|
الخطة الإسرائيلية على الأراضي السورية
نشرت جريدة واشنطن تايمز في الفترة السابقة التحليل الآتي  "الحرب السورية  تزداد سوء كل يوم، ولم  يعد لأمريكا ولا لإسرائيل أي مفر من التدخل المباشر بالحرب السورية، وإلى الآن يحاول ترامب رفض الصراع المباشر مع روسيا وإيران التي تساند نظام الأسد، ورغم أن إسرائيل بموقف محايد  في الحرب السورية  لكن الآن الحرب السورية هي بمثابة امتحان حرج في مجال السياسة الخارجية للرئيس الأمريكي ترامب الذي استلم الرئاسة في 20 يناير/كانون الثاني، وأي احتمال لوجود اعتداء كيميائي جديد في سوريا سيدفع الإدارة الأمريكية إلى اتخاذ موقف جديد في سوريا.." (‘The wider war in Syria’, 29/07)


 بالطبع هذه الجمل ليست بجمل حاسمة  لكن علينا أن نفكر على ماذا اعتمدت هذه الجمل وإلى أين سوف تصل، حيث أن مكان وصولها قد لا يكون خيرًا بحق أحد.. خاصة أن إسرائيل التي كانت متخذة موقف الصمت منذ بداية الأزمة السورية  قامت  خلال الأيام العشر الأخيرات بإرسال أربعة  تدخلات عسكرية  إلى الجولان.


هل هذه بوادر اتفاقات جديدة  بين إسرائيل وأمريكا في موضوع الأزمة السورية؟


هناك احتمال نفوذ وتدخل إسرائيل بالأزمة السورية، والهدف هو تجزئة سوريا لتشكيل حدودًا بين تركيا وإيران ومن الأفضل أن تكون على  ضفة البحر الأبيض وذلك لإنشاء دولة كردستان الغنية بالنفط.


إعلان سيادة إسرائيل في لبنان وغزة..


وتشريع احتلال جبال الجولان لضمها إلى الأراضي الإسرائيلية.


نعم هذه المعلومات هي  معلومات عادية اعتدنا على سماعها..


إذًا ماذا يحدث؟


كانت إسرائيل بدور "المهزوم"  في منطقة الحرب في جنوب سوريا إلى هذه اللحظة ، بينما الآن أمريكا وكذلك إسرائيل بدورقوي وحاسم في تلك المنطقة.


وما تريده إدارة تل أبيب هو السيطرة على منطقة الحظر المقترحة من قبل بنتاغون في جنوب سوريا وتشكيل "حدود" لها هناك لاحتلال جبال الجولان فعليًا عن طريق تشكيل منطقة عازلة، ومن  ثم  ضم تلك المنطقة العازلة إلى أراضيها.


وأريد أن أضيف هنا حاشية هامة: نرى في أمريكا بروز شخصيتين هامتين لترافقان إسرائيل في مشاريع الشرق الأوسط، الشخصية الأولى هي سفيرة الأمم المتحدة نيكي هالي، قد نشهد ارتقاء هذه الشخصية إلى درجات مدهشة، أما الشخصية الثانية فهي الصهر! سوف أعطي فسحة وزمنًا كافيًا لهذه الشخصيتين لأنهم يستحقون ذلك، خاصة أن هذه الشخصيتين هي من أهم الشخصيات لدى إسرائيل والقصر الأبيض والوزارة الخارجية الأمريكية خاصة في هذه الفترة الحرجة.


دعوني أكمل..


بالطبع المنطقة كثيفة بالتدخلات والنشاطات العسكرية، لكن هل يوجد هناك نشاطات مشبوهة بمثابة تجهيزات لأمريكا وإسرائيل؟


بعد 17 عامًا رست حاملة الطائرات الأمريكية العملاقة " يو إس إس جورج بوش" قبالة ميناء حيفا، وبقيت الحاملة العملاقة أربعة أيام في سواحل حيفا (‘USS George H.W. Busk Arrives in Haifa, Israel’, 01/07, الصفحة الإلكترونية الرسمية للقوات البحرية الأمريكية)


وقام رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بزيارة السفينة العملاقة وأثناء زيارته وجه لها الكلمات التالية :"أرحب بشعار الحرية والنصر، وأشكر البحارة هنا لمساندتهم في كافة الحروب السيئة والحسنة"'Aboard US aircraft carrier, Netanyahu hails symbol of ‘freedom and victory',) 03/07, The Times of İsrael.)


