|
العمليات الاحتلالية تنتشر في المنطقة، تحرّك!

تتطور وتنتشر العمليات الاحتلالية يومًا بعد يوم وخطوة وراء خطوة حتى تعم منطقتنا.


وتُستهدف دول منطقتنا عن طريق تحريض النزاعات والصراعات في داخلها بهدف تجزئتها، كما أنه تُدمّر مدننا، وتُحتقر قيمنا.


منذ احتلال أفغانستان والعراق يتم تنفيذ المشاريع الدولية الاحتلالية المدمرة على جميع الدول بما فيهم تركيا والتي انتشرت على مدار القرن الواحد والعشرين.


وإن لم يتم إيقاف سير الرياح المدمرة التي جزّأت اليمن وليبيا وتلتفّ حول سوريا الآن، سوف تتجه هذه الرياح إلى دول أخرى، وتؤدي إلى تجزئة السعودية وتدمير إيران إضافة إلى دول أفريقيا الشمالية وباكستان وجنوب آسيا، وسوف تضع تركيا أمام حرب دولية.


وتقترب التدخلات الخارجية المختبئة وراء ستار الصراعات المذهبية والطائفية إلى دول المنطقة خطوة وراء خطوة. ولا شك أن أكبر مشروع لدى أمريكا وأوربا هو تغيير خرائط العالم الإسلامي، لذلك لن تسلم أي دولة من هذه الرياح الخبيثة، فهؤلاء يحاولون تحويل المنطقة الإسلامية بأكملها  إلى دويلات صغيرة.


و يقومون بتشكيل المجموعات الإرهابية لتحقيق هدفهم، كما أنهم يطبقون مشاريعهم الاحتلالية من خلال تلك المجموعات، مع العلم أن تنظيم الـ بي كا كا ومنظمة غولن الإرهابية هي من المجموعات الإرهابية الخاضعة لهم، مع العلم أن لديهم مجموعات إرهابية خاصة بكل دولة، وبعد أن يتم استهداف دولة ما يتم تفعيل المجموعة الإرهابية الخاصة بها لشن العمليات الاعتدائية فيها، ثم يتم تنفيذ العملية الاحتلاية وتجزئة الدولة المستهدفة.


كما أن أمريكا وأوربا وإسرائيل ينتهزون النزاعات الجارية بين دول المنطقة ويستفيدون من خلافاتهم ومنافساتهم، حيث أن أكبر مساعد لتنفيذ التدخلات الخارجية والعمليات الاحتلالية هي المجموعات الإرهابية الداخلية أولًا  إضافة إلى الخلافات والنزاعات الداخلية ثانيًا، وكل هذا يؤدي أخيرًا إلى تجزئة دول العالم الإسلامي.


و إن استمرّ الحال على ذلك، ولم يتم التحكّم بهذه الفوضى، ولم تتحد دول المنطقة فيما بينها، ولم تتشكل قوات وجبهات دفاعية مشتركة سوف تضطر الدول الأخرى للمنطقة خلال السنوات العشرة القادمة إلى مواجهة مصير العراق وسوريا وليبيا.


 ومن الواضح جدًا أن العالم الإسلامي لأول مرة بعد الحرب العالمية الأولى يواجه واقعًا مرًّا، كما أنه من الواضح أيضًا أن ما يواجهه هو حروبًا صليبية بكل معنى الكلمة، مع العلم أن هذه الحروب تستهدف المسلمين والدين الإسلامي مباشرة. والمشاهد التي نراها اليوم في القدس سوف نراها في مكة والمدينة أيضًا إن لم يقم زعماء الدول الإسلامية باتخاذ الاجراءات والمواقف اللازمة، وسوف نرى أمثال بغداد والشام وحلب في كثير من المدن، حتى تتحول كل دولة محتلة ومجزّأة إلى دولة جبهة للعملية الاحتلالية التالية.


لذلك علينا أن نقدم موقفًا ومفهومًا ومبدًأ واحدًا في العالم الإسلامي حتى نواجه المخططات الاحتلالية الدولية للقرن الواحد والعشرين وحتى نواجه الحروب الداخلية وكافة العمليات الاعتدائية التي تستهدف الإسلام والمسلمين، وعلينا أن نتضامن ونقف كتفًا إلى كتف لنتخطّى الحروب المذهبية والطائفية حتى نرى المواجهة الحقيقية، كما علينا أن ندعو رؤساء وإدارات الدول الإسلامية لتنادي إلى الكفّ عن الخلافات حتى نتهيّأ ونستعدّ لمواجهة الخطورات الحقيقية.


ويجب علينا أن نشجع لإيجاد حلولٍ للأزمات الداخلية مثل أزمة الخليج العربي التي استهدفت قطر وقضايا الطائفية بين السنة والشيعة وحالات الانقسام والتجزئة التي تتعرض لها دول العالم العربي، كما يجب إيجاد حل للأزمة السورية حالًا، والحفاظ على وحدة الأراضي العراقية، ومنع الخليج العربي بالوقوع في مستنقع الحروب، وإيقاف محاولات فتح جبهة تركيا من شمال سوريا.


وكل أزمة أو صراع أو احتلال أو حرب داخلية مستمرة تعني فرصة احتلالية جديدة تستهدف الدول الأخرى. وبناء على ذلك على الدول الإسلامية أن تكفّ عن الانتحار وترى الواقع لتصل إلى السبيل الصحيح، وعليها أن تعلم أن نزاعاتهم هي في الأصل نزاعات الغير، ومسائلهم وحساباتهم هي في الأصل مسائل وحسابات الغير، كما يجب على الدول الإسلامية القوية مثل تركيا وأندونيسيا والسعودية وإيران أن تصنع قناعة مشتركة لتسيطر على الأزمات الداخلية  وتقف أمام التدخلات الخارجية.


وبناء على هذه المخاوف باسمنا نحن كتبة جريدة يني شفق نبادر بتأييد وتشجيع ودعم تقارب الدول الإسلامية ووحدتها وذلك بهدف التصدي للخطورات المحتمل وقوعها إن لم يتم تنفيذ هذه المقترحات، إن القضية هي قضيتنا جميعًا وتهمنا كما تهم الجميع.


الوقت يضيق ويجب المبادرة بشيء حالًا، كل  شيء يتطور أمامنا، ولا وقت للنقاشات الفارغة والنزاعات الملهية، علينا التحرر منها حالًا، ولا تنسوا أن ما يشهده اليوم المسجد الأقصى قد تشهده مكة والمدينة في الغد، لأن الهدف الحقيقي ليس فقط تجزئة بلادنا، بل أيضًا القضاء على مقدساتنا.


وهناك مسؤوليات كبيرة تقع على عاتق رجال السياسة، والكتاب وأصحاب الرأي والإعلام والشعراء والجمعيات المدنية، أرجو ألا ننتظر السنوات القادمة حتى نكتشف ما سنواجهه، لأنه خلال السنوات القادمة  سوف يتم تشكيل جبهات جديدة واختيار ضحايا جددا.


و من أجل بلادنا وأوطاننا ومدننا وعقيدتنا ومستقبلنا علينا جميعًا أن نرى من الآن ما تخفيه لنا الأيام القادمة ونختار موقفنا بناء على ذلك.. 

#المنطقة
#بي كا كا
#تركيا
7 yıl önce
العمليات الاحتلالية تنتشر في المنطقة، تحرّك!
انهيار مشروع الإرهاب التوسعي
الخنازير لا تتغذى على الكتب المقدسة
لا مفر من حرب عالمية
مئتا يوم من وحشية العالم المنافق
العلاقات التركية العراقية.. خطوة نحو آفاق جديدة