|

كشمير .. الجنة الأرضية المهجورة

Ersin Çelik
10:33 - 21/08/2017 الإثنين
تحديث: 10:58 - 21/08/2017 الإثنين
الأناضول
كشمير .. الجنة الأرضية المهجورة
كشمير .. الجنة الأرضية المهجورة

يقف ريزوان بهات، المواطن الكشميري، بجانب قاربه المزين كالعروس، والذي يعرف محليًا باسم "شيكارا"، ينتظر السائحين عند بحيرة "دال " في مدينة سريناغار (العاصمة الصيفية لجامو وكشمير)، وأمامه عددا من الفنادق الخاوية وعمال ينتظرون دورهم في التسريح من وظائفهم.

وخلال العام الماضي (2016)، زار جامو وكشمير (الشطر الخاضع لسيطرة الهند من الإقليم)، سياحا قدموا لاستكشاف جمال الطبيعة وصفاء مياه أنهار الإقليم، بلغ عددهم نحو 4 ملايين، بحسب إحصاء رسمي في يناير/كانون ثاني المنصرم.

***جنة الله في الأرض

يعرف إقليم كشمير، وهو المنطقة الجغرافية الواقعة بين الهند وباكستان والصين في شمال شرق آسيا، باسم "جنة الله في الأرض" لجمال طبيعته ونقاء أنهاره فضلًا عن جوه المعتدل.

وتبلغ مساحة كشمير نحو 242 ألف كم، وعدد سكانه 15 مليون نسمة حسب تقديرات عام 2000، 90 بالمائة منهم مسلمون و8 بالمائة هندوس و1 بالمائة من طائفة السيخ.

وبجانب عاصمة الإقليم “سريناغار” التي تعد أهم وجهة سياحية ، هناك أماكن سياحية ساحرة، مثل "الوادي السعيد"، و"وادي الدموع"، وبحيرة "دال"، و مرتفعات "غولمارج"، وحدائق "شاليمار باغ" التي تعني بالعربية "دار البهجة" و تعود لعهد المغول.

***تراجع سياحي

بحلول صيف 2017، انعدمت حركة السائحين في تلك المنطقة من الإقليم تمامًا، على خلفية تصاعد المواجهات بين القوات الهندية والمواطنين الراغبين في إنهاء سيطرة نيودلهي عليه.

حالة الركود تلك، تفاقمت، في يوليو/تموز 2016، بعد مقتل برهان واني، القيادي الشاب في جماعة "حزب المجاهدين"، إحدى الجماعات التي تكافح ضد السيطرة الهندية على إقليم كشمير.

وهذا التدهور للسياحة ليس لحظيًا في تلك المنطقة التي يسميها البعض "جنة أرضية"، لطبيعتها الخلابة، وفق تقارير إعلامية عدة.

فحسب استطلاع اقتصادي رسمي، أشارت إليه صحيفة "غريت كشمير" (خاصة) بداية العام الجاري، فإن تدهور قطاع السياحة في كشمير يسير بشكل تدريجي ملحوظ، فعدد السائحين انخفض إلى النصف تقريبا (55 %) عام 2016 مقارنًة بالعام الذي سبقه.

وتوضح الصحيفة أنه خلال عام 2015، استقبلت كشمير ما يزيد عن 9 ملايين سائح، انخفضوا خلال العام التالي إلى 4 ملايين، تدفقوا على الإقليم خلال الفترة ما بين أبريل / نيسان 2016 وحتى نهاية يوليو من العام ذاته.

وخلال الربع الثاني من عامي 2016 – 2017، تراجعت عائدات السياحة في كشمير بنسبة 80 بالمائة، مقارنًة بالفترة ذاتها من عامي 2015 – 2016، وفق الاستطلاع اللجنة.

** محاولات فاشلة

من جهتها، أشارت صحيفة "ذا إكونوميك تايمز" الأمريكية (خاصة)، بداية أغسطس / آب الجاري، إلى تقديم العاملين في قطاع السياحة بإقليم كشمير، تخفيضات مادية هائلة جذبًا للسائحين.

ورغم التكاليف العالية التي تنفقها الحكومة الهندية في كشمير دعمًا لهذا القطاع ، وصلت حد تخفيض أسعار الفنادق والممتلكات الحكومية 70 بالمائة، إلا أن نسبة الإشغال لا تتعدى 5 بالمائة في أفضل الأحوال.

