|
دائمًا تحدينا أكبر وأقوى وأسوأ الأعداء!
ها قد مرّ عام على محاولة الانقلاب الدولية في 15 يوليو/تموز.


يا ترى ماذا قلنا؟  وماذا تعلمنا؟ وكيف تهيّأنا؟ وماهي الجبهة الدولية التي واجهناها؟ وأين موقعنا في تاريخنا المليء بالتحديات؟ وكيف ستكون تركيا بعد اليوم؟ وماهي التحديات التي تواجهها تركيا مع الأعداء الذين شتتوا منطقتنا؟ وهل نحن على حافة انكسار كبير سيقلب مقاييس التاريخ؟ وهل ستكبر تركيا أم ستصغر في عمليات إعادة تشكيل خرائط القوة الدولية؟


الوسيلة الوحيدة  كي نفهم ونجيب على هذه الأسئلة هو أن ندرك معنى 15 يوليو/تموز..  ماهو هذا المشروع الدولي؟ وماذا خُطّط ضدّ تركيا من خلال هذا المشروع؟ وكيف تم استعمال منظمة غولن الإرهابية ومن الذي قام بتوجيهها؟ وكم جزء كانت ستتجزأ تركيا بنجاح محاولة الانقلاب؟ وماهي الوعود والتحفيزات التي تم تقديمها إلى منظّمة بي كا كا؟ هل كان الهدف هو تفعيل الجناح التركي في مخططات خرائط سوريا؟ وهل تم التخطيط إلى فصل الأناضول من تراقيا؟ وهل تم تهيئة كل شيء لخلق حرب داخلية؟ هل كل ذلك كان من أجل إطلاق "جبهة تركيا"؟


لكن لن يكفي أن ندرك ليلة 15 يوليو/تموز لوحدها، لذلك علينا ربطها بالماضي وبالمستقبل حتى يتضح التاريخ أمامنا، ونقرأ مدى الحقد الذي تم توجيهه إلى الأندلس، وعلينا ربطها بالحروب الصليبية وباحتلال القدس ، وأن نقيّمها مثلما قيمنا حصار فيينا، وعلينا تعريفها ضمن نطاق كافة العمليات التي هدفت القضاء على تركيا خلال الأعوام الخمسة عشر الأخيرة، كما علينا أن نتذكرها مع عمليات تجزئة سوريا والعراق.


وعلينا ألا نسمح  بأن يكون يوم  15 يوليو/تموز ضحية  للطمع الإعلامي والسياسي والاتجاهات الشعبية والمنافع الشخصية، ودين في أعناقنا أن نحول هذا اليوم إلى شعارو موقف وعزم قوي في كافة الأزمنة والأماكن، وذلك كي نكون في حالة حذر خلال كافة الأزمنة والعصور، كما أنه على النخبة المثقفة من الكتاب والرسامين أن يشاركوا شعبنا بدعم كلمات رئيس الجمهورية أردوغان وطموحات تركيا، لأنه عليهم أن يملؤوا فراغات هذه المواقف وهذه الطموحات وأن يساندونها ويغذونها ويرسمون أفقًا واسعة لها.


واجهنا في ليلة 15 يوليو/تموز أكبر اعتداء بعد الحرب العالمية الأولى، وهو اعتداء كان من الصعب مواجهته، لذلك علينا أن نوضح سبب "مواجهتنا القوية لهم" بعد قرن كامل، وتلك العملية لم تكن محاولة انقلاب فقط.


وعلينا أن نستنبط العبر من الجبهة التي اتحدت ضدنا في تلك الليلة من أعضاء أمريكا وحلف الناتو والدول الأوربية وبعض من الدول العربية التي تحت سيطرتهم. هذه الجبهة تدلنا على ماهية الحرب الموجهة ضدنا وتصف جبهة العدو التي نواجهها، وتنبؤنا عن التحديات القادمة التي يجب أن نستعد لها.


لا تنسوا أننا إلى اليوم لم نواجه عدوًّا لوحده، بل دائمًا واجهنا الجبهات الدولية، ودائمًا اتحدت أكثر من دولة ضدنا، هذا هو حالنا منذ قرون إلى اليوم،  دائمًا واجهنا وتحدينا أكبر وأقوى وأغرب الظلام والأعداء.


هذا هو قدرنا الذي صنع التاريخ، وليلة 15 يوليو/تموز هي استمرار لهذا القدر وهذه المسؤوليات ، لأننا دائمًا نواجه أقوى الأعداء.


أما الشيء الذي يريح أنفسنا هو: انتصرانا في كافة تلك التحديات والمواجهات العظيمة، وخروجنا منها أقوى وأثبت، لأننا شعب نقوى ونكبر  كلما واجهنا التحديات، هاهي طبيعتنا السياسية والثقافية، وآخر مواجهة لنا كانت في الحرب العالمية الأولى، نعم هُزمنا آنذاك لكن استعدوا فإن الحرب لم تنته بعد ، ولا يزال التاريخ مستمرًا والآن نحن بُعثنا من جديد لننتصرعليهم.


يوم 15 يوليو/تموز..


 إنها البداية.... بداية الردعليهم...

#15 يوليو/تموز
#تركيا
#التاريخ
7 yıl önce
دائمًا تحدينا أكبر وأقوى وأسوأ الأعداء!
انهيار مشروع الإرهاب التوسعي
الخنازير لا تتغذى على الكتب المقدسة
لا مفر من حرب عالمية
مئتا يوم من وحشية العالم المنافق
العلاقات التركية العراقية.. خطوة نحو آفاق جديدة