|
روح عام 2002 ورؤية عام 2023 وهدف 2053/2071..

بدأ سباق حزب العدالة والتنمية من جديد بعد تسليم قائمة أسامي أعضائها المنافسة للجنة العليا للانتخابات بعد المؤتمر الذي انتهى بجعله أقوى من قبل.



أفتخر بوجود اسمي ضمن قائمة هذه الحركة المنسوب إليها . أشكر كل شخص وجه ألي الاحترام والتقدير أولهم الرئيس السيد أحمد داود أوغلو. تخيلوا بأنكم منتسبين لعضوية تتكون من 550 شخص لعائلة متكونة من 20 مليون مواطن. تخيلوا بأنكم جزء من حركة تغيير مسرى التاريخ ، هذا هو نبع السعادة لشخص يعرف قيمة ذلك.



ولكن بالنسبة إلي إن زملائي الذين تم ذكر أساميهم بعد اسمي والذين هم في آخر القائمة والزملاء الذين لم تدخل أساميهم ضمن القائمة هم أجدر مني وأحق مني لهذه الوظيفة. إنها ليست مجاملة بل هو شعور من صميم القلب. لقد تعرفت على هذه المنظمة بأدق تفاصيلها ورأيت كيف أن كل فرد من هذه العائلة يقدم أكبر مافي وسعه لهذه القضية بكل إخلاص.



في الثمانينات كنت طفلاً وفي التسعينات أصبحت شاباً. كانت لا توافق شخصيتي كل من صفات اليأس والهزيمة والتشاؤم ولكن كنت أرى تلك المواصفات هي الرائجة في بلدي وأحزن كثيراً لأجل ذلك. الأكثرية القاهرة هي التي كانت تحمل قناعة "بلدنا خالية من الرجال ولن يتغير وضع البلد" لقد كنت أحزن حزناً شديداً تجاه هذه القناعة. ليست تلال القمامات هي الوحيدة التي ملأت الشوارع في ذلك الوقت بل مشاعر اليأس وقلة الثقة كانت أيضاً هي المسيطرة على النفوس. وهذا الذي كان يزعجني.



كنت أنزعج ولكن من الذي كان سيغير قدر هذا الشعب الممتحن؟ كان لا يوجد أية بصيص أمل أراه في الأفق. لقد شاهدنا وقتها بيأس شديد كيفية محق إعلام والحزب المتمسك بتوركوت أوزال بعد الانقلاب. وبعدها أتت حركة 28 شباط وفي وقتها كانت الدماء تسيل كالأنهار في الجنوب الشرقي وأيضاً كنا لا نستطيع أن نرفع رأسنا بسبب كثرة الازمات الاقتصادية وأما الشعب فإنهم كانوا يحاولون رمي أنفسهم إلى الخارج بأية طريقة كانت و بالأخص الشباب.



عندما كانت جميع الناس حزينة ويائسة في أزمة شهر شباط من سنة 2002 وعائلتي كانت منهم أتذكر بالتفصيل كيف أني كتبت في ذلك الوقت أنه لا بد من وجود حكمة و خير لا نراه في هذه المحنة .



كان النظام الجاهز ينهدم على نفسه وقد كان من المحتمل وجود فرصة يجب اغتنماها في ذلك. لقد اتجه تركيزي على الانفصالات التي جرت في أصحاب الرؤيا الوطنية (حزب الرفاه) في ذلك الوقت. أقوال ومواقف حركة الصالحين/المبتكرين كانت حديثة و تشعر بالأمل حتى عن بعد. لقد فهمت في ذلك الوقت أن لا فائدة ولا خير في العلمان واليساريين. كان فقط يستطيع تغيير هذه الدولة ونظامها ذلك القطع الاجتماعي الذي لم تكن لديه مصلحة مسبقة أو مخططة مع الدولة هو ذلك القطع الذي سيكبر وينشأ عن طريق الدولة.



