|
ازدهار الشرق أمام تراجع الغرب، وازدياد قوة تركيا يزيد من حدة الصراع
دائمًا يكون صراع القوات الضخمة عظيمًا، وغضبهم وحبهم وعطفهم يكون أيضًا عظيمًا، كما أن أثرهم يفوق حدود دولهم ومنطقتهم، وقراراتهم لها آثار دولية قادرة على إفشال المقاييس.


ودائمًا ما يكون لديهم حسابات وادعاءات ودراسات ومخططات ومبادرات مدهشة، ولا يمكنهم أن يخضعوا لسيطرة أوامر غيرهم، أو أن يكونوا أدوات وسلعًا تُدار من قبل التحالفات، كما يكونون بغاية الدقة لدرجة أنهم يدقّقون حتى الاقتراحات التي تحتوي لنوايا حسنة، مرتابون لدرجة أنهم  في يقظة وحذر دائم.


لأن هؤلاء ليسوا عناصر فرعية أو نائبة ودائمًا ما تكون نشاطاتهم على المستوى العالمي ، وليسوا ممثلي دول أو قوة أو تحالف، بل هؤلاء هم مركز القرار، وهم ممن يشكلون العناصر الأساسية للقيادة العالمية.


عاصفة قوية ومواجهة عظيمة على وشك الوصول

وفي هذه المرحلة تمامًا تهب الرياح القوية وتشتد العواصف، ولن يكون فيها أي صديق أو حليف، حتى العداوات لن تكون ثابتة، لا يوجد للرحمة أو للشفقة أي مكانة في تلك المرحلة، فجميع الأطراف هي أطراف منافسة، في تلك المرحلة تُرسم المؤامرات وتنطلق العمليات وتبدأ المواجهة بين القوات.


هذه هي الصراعات التي قلبت المقاييس العالمية وهزته، وسوف تكون المقاومة قاسية في هذه اللحظة التي ينهار فيها النظام العالمي وهذا الفراغ الذي تشكل بفشل القوات.


وكما ترون اليوم لا يوجد أي مكانة للصداقات والصلح والوحدة في المواجهة التي تجري بين عناصر القوة المركزية مثل أمريكا والصين وروسيا وانجلترا والاتحاد الأوربي، ولن يعود لهذه المفاهيم أي مكانة في هذه المواجهة.


وخلال الفترة القادمة سوف نشهد لانشقاقات أعمق  بين هذه القوات حتى تتحول إلى صراعات عنيفة من أجل القوة، جميعهم سوف يحارب الآخر في منطقة ما على وجه الأرض، وخلال هذه الحرب المريعة سوف تبدأ المقاومة القاسية.


يتراجع الغرب ويزدهر الشرق وتركيا تعلو حتى تصل إلى النجومية..

 هذا هو الحال في تركيا اليوم، بعد هذه اللحظة تركيا هي دولة قوية، وستكون في الفترة القادمة من بين الدول البراقة، لأنها الآن تخوض في مرحلة ازدهار مدهشة تفشل الحسابات والمقاييس، وهذا ما سيفتح مجال الحسابات التاريخية ومواجهة القوات الدولية، تركيا تنقل تاريخها العظيم إلى الحاضر، لكن مافعلته أدى إلى اهتزاز كافة دراسات القوة الدولية وإلى تدخلها بمجال هيمنة بعض الدول.


كافة التنبؤات السياسية والاقتصادية الخاصة بعام 2050 تثبت أن الغرب سوف يتراجع والشرق سوف يزدهر وتركيا سوف تصل إلى مرحلة النجومية، أما القوات التي اختارت علاقة صراعية مع تركيا هي قوات أعلنت حربها على تركيا المستقبلية وليس على تركيا اليوم.


بعد الآن تركيا لن تعود الشريكة الاستراتيجية لأمريكا في المنطقة بل هي دولة منافسة لها

ها هو سبب انفصال أمريكا عن سوريا وعدة مناطق، وسبب مشاركة أمريكا لتنظيم الـ بي كا كا بكل صراحة بهدف السيطرة على تركيا وتوسيع الحرب إلى داخل حدودها.


