|
الشرطة الإسرائيلية في المسجد الأقصى...!

مروة شيبنام أورتش | يني شفق

اقتحمت قوات الشرطة الإسرائيلية فجر الأمس المسجد الأقصى. واعتدت على الفلسطينيين المصلين في المسجد بالغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي. وأظهرت الصور ومقاطع الفيديو التي انتشرت أمس على الفيسبوك كيف تم تحويل المسجد الأقصى إلى ساحة حرب نتيجة استخدام الرصاص المطاطي داخله. إن سفراء إسرائيل المتطوعين الذي أغرقوا تويتر بتعليقات من قبيل "الغاز المسيل للدموع الذي تستخدمه إسرائيل هو كالذي تستخدمه تركيا" أعربوا بذلك عن فشلهم.

وقد اعتدت الشرطة الإسرائيلية التي حاصرت محيط المسجد أمس على المصلين الفلسطينيين المتواجدين داخله. مما خلف أكثر من سبعة وعشرين جريحاً. وعلى الرغم من ظهور تفاصيل الأحداث بالدليل والصوت والصورة، إلا أن إعلام الدولة "الموازية" (الكيان الموازي) الذي تنطبق عليه مقولة "رأس أصلع وفارغ"، استغل الفرصة كعادته بإطلاق تسمية "الإرهابيين" على الفلسطينيين المسلمين الذي هبوا لحماية المسجد الأقصى بالحجارة ضد الشرطة الإسرائيلية المسلحة، ولم يكتف إعلامهم بذلك بل تعدى للتعبير عن المشهد وأفعال الشرطة الإسرائيلية بوصفها "حالة من التوتر".

المشاهد التي انتشرت أمس على الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي تظهر تعالي أصوات إطلاق الرصاص في باحات المسجد. وعلى الجانب الآخر صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو قائلاً: "الإخوان المسلمون هم من يقف خلف أحداث المسجد الأقصى. يجب على الدول العربية أن تقدم لنا الدعم من أجل القضاء على هذه المنظمة".

أصبح الآن الدور الملقى على الدول العربية واضحاً وضوح الشمس بعد الاعتداء الإسرائيلي الأخير. فبينما كانت إسرائيل تقصف غزة وتسويها بالأرض، وتقتل المئات من الفلسطينيين، صرح الملك السعودي عبد الله بقوله: "إن أفعال الإرهابيين والمنظمات الإرهابية لا تتوافق مع الإسلام"، ليلقي باللوم على حركة حماس. كان في الماضي يستخدم مصطلح الصهيونية بين الحين والآخر في تصريحاته، أو يصرح ببعض التهديدات، أما الآن فلم يعد هناك حاجة لذلك حتى. لم تكن الشراكة أوضح مما هي عليه الآن، ولم يكن التحالف علنياً كما هو الآن.

أما مصر السيسي -المحتمية تحت الجناح السعودي- فقد بدأت بهدم المنازل لتشكيل منطقة عازلة حول بوبة رفح الحدودية. وأما الجيش المصري الذي لم تتوقف عملياته في شمال سيناء منذ الانقلاب فقد ترك متابعة مسألة تنظيم أنصار بيت المقدس الذي أعلن عن ارتباطه بتنظيم الدولة، وبدأ العمل بأقصى طاقته من أجل القضاء على الأنفاق بعد إغلاق معبر رفح الذي كان المنفذ الوحيد لغزة بعيداً عن المعابر الأخرى الواقعة تحت السيطرة الإسرائيلية.

