اشتهرت تركيا منذ تأسيسها وحتى الآن بإنتاج وتصدير المنسوجات، التي شكلت عام 2015 ما نسبته 7.3% من إجمالي الصادرات التركية الذي بلغ 144 مليار دولار.
وتعليقًا على التطورات الخاصة بقطاع النسيج في تركيا، أكد رئيس قطاع النسيج والجلد التركي "محمد شاهين" بأن قطاع النسيج من أقدم القطاعات الصناعية والتجارية في تركيا، مبينًا أن القطاع بلغ ذروته وطوّر قدرته على إمداد أكبر الماركات العالمية بالمواد الخام ذات الجودة العالية، وهذا وفر العديد من الفرص للمستثمرين في هذا المجال حول العالم.
وأوضح شاهين، في مؤتمر صحفي أمام وسائل الإعلام، أن قطاع النسيج في تركيا من أكثر القطاعات التي توفر فرص عمل للمواطنين الأتراك، مشيرًا إلى أن قطاع النسيج في الثمانينات والتسعينات كانت يعاني نظرًا لافتقاره للدعم والتوجيه الحكوميين وقلة مصادر التمويل وغيرها من الأسباب التي حالت دون تطور هذه القطاع في تلك الفترة، ولكن الآن هناك عملية إنتاج قوية وهناك فائض يحتاج إلى المزيد من التسويق والوصول إلى أسواق جديدة لتجنب احتمال حدوث حالة ركود.
وعلل شاهين وجود الفائض بحجم الإنتاج العالي والتنافس القوي الذي تشهده الأسواق العالمية، موضحًا أن تفوق قطاع النسيج التركي على المستوى العالمي منوط برفع حجم الجودة وعمليات التسويق الضخمة.
وأكّد شاهين أن الحكومة التركية الحالية تولي عناية كبيرة لهذين العنصرين، فبفضل الدعم الذي تقدمه الحكومة أحرز قطاع النسيج تقدما ملحوظا على الصعيد العالمي، حيث أمست ماركة "جاب" و"ديور" و"برادا" وغيرهم.
وأشار شاهين إلى أن العائق الأساسي الذي يمنع عملية التطور المطلوبة لقطاع النسيج بوتيرة سريعة، هو تراجع عمليات البحث والتطوير، حيث أعارت الحكومة عناية كبيرة لهذه العملية، ولكن في نهاية عام 2010، أي بعد بدء ثورات الربيع العربي، تراجعت هذه العناية نسبيًا، وهذا ما أعاق وصول قطاع النسيج إلى الدرجة التي كان من المتوقع الوصول إليها بحلول عام 2012.
وبيّن شاهين أن الحكومة عادت في نهاية 2014 إلى إعادة تفعيل النفقات على عمليات البحث والتطوير الخاصة بجميع القطاعات وليس بقطاع النسيج فقط، منوّهًا إلى أن هذه النفقات ستكفل جعل قطاع النسيج قطاعًا أساسيًا لأكبر عدد ممكن من الماركات العالمية.
وذهب شاهين إلى أن الجودة العالية للمواد الخام الأساسية التي يقدمها قطاع النسيج والجلد التركي تستقطب الكثير من الشركات العالمية، مؤكدًا أن ذلك يبدو واضحًا عند الذهاب إلى المعارض التجارية الإقليمية والعالمية.
وفي سياق متصل، أكد مساعد رئيس قطاع النسيج التركي "ساراك أولوبول" أن حصول قطاع النسيج على درجة عالية من الطلب العالمي مرتبط برجال الأعمال الرياديين ذوي الرؤية التجارية المميزة، مبينًا أن تركيا تملك عددا هائلا من هذه النوعية من رجال الأعمال، ولكن وصول قطاع النسيج التركي إلى مراتب عالمية يتطلب مزيدًا من الوقت.
وأضاف أولوبول أن قطاع النسيج التركي يحاول الانضمام إلى كافة المعارض التجارية الإقليمية والدولية للتعريف بجودة منتجاته، مؤكدًا الاستعداد التام للقطاع والعاملين فيه لاستقبال التجار ورجال الأعمال الراغبين في الاطلاع على النسيج التركي واستيراده.
وأشار أولوبول إلى أن معهد معايير الجودة التركي يحرص على مراقبة مصانع الإنتاج في تركيا بدقة، وأن الحكومة التركية حريصة على إدامة العلاقات الصناعية التجارية مع الجميع، ويتجلى ذلك في فرضها الرقابة الصارمة على مصانع وورش الإنتاج.
