أستاذ مدرسة في ولاية لندن يسأل طلابه عن أول يوم لعيد الفطر الخاص بالمسلمين لكي يحدد أيام العطلة للمدرسة فأجابه طالب سعودي بـ: " لا نعرف أستاذ.. حينما يرون الهلال يثبت عيدنا"، وجاء الجواب على نفس السؤال من الأتراك والايرانيين والطلاب المسلمين المقيمين في أوربا بتواريخ مختلفة.

في نفس الفترة شهد المسلمون بعدم حضور المسلمين لصلاة العيد التي أقيمت في جامع الشيخ إبراهيم في الولايات المتحدة الأمريكية. وأيضاً أقيمت صلاة العيد في مركز الديانات لولاية واشنطن ولكن لم يحضرها سوى المواطنين الأتراك.

في ذلك اليوم احتدت درجة النقاش بين السلفيين من المسلمين وجماعة أخرى حول الصيام في تلك اليوم أو الإفطار فيه لدرجة أن وجهوا لبعضهما اتهامات الخروج من الدين والكفر.

آخر اجتماع تم عقده في استانبول بتاريخ 5 مايو من عام 2016 والذي عقد سبعة مرات خلال 65 سنة، كان الهدف منه إيجاد حل للمسألة المشتركة بين العالم الاسلامي وهي مسألة التقويم، لو أنه تم حل مسألة التقويم كانت ستحل مسألة إثبات أول يوم من شهر رمضان وأول يوم للعيد.

لقد حضر الاجتماع عدد كبير من علماء الفقه وعلماء الفلك من أكثر من 50 دولة إسلامية. وقال عالم الفلك نور إشليك :"اليوم نستطيع إثبات ظهور الهلال علمياً قبل مئة سنة في أي يوم وأي ساعة وأي ثانية وحتى في الميلي ثانية بحسابات دقيقة ومؤكدة. ولا يمكن الغلط في توقع الثانية ولا حتى الميلي ثانية طالما لن تقوم القيامة".

وعالم آخر قال: "انطلاقاً من علم الفلك والرياضيات فإنه من الممكن أن نحسب ظهور الهلال دون أي خطأ كما قال الله تعالى في سورة الرحمن في الآية رقم 5:" الشّمسُ وَ الَقَمَرُ بِحُسْبَان".

في ذلك اليوم قال المسؤول السعودي:"هناك حديث شريف عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته" وعلينا اتباع حديثه. رغم أن منبهه للاستياظ لصلاة الفجر في هاتفه الأيفون مضبوط حسب توقيت صلاة الفجر المحدد تلقائياً في تقويم جهازه".

وتم إثبات عدم ملاءمة اعتراضه ذلك للتفسيرات العلمية المقدمة في ذلك الاجتماع، وبعد الحوارات تم اتخاذ القرارات، لقد تم الاتفاق إلى الانتقال إلى التقويم المشترك وأضيف إلى القرارات إثبات ظهور الهلال بالعين وبالأجهزة التقنية مع إثباتها فلكياً.

وبعد انتهاء الاجتماع تقرب أحد الحاضرين للاجتماع إلى جانب رئيس الشؤون الدينية التركي محمد كورماز وهمس في أذنه الكلمات التالية: "أستاذي لقد قمنا باتخاذ هذه القرارات ووقعنا عليها ولكننا لا نضمن إقناع رئيس السلطة الشرعية السعودي"، لقد انزعج الرئيس محمد كورماز بعد سماعه لتلك الكلمات.

ملايين الأشخاص احتاروا بتوقيت صلاة العيد في الكعبة. لجنة موظفة من قبل القضاء العالي السعودي ذهبت لقمة الجبل في مكة وراقبت ظهور الهلال عن طريق أجهزة التلسكوب الموجودة هناك. الجميع كان ينتظر القرار الذي سيأتي من هناك. وتم إخبار رئيس المحكمة العليا الشيخ عبدالعزيز بعدم رؤية الهلال. وبعدها أصدر أمر إكمال شهر رمضان إلى ثلاثين يوماً. في الحقيقة قد ظهر الهلال ولكن المملكة العربية السعودية لن ترى الهلال لكثافة الضباب في الأفق. علماء الفلك توجهوا إلى تشيلي لأنهم كانوا يعرفون بأن الهلال يظهر بوضوح هناك. لقد رأوا الهلال. كان من اللازم التزام العالم الاسلامي بهذه الرؤية حسب المادة الثانية من القرارات المتخذة في استانبول.

لكن السعودية لم تلتزم بتلك القرارات واضطر المسلمون المنتظرون في مكة أن يصلوا صلاة العيد في تاريخ مختلف. ومن الطبيعي أن تتصرف أغلب الدول الاسلامية حسب قرار مكة المكرمة كونها مركز العالم الاسلامي، وهكذا حصلت الفوضى.

كان محمد كورماز حزين جدا نتيجة الانفجار الذي حصل في المدينة المنورة في آخر يوم من شهر رمضان مثله كأي مسلم حقيقي. و لقد وصل إليه خبر قرار الشيخ السعودي حينما كان يجهز خطبة صلاة العيد المتضمنة لوجوب وحدة العالم الاسلامي وحاجة العالم الاسلامي إلى ذلك. بعد وصول الخبر إليه ازداد حزنه عما كان عليه. اتصل فوراً بالمسؤولين السعوديين الذي وقعوا معه القرارات المشتركة: ولكن أخذ منهم الجواب التالي "المعذرة لقد ناقشنا الشيخ لمدة ساعتين كاملتين ولكننا لن نستطيع إقناعه".

ذلك اليوم كان حسب تركيا أول يوم العيد ولكن حسب السعودية هو اليوم الـ30 لشهر رمضان.

قدمت وكالة ناسا الفضائية لقاءً صحفيا، وأعلنت أن جهاز الفضاء جونو قد ارتكز على مسار كوكب المشتري البعيد 869 مليون كم في نهاية رحلته التي دامت 5 أعوام.

قال الله تعالى في سورة يونس في الآية رقم 5 :" هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَٰلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ".

الفاتحة على أرواح العظماء من علماء الفضاء المسلمين الذين انطلقوا من هذه الآية الكريمة قبل 1300 سنة وأسسوا أول موقع رصد الفضاء وقدموا الكثير لعلم الفلك وهم الكندي والفرابي والخوارزمي والبيروني وأولوغ بي وعلي كوشتشو. الحمدلله أنهم الآن لم يروا حالنا اليوم.