يعد فتح القسطنطينية حدثا تاريخيا عظيما لمسلمي العالم، وما زال الأتراك يحتفلون بالمعركة حتى اليوم، وأقاموا "بانوراما" مدهشة في مدينة إسطنبول، لتكون فتحا لا ينسى في أذهان الناس، وتاريخا لا يمحى، ومفخرة لإرثهم الحضاري الغني.و"بانوراما 1453" (Panorama 1453 Tarih Müzesi) كما تدعى في تركيا، تعود بك 564 سنة إلى الوراء، وستشعر عند دخولك إليها وكأنك وسط المعركة، بين صيحات الجنود وصهيل الأحصنة واصتكاك السيوف.
فالمبنى عبارة عن قبة ضخمة، تشبه قبب المساجد، وقد عرض عليها من الداخل صور تجسد قتال جيش محمد الفاتح ضد البيزنطيين، وستتفاعل معها بفضل روعة مؤثرات 3D الصوتية وتقنية الضوء الفريدة، والمجسمات الضخمة والقطع الأثرية الحقيقية.
ويقع المتحف في الطرف الأوروبي من إسطنبول، في حديقة مركز "توب كابي" الثقافي.
وتعرض المعركة وفق ما تعرضه كاميرا "عربي21"، بأسلوب شيق ومميز، عوضا عن سردها قصة طويلة جامدة، وللأجانب يتم تقديم مترجم صوتي يعرض معلومات عن المتحف، ومعركة القسطنطينية.
ويستغرق تأمل هذه البانوراما حوالي الساعة أو الساعتين عند زيارة المتحف، لمشاهدة الصور التي يبلغ قطرها 38 مترا، ومساحتها 2.350 متر مربع.
وتتكون الصور من 10,000 جزئية، قام بعملها ثمانية من أقدر المهندسين وأكثرهم خبرة وموهبة وفنا في تركيا، وبدأوا العمل عليها عام 2005 وانتهوا عام 2008، بحسب المعلومات المتوفرة في المتحف.
وافتتحت بلدية إسطنبول البانوراما عام 2009، حين كان رجب طيب أردوغان رئيسا للوزراء، وبتكلفة وصلت إلى 15 مليون دولار.