تركيا لم تعد الشريكة الاستراتيجية لأمريكا، بل هي منافستها في المنطقة، ولقد كانت عملية 15 يوليو/تموز التي استهدفت فيه أمريكا دولة تركيا من الجنوب بمثابة أكبر عملية انتحارية لأمريكا، لقد حاولت ضرب دولتنا من الداخل، لكنها فشلت، وكذلك سوف تفشل وتفلس كافة مخططات أمريكا حول محاصرة تركيا من الخارج بهدف تشكيل خريطة القوة الدولية الجديدة.


ولن تنجح أمريكا في مخططتها مهما قامت بالتجهيزات اللازمة من تعزيز الـ بي كا كا بالأسلحة  في سبيل محاربة تركيا وضرب دولتنا من الجنوب وغيرها، لأن تركيا سيطرت على الوضع الراهن!


أعلنوا عداوتهم بعد فشل محاولات السيطرة

وهذا هو سبب تغيير مسارنا تجاه الاتحاد الأوربي، وهاهي أسباب خلافاتنا مع ألمانيا، لأن الجميع على علم بحقيقة أن تركيا لن تكون عضوة عادية في الاتحاد  الأوربي، ولن تستسلم لتعليمات الدول المركزية للاتحاد الأوربي، ومن المستحيل أن تلجأ لحمايتهم، تركيا كبرت وقويت ولن يعود لها أي حاجة للانتماء إلى الاتحاد الأوربي ، وهي ليست بحاجة لحماية ألمانيا أوانجلترا.


انتهى زمن السيطرة على تركيا عن طريق إشغالها بالاتحاد الأوربي، ولأن تركيا أغلقت دفاتر الانضمام للاتحاد الأوربي قامت الدول الأوربية على رأسهم ألمانيا بإعلان عداوتهم على تركيا، وأساليبهم اليوم كلها تصب بأساليب التخويف والترويع للاستسلام، وواضح جدًا من تصرفات تلك الدول عدم تقبلهم لشجاعة تركيا.


وفشلت مبادرة العاصمة برلين التي هدفت إلى السيطرة على تركيا عن طريق تنظيم الـ بي كا كا ومنظمة غولن الإرهابية نتيجة الرد القاسي الذي صدر من تركيا، ولقد انتهى زمن السيطرة على تركيا عن طريق أدوات الاتحاد الأوربي في الداخل، وبعد الآن بدأ زمن المواجهة بين القوات وتركيا سوف تكون من بين هذه القوات.


الإمارات العربية المتحدة والمناقصات وسلسلة الأعمال القذرة

أيضًا الإمارات العربية المتحدة والدول المشابهة لها في المنطقة هي جزء من المخططات والعمليات السرية الإرهابية التي تستهدف دولة تركيا، هؤلاء هم من يموّل المشاريع القذرة التي تهدف إلى محاصرة تركيا، والقوات المركزية تقوم مع أدواتهم بمهاجمة كل منطقة لها علاقة مع تركيا، وتحاول هز استقرار تلك المناطق حتى تضيق مجال تركيا.


إنه مشروع ضخم جدًا لا يحترم محرمات وقيم وكرامة العالم الإسلامي.


الأيدي الخائنة في المنطقة باعت المسجد الأقصى !

 الوضع الراهن في سوريا وما يواجهه المسجد الأقصى اليوم هو حتمًا جزء من هذا الصراع الكبير، ولقد تشكل فسحة كبيرة في المنطقة بسبب قوات المنطقة والصراعات التي تدور بينهم  والعمليات التمويلية التي توزّع عليهم من قبل القوات المركزية . ولا شك أن حملة المسجد الأقصى قد خُطّط  لها بدقة كبيرة، مع العلم أن الإمارات العربية المتحدة وبعض قوات المنطقة باعت القدس إلى القوات الأجنبية.


لأن هولاء يوجهون أسلحتهم حسب تعليمات أسيادهم، ولا يترددون بتنفيذ تعليمات أسيادهم حتى لو تضمنت توجيه الأسلحة إلى منطقتهم وشعبهم ودولهم، وبدأت مرحلة احتلال إسرائيل لجزء من القدس وسوريا من خلال الفسحة التي تشكلت بسبب القوات الخائنة، سوف يتم تخصيص بعضًا من دول المنطقة لتكون دولة جبهة وقوة احتلالية في الموجة الاستعمارية الجديدة .


