فالانقلاب الذي أسفر عن إعدام رئيس الوزراء التركي آنذاك "عدنان مندريس" قد نُفّذ على علم قائدين من حزب الشعب الجمهوري حسبما نشرته "سي آي إيه".
فكان قد تناول الملف السرّي للـ "سي آي إيه" كل التفاصيل عن الجوّ السياسيّ التركيّ ذلك الوقت، ومرحلة التحضير للانقلاب العسكري، بالإضافة إلى موقف حزب الشعب الجمهوري تجاه هذا الانقلاب.
"حزب الشعب الجمهوري" كان على علمٍ بكلّ التفاصيل
أكدتّ وثائق الـ "سي آي إيه" أنّ بعضًا من زعماء "حزب الشعب الجمهوري" في ذلك الوقت كانوا على علم بعملية الانقلاب العسكري اذلي وقع في 27 مايو/أيّار عام 1960، حيث تناولت الوثائق ذلك بالنّص "كانوا على علم بعملية الانقلاب لكنّهم لم يشاركوا بتخطيطه أو تنفيذه".
خُطّط له منذ فبراير/شباط
كما أشارت أنّ الانقلاب العسكري الذي أسفر عن إعدام رئيس الوزراء التركي "عدنان مندريس" وكلًّا من الوزراء "فاتح روشتون"، و"حسن بولاطكان" كان قد بدأ الانقلابيّون في تخطيطه والتحضير له في شهر فبراير 1960؛ أي قبل تنفيذ الانقلاب بقرابة 3 أشهر، حيث ذكرت بالنّص "كان زعماء الجيش التركي يشعرون بعدم الرضا تجاه الحكم السياسي حينها، كما حاولوا استخدام الجيش للضغط على المعارضة أنذاك لتوجيه قوّتها ضدّ سياسة رئيس الوزراء مندريس".
صداقة وثيقة بين "الحكومة الجديدة" و"عصمت إينونو"
كما ذكرت الوثائق بعض المعلومات حول علاقة الصداقة التي كانت قائمة بين الحكومة الجديدة التي تلت الانقلاب والتي كانت بقيادة "جمال جورسال" ورئيس حزب الشعب الجمهوري "عصمت إينونو". فحيث تناولت الوثائق أنّ الحكومة الجديدة الي تلت الاتقلاب كانت تتبع آراء إينونو عند تفاقم أي مشكلة سياسيّة في تركيا آنذاك.
حول انقلاب 27 مايو/أيار 1960
ومن الجدير بالذكرأنّ انقلاب 1960 قد وضع خطّته وقام بتنفيذه 37 ضابطًا بالجيش التركي ذوي رتب متوسطة، بهدف قلب نظام الحكم آنذاك وليقوموا بعد نجاحهم بتنفيذ الانقلاب في 27 مايو/أيار بإعدام رئيس الوزراء التركي آنذاك "عدنان مندريس". ويجدر بالذكر أيضًا أنّ هذا الانقلاب يعتبر أوّل انقلاب عسكري فى تاريخ الجمهورية التركية، كما يعتبر أيضًا الشرارة الأولى لبدء سيطرة الجيش التركي على مقاليد الحكم لسنوات عديدة وبشكل رسميّ.
13 مليون وثيقة نشرتها "سي آي إيه"
وكانت قد رفعت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "سي آي إيه" يوم الخميس 19 يناير/كانون الثاني الحالي 2017؛ رفعت السرّية عن ما يقارب 13 مليون صفحةً من الوثائق المحميّة بموجب قانون حرية حصول الأميركيّين على المعلومات.
وكشفت الوكالة عن وثائق تمّ حفظها عقودًا من الزمن دون تعديلات كبيرة، ما عدا حذف أسماء المصادر، وبات بوسع متصفّحي الانترنت أن يصلوا إليها بسهولة.
وتتطرّق أغلب الوثائق المنشورة على الموقع، لنشاط الوكالة أيام الحرب الباردة، فضلًا عن أحداث أخرى مثل حربي فييتنام وكوريا، ومعلومات عن التطوّرات التي حصلت في تركيا والشرق الأوسط وصولًا إلى مشاكل معاصرة مثل ظاهرة الإرهاب.
