في حوارٍ خاصّ مع صحيفة يني شفق توجّهت الصّحفيّةُ "إمَتي صاروهان" بأسئلةٍ لـ "بلال أردوغان" حول ليلة المحاولة الانقلابية الفاشلة والحالِ التي عايشها وأسرتُه تلك الليلة.
كنتُ مع عائلتي تلكَ الليلة في "ترابيا" (باسطنبول) وكنتُ أنا وزوجتي مع طفلَينا نستعدُّ للنوم، في ذلك الوقت علمتُ عن طريق الانترنت بأنّه تمّ إغلاق الجسر، عندها أرسل لي أحدُ أصدقائي رسالةً مفادها أنّ أشياء غريبةً تحدث، ففتحنا التلفاز، بعد ذلك اتّصلتُ بأبي وأمّي اللذَين كانا في فندق "مرمريس" تلك اللية، وكانا سيأتيان إلى "اسطنبول"، فخرجتُ عند السّاعة الواحدة متوجّهًا إلى مطار أتاتورك باسطنبول. في الحقيقة ما عايشناه لا يمكنُ وصفه.
عندما كنّا نجعل طفلَينا يستعدّان للنوم عند الساعة 10:00 مساءً، كانت سياراتٌ عسكريةٌ فوق جسر البوسفور؛ فتحتُ التلفاز وكان المشهدُ واضحًا بالتواجد العسكريّ إلا أنّه لا أحدَ كان يعلم ماذا يجري، وكانوا يسألون ما الذي يحدثُ!.
كما أخبرتك أوّل ما وصلني رسالةٌ من صديقي تفيد أنّ أشياء غريبةً تحدث، عندما رأيت هذه الرسالة اعتقدتُ على الفور بأنّ ما يجري انقلابٌ عسكريٌّ. وعلى الفور أسوءُ السناريوهات مرّت على عقلي وعشتُ حالة اضطرابٍ لمدّة دقيقة أو دقيقتين، ولكنّني بعدها حضّرت نفسي لأسوء الاحتمالات.
احتمال استشهادي سيناريو جيد، كذلك وضعتُ احتمال أن أُسجن، كلّ هذا يعني أن أتفرّق عن عائلتي. اِستغرق وصولي إلى المطار ساعتين ونصف وذلك لأنني سلكت الطُّرق الفرعيّة؛ كونَ الطُّرق الرئيسية كانت تعجّ بالازدحام الكثيف.
لا، في الحقيقة لم أكن أفكر بهذا لأنّ جموعَ الشعب حول المطار كانت تكفي لتُشعرنا بالأمان، بالرّغم من وجود المرحيّات العسكرية التي كانت تُطلق النار.
عندما وصلنا إلى المطار كان رئيسُ الجمهوريّة هناك وكانت طائرة إف-16 تُحلّق على ارتفاعٍ منخفض، عايشنا من جرّائها تفجيراتٍ صوتية مرّاتٍ عديدةً. عند شروق شمس يوم 16 تموز كنّا في أحد مساكن الدولة بالقرب من المطار وكان الرئيس لا يزال هناك؛ حينها كانت مروحيّةٌ تقوم بالتحليق حول مكاننا، قمتُ بالنظر من إحدى النوافذ ورأيت حقيقةً المروحية تُوجّه سلاحها نحو مكان تواجدنا، تساءلنا ما الذي يمكننا القيام به حيال تلك المروحيّة؛ هل يمكننا إسقاطها! ولكن سرعان ما تقرّر أنّنا لا يمكن فعلُ ايّ شيء؛ وذلك بسبب تواجد المدنيّين حول المكان. لقد كنّا في حالة قلق.
بصراحة لقد أقلقني قدوم الرئيس من "مارمريتس" بالطائرة إلى اسطنبول، ولكنّ هكذا رئيس يخرج أمام الدّبابات بكلّ إصرار وقوّة جعلني لا أضطرب كثيرًا أو أتساءل. ولأنّ الرئيس على هذا المستوى من الثبات خرج النّاس معه في وجه الدّبابات بكلّ إصرارٍ أيضًا. لقد منحنا اللهُ القوّة والتحمّل بعد الامتحانات والتجارب التي عشناها قبل محاولة الانقلاب الفاشلة.
كما حمل الحوار أسئلةً أخرى حول منظّمة غولن الإرهابيّة وضلوعها في محاولة الانقلاب الفاشلة.