أكبر وأقوى عدو وأقذر خيانة

وتركيا اليوم للمرة الأخرى أمام أكبر وأقوى عدو لتواجه أقذر خيانة على وجه الأرض، وها هو ما واجهته تركيا في الحروب الصليبية وفي الحرب العالمية،  واليوم التاريخ يتكرر بعد قرن كامل.


لكن في هذه المرة تركيا ليست دولة ضعيفة أو دولة مدمرة، بل نتحدث اليوم عن تركيا التي تزدهر وتعلو لتغير التاريخ، ولقد بدأت التدخلات الخارجية والداخلية لإيقاف تركيا لأن الجميع يعلم أن هذا الازدهار سوف يهز المنطقة ويؤثر على خريطة القوة الدولية.


وهذا الصراع سوف يزداد شدة وستكون هذه المواجهة عبرة لهذا القرن، لأن تركيا بعد الآن هي قوة مركزية، وهي تركيا التي تخطط وتقوم بإفشال الحسابات وترسم سبيل المنطقة، ولقد تمكنت تركيا بتغيير نهايات القرن العشرين من قرن الاحتلالات الذي أطلقه الغرب إلى قرن المواجهات، أما القرن التالي حتمًا سيكون قرن التحدي.


لن نركع في مواجهة المئة عام!

وما نشهده اليوم هو اعتداء صليبي لمسيرتنا، لذلك مقاومتنا في هذه الأيام هي مقاومة القرن، كما أنها ليست مقاومة خاصة بدولة تركيا فحسب، بل هي مقاومة تخص المنطقة كلها، علينا الحذر جيدًا من البيئة الخائنة التي تحيطنا، لأن هؤلاء من سينفذ المخطط التالي كما نفذوا محاولة 15 يوليو/تموز.


تركيا تواجه صراع القوات، وهي تبذل مقاومة قاسية جدًا، ولا يحق لأي أحد أن يوجه أي تهمة أو عار أو نقص إلى دولتنا خلال هذا الصراع، ولا يحق لأي أحد مرهون ومأسور ومستلم لإدارة القوات الخارجية  أن يوجه دروسًا لتركيا، علينا أن نعلم أن هؤلاء هم أدوات عملية 15 يوليو/تموز، وهم المحتلين الداخليين في المخططات الخارجية.


استسلامنا يعني انحلالنا

وإن أردنا أن نحصل على فرصة قرن جديد لنضيفه إلى تاريخنا الألف عام في هذه المنطقة، إذًا علينا أن نجتاز هذا الصراع، ودولتنا وشعبنا جديرون بذلك، كما علينا أن نعرف كيف نجتاز هذا الصراع، والعكس تمامًا يعني انحناءنا واستسلامنا وضعفنا وتجزئتنا.. ولن نسمح بذلك أبدًا..


يهاجموننا لأننا واثقون من أنفسنا ولدينا أهداف ومخططات ومشاريع ولأننا الآن في مرحلة الازدهار، ولا يوجد أي حجة أخرى لهذا الصراع..


لن نكون الطرف المنهزم في هذا الصراع

حينما ننظر إلى التغييرات التي تطرق على خريطة القوة الدولية وتوجهاتها، نجد أن القوات الأكثر اعتداء علينا هي القوات التي تعيش في مرحلة الركود، كما أن بعضها في مرحلة الانحدار، إذًا ليس لدينا سوى خيار واحد أمام هذه المرحلة وهو المقاومة والصمود ورفع عومال القوة وتجهيز قوة عسكرية استثنائية.


لن نكون الطرف المنهزم في هذا الصراع!

#إبراهيم قرا غول
٪d سنوات قبل
ازدهار الشرق أمام تراجع الغرب، وازدياد قوة تركيا يزيد من حدة الصراع
انهيار مشروع الإرهاب التوسعي
الخنازير لا تتغذى على الكتب المقدسة
لا مفر من حرب عالمية
مئتا يوم من وحشية العالم المنافق
العلاقات التركية العراقية.. خطوة نحو آفاق جديدة