من ذلك اليوم وأنا مع حزب العدالة والتنمية. إن موقفي هذا هو من أكثر المواقف المتأكد منها في حياتي. والجدير بالذكر أن حزب العدالة قدم أعمال عظيمة واستطاع بتغيير رؤية دولة بأكملها. لم يخسر أي شيء من قيمته واستطاع المحافظة على أساسه السياسي رغم كل المداخلات المبذولة ضده. لا يستطيع الإهمال ولم ييأس وظل واقفاً على رجليه رغم كل الصعاب. ونتيجة ذلك أصبح إرادة الشعب والصندوق والانتخابات هو صاحب الدور الحازم في هذا البلد. الانقلاب الذي نفِّذ قبل 3 انتخابات ومحاولاتهم ومداخلاتهم الدنيئة لاسقاط الزعيم وتقسيم الحزب والمجتمع كان الهدف منه التأثير على صندوق الانتخابات ولقد أنتجت هذه الحادثة تغيير كبير. ولكن بالنتيجة استطاعت سحب الانقلابيين رغماً عنهم ولو بشكل سطحي إلى الأساس. نعم إن ذلك الحزب هو الذي استطاع ذلك.



نعم قد يكون كلتشدار أوغلو ودوران كالكان يتكلمون نفس الكلام والإعلام هو شريك ضمني للـ"بي كا كا" والـ"فيتو". ولكن من المستحيل تغيير معادلة دامت 200 عاماً في لحظة. إنهم يضيعيون بلد وكونوا جاهزين لأي خطة لأنهم يضيعون بلد من بقايا الامبراطورية وهي تركيا.



وأخيراً اتفقوا مع الـ"بي كا كا" في سبيل إسقاط حزب العدالة والتنمية وأردوغان و تحويل جميع مناطق الجنوب الشرقي إلى قوباني وقاموا بانتخاب هذه المجموعة الإرهابية. إن تجربة حركة جزرة بتاريخ 6-8 أكتوبر/تشرين الأول كانت نتيجتها بانصدام الـ "بي كا كا" وعدم سماع مواطنينا الأكراد إليهم وتلاشت ساحرية الـ "هي دي بي" وأما القاعدة الوطنية بالنسبة إلى الـ "مي هي بي" فهي كانت خيبة أمل بالنسبة لهم.



لا تتهاونوا بمهاجمة أحمد ألكان للشعب واتهامه لهم بقلة الأخلاق نتيجة إيصالهم أصوات حزب العدالة والتنمية رغم صعوبة ظروفها فوق الأربعين بالمئة فهوا ليس رجل عادي. مدام أنه غاضب تجاه ذلك الشعب فاعلموا بأن غضبه نتيجة خيبة أمل وهدف غير محقق. فلا داعي لعتابه بل افرحوا بذلك.



هذه النجاحات تحققت نتيجة وقوف حزب العدالة والتنمية على قدميه رغم كل المداخلات وعدم فساد الوحدة والاتفاق بين زعيمها ورئيسها العام ومنتخبيه وحزبه. إن أغلى ما لدينا هو الاتفاق والوعي بالقضية وطاقتنا وحكاية تم سردها بكل دقة خلال مدة 200 عام .



أشعر بأن حزب العدالة والتنمية تقوم بشحن الايجابيات وتوزيع الطاقة والحماس وأنها رجعت إلى روح مشابهة لذلك الروح في عام 2002 اعتباراً من يوم المؤتمر وإعلان قائمة الأعضاء. ان نجحنا في زيادة ذلك الحماس وعكسه على منتخبينا نستطيع تنفيذ رؤيتنا وهدفنا لعام 2023 ونستطيع تسليم البلد في عام 2053 و 2071 إلى الأجيال القادمة وهي زعيمة ومتغلبة على مشاكلها ومتحدة ومتفقة، ذلك هو أكبر حلم لدي. في وقتها سأشعر بأنني انتهزت عمري الموهوب بأجمل ما يمكن وسأفارق الحياة وأنا مطمئن.



برأيي إن أغلى ما يمكن أن يملكه الإنسان هو أن يكون لديه قضية تناسب ضميره ويقدم عمره لأجلها.



أغلب الأرواح الضائعة حولنا التي تساق إلى القذارة هي سببها عدم امتلاكها لقضية ومبدأ.



لذلك إنهم لم يفهمونا أبداً لأننا بالفعل نحن أناس من عالم آخر وقيمنا في عالم آخر.



وقضيتنا تتجاوز السياسة فهي قضية تحضن حياة بأكملها.



#ماركار أسيان
#الانتخابات التركية
#يني شفق
9 yıl önce
روح عام 2002 ورؤية عام 2023 وهدف 2053/2071..
انهيار مشروع الإرهاب التوسعي
الخنازير لا تتغذى على الكتب المقدسة
لا مفر من حرب عالمية
مئتا يوم من وحشية العالم المنافق
العلاقات التركية العراقية.. خطوة نحو آفاق جديدة