ومقارنة بالعام 2016، تشير الإحصائيات الرسمية إلى أن نسبة الإشغال في فنادق كشمير انخفضت بين 70 و80 بالمائة منذ أبريل/نيسان الماضي وحتى يونيو/حزيران من العام الجاري.

وجاء التدهور الحاد عام 2017 نتيجة عزوف السياح الأجانب كليًا عن القدوم، مع إطلاق عدد من الدول كالولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، وألمانيا، تحذيرات لمواطنيها من السفر إلى كشمير.

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن جاويد بورزا، رئيس اتحاد أصحاب الفنادق والمطاعم في كشمير، قوله إن الإقليم " يواجه الأزمة الأشد في قطاع السياحة منذ أوائل التسعينيات".

وأضاف أن "العمل في السياحة أصبح محدود جدًا، لدرجة لا يمكن تقديره بنسب مئوية أو أرقام".

على سبيل المثال، أغلق فندق في مدينة سريناغار 70 غرفة من أصل غرفه المائة، وسط توقعات بعض المحللين بغلق البقية في أقرب وقت.

كما تحول أصحاب قوارب "شيكارا" (عددهم نحو 952) إلى بائعي خضروات، على خلفية إغلاق المكاتب السياحية التي كانت توفر لهم الحجوزات السياحية لقواربهم، بحسب "ذا إيكونوميك تايمز" .

** تدهور مستمر

رغم تأكيد العاملين في قطاع السياحة الكشميرية على أن عام 2017 هو الأسوأ، إلا أن التدهور في ذلك القطاع مستمر منذ 1989 حين بدأ النزاع بين باكستان والهند على الإقليم.

فبعدما استقبل إقليم كشمير 700 ألف سائح عام 1988، وفق وزارة السياحة في كشمير انخفض العدد في العام التالي إلى أقل من 200 ألف، على خلفية اندلاع الصراعات المسلحة.

وتفيد التقارير الإعلامية بأن إقليم كشمير شهد نحو ألفا و500 واقعة عنف بينها اعتداءات بالقنابل والنيران خلال عام 1989 وحده.

ووفق الوزارة الكشميرية، حدث التدهور الأول والأكثر وضوحًا في قطاع السياحة منذ 1992 وحتى 1996، إذ لم يزد عدد السائحين عن 10 آلاف سائح، مع استمرار أعمال العنف.

وأشارت الوزارة في تقرير 2016، أنه خلال الفترة الأولى لبداية النزاع ( 1992– 1996) انخفضت معدلات السياحة 98 بالمائة، لكنها عادت وارتفعت 1998 عقب انتخابات برلمانية؛ نتج عنها حكومة مدنية، أعادت الثقة في السياحة الكشميرية (زاره نحو 100 ألف سائح آنذاك).

***جذور الصراع

بدأ النزاع على إقليم كشمير، بين باكستان والهند، منذ استقلالهما عن بريطانيا عام 1947، حيث نشبت 3 حروب بينهما منذ ذلك التاريخ، في أعوام 1948 و1965 و1971، وأسفرت عن مقتل نحو 70 ألف شخص من الطرفين.

ومنذ عام 1989، قُتل أكثر من 100 ألف كشميري وتعرضت أكثر من 10 آلاف امرأة للاغتصاب في ولاية "جامو وكشمير"، في ظل حكم السلطات الهندية للولاية، حسب جهات حقوقية.

ويشهد الجزء الخاضع لسيطرة الهند من كشمير، وجود جماعات مقاومة تكافح منذ 1989 ضد ما تعتبره "احتلالًا هنديًا" لمناطقها.

ومنذ 1989، قُتل أكثر من 100 ألف كشميري، وتعرضت أكثر من 10 آلاف امرأة للاغتصاب، في الشطر الخاضع للهند من الإقليم، بحسب جهات حقوقية، مع استمرار أعمال مقاومة مسلحة من قبل جماعات إسلامية ووطنية.

#السياحة
#القوات الهندية
#الهند
#باكستان
#جامو وكشمير
#حزب المجاهدين
#فنادق
#نيودلهي
#هندوس
٪d سنوات قبل