لقد نظمت مجموعات من اليهود المتدينين والمتطرفين اليمينيين مسيرة إلى المسجد الأقصى ودعوا الى التظاهر تحت حجة الهجوم الذي تعرض له الحاخام "يهودا غبلك" على الرغم من مرور أسبوع كامل على ذلك الحدث. "يهودا غلبك" هو قائد مبادرة (حرية اليهود على جبل الهيكل). وهو أحد المنظمين لمبادرات لأجل إنشاء معبد سليمان على أنقاض المسجد الأقصى والباذلين جهدهم الفكري لذلك من دون انقطاع. لقد تم قتل الفلسطيني الذي كان يدعى بأنه من أصاب "غلبك" في طريق عودته من مؤتمر "عودة إسرائيل إلى معبد سليمان" قبل انقضاء 24 ساعة على الحدث. إلا أن إسرائيل لم تقف صامتة، فقد وجهت سياستها في العقاب الجماعي تجاه المسجد الأقصى. وصرح محمود عباس بقوله: "إن هذا إعلان حرب" وثم لجأ إلى الصمت. فهذا التصريح يكفي!! فلن يخرج من يسائله ويقول: "ما دام هذا إعلان حرب فلم لا تتخذ الإجراء المطلوب؟"

وفي الأمس دخل حوالي 100 مستوطن إلى داخل المسجد الأقصى الشريف من باب المغاربة (المقابل لحائط البراق أو ما يسمونه حائط المبكى) وذلك تحت حماة قوات الأمن الإسرائيلية. أما المصلون الذين حاولوا التظاهر ضد ذلك فقد قوبلوا بوابل من قنابل الغاز المسيّل للدموع والقنابل الصوتية والرصاص المطاطي الذي أطلقه عليهم الجيش الإسرائيلي. لتتحول مساحة ال144 فدان المكونة للمسجد الأقصى إلى ساحة حرب حقيقية.

وتم تمزيق المصاحف الشريفة وإلقاؤها على الأرض في المسجد القبلي، وتخريب المحراب الذي بناه "نور الدين زنكي" والمنبر الذي بقي حتى يومنا هذا من عصر "صلاح الدين الأيوبي". إلا أن أحداً من المسلمين لم يخرج لمساءلة إسرائيل عما فعلت. ربما قد فرغ غضبه عبر منشور أو اثنين على تويتر أو بينه وبين نفسه.

هذا هو الحال في الحقيقة، فالمستوطنون اليهود الذين يؤمنون بوجود آثار لمعبد سليمان تحت المسجد الأقصى يقومون بتقويض أساسات المسجد من خلال الحفريات التي يقومون بها أسفله. حتى أن لجنة اليونسكو للتراث العالمي صرحت بأن هذه الحفريات قد ألحقت الضرر بالمسجد الأقصى وقد تعرضه لخطر الإنهيار. إلا أن بعض المسلمين ما زال يؤمن بأن هذا جزء من مبالغات نظرية المؤامرة.

لقد اعتدت إسرائيل مجدداً على أولى القبلتين. ولأول مرة قد طال اعتداؤها داخل المسجد بهذا الشكل. وفي الوقت الذي كان الآخرون يلعبون ويلهون، اتخذت هيئة الإغاثة الإنسانية وبولنت يلدريم موقفاً ولم تلتزم الصمت وتغمض عينيها لأن "المتعامي عن الجريمة شريك فيها". وقالت للذين باعوا إيمانهم بثمن بخس: "اهنأوا بأموال غازكم الطبيعي".

لقد داست إسرائيل على مقدسات المسلمين على العلن، ولكن أحداً لم يقف لمُساءلتها.

يبدو أننا سوف نصحو في أحد الأيام لندرك بأن المسجد الأقصى قد هدم. قد نخرج في مظاهرات أو نعبر عن غضبنا على التويتر.. هاشتاغ أو اثنين... ثمّ .... سنصمت إن لم يكن هناك من أمثال بولنت يلدريم.




9 yıl önce
الشرطة الإسرائيلية في المسجد الأقصى...!
انهيار مشروع الإرهاب التوسعي
الخنازير لا تتغذى على الكتب المقدسة
لا مفر من حرب عالمية
مئتا يوم من وحشية العالم المنافق
العلاقات التركية العراقية.. خطوة نحو آفاق جديدة