والمبادرة الغريبة الأخرى هي وجود في السواحل السورية ثلاث من أقوى وأهم الطائرات الجاسوسة في مخزونات أمريكا إضافة إلى غواصة لا تقل أهمية عنهم .


بالطبع هناك نشاطات أخرى (قرار ألمانيا ببيع غواصة تستوعب صاروخ نووي إلى إسرائيل...إلخ، صحيفة شبيغل، 02/07، المصدر:صحيفة الصباح)، وحينما نضيف ارتفاع حركة العمليات الموجهة إلى جبال جولان التي بينتها في الأعلى نكتشف أن إسرائيل و"معاونتها " أمريكا في مواقف هامة في تلك المنطقة.


وكل ما هو ذلك هو اتجاه رأس التحالف الخليجي والمشاركة الهامة في الأزمة السورية أي إسرائيل من دور "الفاعل السري" إلى  دور "الفاعل العلني".


وتعتبر هذه الأحداث تطورات استراتيجية بالنسبة إلى تركيا، وخاصة بالنسبة إلى إدارة أنقرة لأن هذه التطورات تقوي احتمال إنشاء قناة في سوريا.


كما أن الكاتبة بريل ديدي أوغلو في مقالتها التي نُشرت يوم الإثنين أشارت إلى نقطة هامة من خلال الكلمات التالية:"...في حين يقوم تنظيم الـ يي بي جي بعمليات مدعومة من القوات الخارجية وهادفة إلى إبعاد تركيا من سوريا ، يقوم تنظيم الـ بي كا كا باستهداف الجيش التركي ليحرّض تركيا تجاه سوريا ، ورغم وجود علاقة هامة بين تنظيمي الـ بي كا كا والـ يي بي جي  لا يمكننا أن نتغاضى عن وجود احتمال توجيه تلك التنظيمين باتجاهين معاكسين من قبل قوات مختلفة" (مأزق أمريكا  في تنظيم الـ يي بي جي، 03/07 صحيفة ستار).


ودعونا نلقي نظرة إلى السطور التالية التي كتبها محمد أجات حتى نستطيع أن نربط الحالات السابقة بالنقطة التي ستصل إليها أمريكا من خلال موقفها العلني في دعم تنظيم الـ يي بي جي : "قال الرئيس أردوغان : ....اعلموا أن الجمهورية التركية بقواتها المسلحة وبجميع ما تملك من إمكانيات لن تسمح لكم بإقامة دولة في شمال سوريا. تم تفسير كلمات الرئيس هذه بوجود احتمال تنفيذ تركيا عملية في منطقة عفرين مشابهة لعملية درع الفرات ، ولقد شهدنا حدث غير مسبوق بعد تصريحات الرئيس أردوغان ، حيث انتشرت ادعاءات حول قيام أمريكا بـ"تشويش القمر الصناعي" عقب خبر انقطاع إشارات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)  المراقب من قبل أنقرة بين الحين والآخر في الساحة الجوية في شرق تركيا، أي أن أمريكا قامت بتقييد حركة الطائرات من خلال تفعيلها لأجهزة التشويش الجوي".(03/07، يني شفق).


أمر عجيب..


والآن أعتقد أننا نستطيع أن نرى بصورة أوضح الغاية من الطائرات والغواصة التي تحدثت عنها في الأعلى، أليس كذلك؟

#السورية
#الخطة الإسرائيلية
#الغواصة
7 yıl önce
الخطة الإسرائيلية على الأراضي السورية
لم تعد أوروبا مصدر الأفكار الثورية التي تؤثر على العالم اليوم
عصام العطار
إسرائيل.. تنظيم إرهابيّ يهدد أمن المنطقة
قبول حركة حماس وقف إطلاق النار..عملية إسرائيل في رفح
واجب الجامعات تجاه غزة