|

الربيع يعود لأسواق "الخليل" الفلسطينية في"رمضان"

Ersin Çelik
09:40 - 15/06/2017 Perşembe
تحديث: 09:45 - 15/06/2017 Perşembe
الأناضول
​ الربيع يعود لأسواق "الخليل" الفلسطينية في"رمضان" ​
​ الربيع يعود لأسواق "الخليل" الفلسطينية في"رمضان" ​

تبدو الحركة نشطة، في أسواق البلدة القديمة من مدينة الخليل (جنوبي الضفة الغربية) خلال شهر رمضان المبارك، رغم منغصات إسرائيل ومستوطنيها، إذ تفتح عشرات المحال التجارية المغلقة طوال العام أبوابها، بحثاً عن أرباح "موسمية"، يوفرها الشهر الفضيل.

مدينة الخليل، التي تقع تحت السيطرة الإسرائيلية ويسكنها نحو 400 مستوطن إسرائيلي، من أقدم البلدات الفلسطينية، وتشتهر باحتوائها على المسجد الإبراهيمي الذي يعتقد أنه بني على ضريح النبي إبراهيم عليه السلام، وزوجاته وأبنائه.



وهجر نحو ألف فلسطيني، البلدة القديمة، نتيجة سياسة التضييق، والاعتداءات اليومية من قبل المستوطنين والجيش، وأغلقت أسواق كاملة وشوارع رئيسية حيوية في المنطقة.

حركة نشطة

وعلى مدخل سوق اللبن، يجلس العجوز عوض الأشهب (63 عاماً)، أمام بقالته، بينما تبدو الحركة نشطة قبيل صلاة الظهر.

"الأشهب" قال لمراسل "الأناضول": "تبدو الحركة نوعاً ما أفضل خلال رمضان، هناك العشرات يأتون للصلاة في الحرم الإبراهيمي، ويتسوقون من محال البلدة القديمة".

وأضاف:" في غير الشهر الكريم، تشل الحركة في البلدة القديمة بسبب المضايقات الإسرائيلية، من حواجز وتفتيش وإعاقة حركة المتسوقين والمصلين".

ويشير إلى سوق اللبن، المتفرع من السوق الرئيسية في البلدة القديمة، قائلا:" انظر، منذ العام 1994 (عام مجزرة المسجد الإبراهيمي) أغلقت عشرات المحال التجارية؛ ولعائلتي في هذه السوق ثلاثة محال تجارية أغلقت، السبب أنها طريق مغلقة، وتحتوي على نقطة عسكرية إسرائيلية".

ومنذ عام 1994، يُقسّم المسجد الإبراهيمي، إلى قسمين، قسم خاص بالمسلمين بمساحة 45 بالمائة، وآخر باليهود بمساحة 55 بالمائة.

وارتكب مستوطن يهودي، مجزرة بحق المصلين المسلمين، في الحرم الإبراهيمي، في 25 فبراير/شباط 1994، عندما فتح النار عليهم حينما كانوا يؤدون صلاة الفجر، ما أسفر عن مقتل 29 وجرح نحو 150 آخرين.

وعادة ما يقوم مستوطنون يسكنون البلدة القديمة في الخليل، بالاعتداء على الباعة، وتخريب بضاعتهم تحت حماية الجيش الإسرائيلي، بحسب التاجر "الأشهب".

ويسكن المستوطنون في أربع بؤر استيطانية، بحماية 1500 جندي إسرائيلي.

ويقارن التاجر وضع البلدة القديمة اليوم وقبل العام 1994 قائلا:" أيام الجمعة وعقب الصلوات، كان السوق لا يتسع للمارة، الناس تتدافع، لكن اليوم شبه خال".

حواجز واعتداءات

ويشكو صاحب محل بيع المخللات في البلدة القديمة، جواد سلودي، من سوء الوضع الاقتصادي في الخليل القديمة.

وقال:" الاحتلال السبب الرئيس في خراب البلدة القديمة، حواجز واعتداءات يومية بحق المارة والباعة من قبل المستوطنين والجيش".

ويضيف:" الحركة التجارية في شهر رمضان نوعا ما أفضل، ولكنها مقارنة مع السنوات السابقة منخفضة جدا".

وقال "سلودي" إنه يعمل بائعا في البلدة القديمة، منذ سنوات طويلة، ورغم الممارسات الإسرائيلية يصر على البقاء مكانه.

عروض منافسة

وفي بقالة صغيرة على مدخل البلدة القديمة، وبجوار معسكر للجيش الإسرائيلي يواصل الفلسطيني مهران البطش عمله اليومي، " هناك معاناة يومية من قبل الاحتلال، لكن بقاءنا هنا يحافظ على البلدة القديمة".

وقال "البطش"، في حديثه مع "الأناضول"، إن الأسواق في رمضان تبدو نشطة نوعا ما، لكن في غير رمضان تشل الحركة.

وأضاف:" رمضان ينعش الأسواق ويعيد الحياة لها، المصلون في الحرم الإبراهيمي يأتون من مختلف محافظات الضفة الغربية ويتسوقون من البلدة القديمة".

ولفت إلى أن المحال التجارية في البلدة القديمة، تقدم عروضا على البضاعة وبأسعار منافسة لتشجيع المتسوقين.

واستدرك قائلا:" في غير رمضان، المتسوقون يفضلون شراء حاجاتهم من الأسواق الخارجية لتجنب الاحتكاك مع الجيش الإسرائيلي ومستوطنيه".

وأطلق نشطاء فلسطينيون في مدينة الخليل، بداية شهر رمضان الجاري، حملة "قاوم بصلاتك" لدعم المسجد الإبراهيمي، وحث المصلين للصلاة فيه طوال العام.

حركة تجارية

وقال الشيخ حفظي أبو سنينة، مدير المسجد الإبراهيمي لمراسل الأناضول: "إن نحو 1500 مصلياً يؤمون المسجد في كل فرض، ويشكلون حركة تجارية نشطة في الأسواق بعد أداء الصلاة".

وأضاف:" البلدة القديمة فلسطينية، وستبقى فلسطينية، رغم الاحتلال وممارساته اليومية بحق السكان والمكان".

وبيّن أن إسرائيل ومستوطنيها "يمارسون استفزازات واعتداءات يومية بحق المصلين والمتسوقين والباعة".

و"الخليل" هي إحدى المدن الفلسطينيّة الواقعة في الضفةِ الغربيّة لنهر الأردن، تقع إلى الجنوب من القدس وتبعد عنها حوالي 35 كيلومتراً.

وهي من أكبر مدن الضفة الغربية من حيث المساحة والتعداد السكاني، أسست على أيدي الكنعانيين في العصر البرونزي المبكّر، وتمتاز اليوم بأهميتها الاقتصاديّة لاعتبارها من أكبر المراكز الاقتصاديّة على مستوى الضفة الغربيّة.

وتعتبر المدينة ذات أهميّةٍ دينيّة للديانات الإبراهيميّة الثلاث، وتقسم المدينة إلى قسمين هما البلدتان القديمة والحديثة.

وتقع البلدة القديمة إلى جوار الحرم؛ وهو عبارة عن عددٍ من الأزقة والبيوت والأبنية التاريخيّة والدكاكين والأسواق القديمة، وتوجد بها عددٌ من المتاحف كمتحف الخليل، إضافةً إلى العديد من الحدائق والمنتزهات العامّة وأهمها منتزه الكرمل.

#الربيع
7 yıl önce