|
رجل مسن حسن النية وذاكرته ضعيفة

تصريحات المحقق الخاص روبرت هور، المدعي العام السابق المعين من قبل وزارة العدل الأمريكية، بخصوص الرئيس بايدن حيث وصفه بأنه "رجل مسن حسن النية وذاكرته ضعيفة"، أعادت إشعال الجدل حول عمر بايدن. ويبدو أن صورة بايدن كشخص كبير في السن ويفتقر إلى الديناميكية، وهو أمر لا يستطيع التخلص منه، هي أكبر عيوبه في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر. وسيحطم بايدن، أكبر رئيس في التاريخ الأمريكي، الرقم القياسي الذي سجله كأكبر مرشح رئاسي سنا في انتخابات نوفمبر. وسيجبر ترشيح ترامب البالغ من العمر 77 عاما أمام بايدن البالغ من العمر 81 عاما الناخبين الأمريكيين على اختيار أكبر رئيس لهم. ورغم أن هناك من يرى أن التمييز على أساس السن أمر غير عادل، إلا أن تقدم بايدن في العمر أصبح محل جدل مهم يمكن أن يؤثر على مصير الانتخابات. بالإضافة إلى مشاكل ذاكرته، فإن ظهور بايدن القصير أمام الجمهور في ظل ظروف خاضعة للرقابة الشديدة يبرز باعتباره عائقًا خطيرًا في مواجهة صورة ترامب الأكثر ديناميكية.


أجرى المدعي الخاص هور تحقيقًا في إزالة بايدن لوثائق سرية خارج البيت الأبيض. وتم فتح تحقيق مماثل مع ترامب، وعينت وزارة العدل مدعيا عاما لبايدن لتجنب الصورة القائلة بأن ترامب فقط هو الذي يجري التحقيق معه. واشار المدعي العام هور في تقريره إلى أنه لا داعي للملاحقة القضائية بحق بايدن، لكن تصريحاته بشأن بايدن، التي كانت تفوح منها رائحة عملية سياسية، أحدثت جدلاً. ومن الواضح أن بايدن كان غاضباً جداً من تلك التصريحات، فسارع إلى المنصة للرد على هذا التقرير. وبعد أن قال إن عمره ليس مشكلة وأنه المرشح الأكثر تأهيلا للرئاسة، وقع في هفوة أخرى حيث خلط بين الرئيس المصري السيسي والرئيس المكسيكي. كان مفهوما مدى انزعاج بايدن من التقارير المتعلقة بعمره، لكن الموقف الدفاعي للرئيس فيما يتعلق بهذا الأمر أدى إلى مناقشة القضية على نطاق أوسع بكثير.


ويظهر أحد الاستطلاعات التي أجريت بين الناخبين المسجلين في منتصف فبراير (جامعة كوينيبياك) أن بايدن يحظى بدعم 49% وترامب على 45%. وفي نفس الاستطلاع، يرى 69% أن بايدن أكبر سنا ولا يستطيع تولي الرئاسة، بينما يعتقد 57% أن ترامب الكبير في السن. وتظهر هذه المعدلات أن قضية الشيخوخة تعمل ضد بايدن، لكنها من ناحية أخرى غير فعالة في تغيير سلوك التصويت. بمعنى آخر، يشكو الناخبون من تقدم عمر كلا المرشحين ويعتقدون أن الصحة العقلية لبايدن تمثل مشكلة أكبر. لكن يمكن القول إن المقاومة ضد منافسه ترامب أقوى من التحفظات على السن. وعلى الرغم من ارتفاع الأصوات المنتقدة ضد إصرار بايدن على الترشح لمنصب الرئاسة مرة أخرى، فإن حقيقة بقائها ضعيفة تؤدي إلى التزام الديمقراطيين تجاه بايدن بشعور "لا لترامب". ويمكن القول إن هذا الشعور يعد ميزة لبايدن، لكن من المشكوك فيه ما إذا كان سيخلق الحماس الانتخابي الذي يحتاجه لإعادة انتخابه.


وعندما أصبح بايدن رئيسا، كان أكبر سنا من الرئيس الأمريكي السابق ريغان، الذي أكمل فترة ولايته كأكبر رئيس سنا في التاريخ الأميركي. وعندما ترشح ريغان لولاية ثانية، أصبح عمره المتقدم موضع نقاش، لكنه تمكن من تحويل ذلك لصالحه. عندما سُئل في برنامج المناظرة مع منافسه والتر مونديل عما إذا كان تقدمه في العمر سيشكل مشكلة في أزمة الأمن القومي، حول ريغان المناظرة إلى ميزة من خلال تقديم إجابة ذكية للغاية وتحمل روح الدعابة. وأجاب ريغان برد تاريخي كثيرا ما تذكر في الأدبيات السياسية الأميركية، قائلا: "لن أجعل قضية السن قضية في هذه الحملة، ولن أستغل شباب خصمي وقلة خبرته لأغراض سياسية". وبالنظر إلى استجابة ريغان الواثقة، فإن موقف بايدن الدفاعي العدواني يظهر بوضوح أنه غير مرتاح بشأن هذه القضية. إن حقيقة أن فريقه يبقي الرئيس بعيدًا عن وسائل الإعلام لمنع كشف زلات بايدن ومشاكل الذاكرة يضمن أيضًا بقاء هذه القضية على جدول الأعمال بشكل أكبر.


ومع دخول الحملة مراحلها النهائية في الخريف، سيحتاج بايدن إلى الظهور في الأماكن العامة بشكل مكثف أكثر. وإذا لم يتمكن من مواكبة وتيرة ترامب، فسوف تستمر قضية العمر ضده. وسيكون السباق صعبا للغاية، خاصة في الولايات المتأرجحة، وسيتم اختبار قدرة كلا المرشحين على التحمل. وتظهر استطلاعات الرأي أنه على الرغم من أن قضية العمر تعمل ضد بايدن، إلا أنها لا تكفي لتغيير سلوك التصويت، ولكن إذا واجه المرشحون مشاكل صحية أثناء العملية الانتخابية، فقد يغير ذلك مصير السباق. وفي هذا الصدد، ليس من الصعب التنبؤ بأن المرشحين لمنصب نائب الرئيس سيكونون أكثر انتقاداً من الانتخابات الأخرى. من الصعب القول إن كامالا هاريس قد أنشأت ملفًا شخصيًا يمكنه شغل المقعد الرئاسي حتى الآن. إذا قدم نائب ترامب في الانتخابات شخصية أقوى من هاريس، فإن مهمة حملة بايدن ستصبح أكثر صعوبة بكثير.

#بايدن
#أمريكا
#ترامب
#انتخابات أمريكية
3 months ago
رجل مسن حسن النية وذاكرته ضعيفة
كفاح لإنقاذ تركيا من أيدي الدوشيرمة
لماذا وصف أردوغان حماس بأنها "حركة مقاومة"؟
التطبيع
قطاع الطرق يحكمون العالم لكن غزة تقاوم
اللافتات العربية وحزب الشعب الجمهوري الجديد