا بإفشالنا وإفسادنا لكافة حسابات التجزئة التي خُططت ضدنا بعد الدولة العثمانية  وكافة حسابات تجزئة الأناضول، وكافة مشاريع إغراقنا بالحروب المذهبية والطائفية، وهي ليلة أفشلنا فيها نواياهم القذرة التي استهدفت القلعة الأخيرة وخط الدفاع الأخير.

ليلة 15 يوليو/تموز هي ليلة دفنا فيها تحت أنقاض التاريخ كل من باع وطنه وشعبه وقيمه وتاريخه وشرفه ، وهي ليلة قاوم فيها أبناء الأناضول بروح جيش جنق قلعة، وهي ليلة القضاء على كل  تنظيم إرهابي  تنكّر بسترة الجماعة الإسلامية أو المنظمة المدنية أو تحت صفة المفكرين والمثقفين، حيث تم تأهيل تلك الخونة طيلة عشرات السنين لينطلقوا ويبيعوا وطنهم في هذه الليلة.

أما هؤلاء الأبطال الذين واجهوا النار بصدورهم واستلقوا أمام الدبابات، والنساء اللواتي لم يرجعن خوفًا من السلاح ولو خطوة واحدة إلى الوراء، والشعب الذي ركض مسرعًا في الظلام طمعًا بأن ينال الشهادة في سبيل الوطن، فقد أعطوا درسًا للعالم أن هذا البلد مع مدنه وقراه وشوارعه وكل شبر في أرضه جاهزٌ في أي لحظة لأن يتحوّل إلى خط دفاع، وتلك الأبطال هم رواد المقاومة المستمرة منذ ألف سنة.

لقد قمنا بتغيير التاريخ في تلك الليلة، وحاربنا عشرات الدول في تلك الليلة، ولقد انتهت تلك الليلة بانتصارنا في حرب الاستقلال الأخيرة، كانت تلك الليلة هي بمثابة تتمة لمقاومة الأبطال في كوت الأمارة وغزة والبلقان والقوقاز وصاري قاميش والمدينة المنورة.

لقد رأى الجميع في تلك الليلة أن الله معنا، وسنستمر بإذن الله في مسيرتنا تجاه النصر بخطوات أقوى وأثبت.