تواصل الولايات المتحدة، التي تراوغ تركيا في منبج، استعداداتها دون انقطاع من أجل إقامة دولة إرهابية في شرق الفرات. وقد تسلم تنظيم بي كا كا الإرهابي خلال الشهر الأخير شحنات من الأسلحة وصلت إلى 1500 شاحنة كبيرة. وتتابع الوحدات الأمنية التركية لحظة بلحظة ما يفعله التحالف الأمريكي مع بي كا كا، كما تسجل بيانات مخازن السلاح ومعسكرات الإرهابيين؛ إذ إن تركيا عازمة على التخلص من "العدو الذي على الأبواب".
لقد بدأت تركيا تصب تركيزها على منطقة شرق الفرات بعد نجاحها في القضاء على مخطط احتلال إدلب السورية بفضل الاتفاق الذي توصلت إليه في سوتشي الروسية. وتشكل المنطقة الواقعة تحت احتلال بي كا كا/ب ي د بدعم من الولايات المتحدة نحو 30% من الأراضي السورية. وقد أعلنت واشنطن أنها لا تعتبر أذناب تنظيم بي كا كا "تنظيمات إرهابية"، فهي من ناحية تحاول مراوغة تركيا بورقة منبج، ومن ناحية أخرى تواصل دعم الإرهابيين في شرق الفرات. وكما قال الرئيس التركي أردوغان، فإن التنظيم حصل من الولايات المتحدة على أسلحة وذخيرة قدرت بنحو 18 ألف شاحنة كبيرة و3 آلاف طائرة شحن، إضافة إلى مدرعات وآلات عمل وصواريخ وأسلحة ثقيلة. وقد أضيف إلى هذا الرقم 1500 شاحنة كبيرة خلال الشهر الأخير.
تسارع وتيرة المساعدات المقدمة إلى بي كا كا
وقد أفادت مصادر موثوقة في الحسكة، الواقعة شرقي المنطقة التي يحتلها بي كا كا شمالي سوريا، بأن نحو 1500 شاحنة كبيرة دخلت خلال الشهر الأخير إلى المنطقة الواقعة تحت احتلال بي كا كا في ساعات الليل المتأخرة من معبر سملكة الحدودي بين سوريا والعراق. وأضافت المصادر أن معظم ذلك الدعم التسليحي ذهب إلى ي ب ج/بي كا كا بحجة أنه سيخوض اشتباكات مع تنظيم داعش في دير الزور، وأما الجزء المتبقي فقد نقل إلى مخازن الولايات المتحدة في خرابشك وشلبي وعين عيسى. وقد سجلت عدسات الكاميرات بعضا من قوافل شحنات الأسلحة؛ إذ رصدت نقل الشاحنات مدرعات وناقلات جنود وذخيرة مشاة ومعدات أسلحة ثقيلة وآلات عمل والكثير من مستلزمات المساكن الجاهزة. وتشير المصادر إلى أن نحو ربع الشحنات المرسلة مؤخرا خصصت لاستخدام الجنود الأمريكان، وأما الجزء الباقي فهو مخصص لعناصر الحليف الأمريكي تنظيم ي ب ج/بي كا كا.
متابعة تركية عن كثب
وأما تركيا فتتابع عن كثب المحاولات الرامية لتحويل حدودها الجنوبية إلى حامية عسكرية أمريكية على يد تنظيم بي كا كا. فكل تحرك يقدم عليه التحالف الأمريكي مع بي كا كا يتابع بشكل مكثف؛ إذ يعرف الجانب التركي كل شيء بالتفصيل عن المخازن التي تنقل إليها الأسلحة وعنابر تخزين المركبات والمعسكرات التدريبية ونقاط أجهزة الاستخبارات والاتصال والرادار وجميع الإحداثيات الخاصة بمواقع تمركز العناصر الإرهابية. وثمة ادعاءات مفادها أن الجيش التركي يستعد لتنفيذ عملية محتملة في تل أبيض الواقعة عند حدود بلدة آقتشاقاله بولاية شانلي أورفا التركية. وتعتبر تل أبيض، الواقعة شرق الفرات، والدرباسية والقامشلي وعين العرب هي أهم نقاط المرحلة الأولى من العملية. وتوضح المصادر أن المنطقة ربما تشهد تنفيذ عمليات مشابهة للعملية الجوية الصادمة التي نفذت في أبريل/نيسان 2017 في منطقة كاراتشوك الواقعة شمال شرقي سوريا ومنطقة سنجار الواقعة على الجانب العراقي من الحدود السورية.
تحديد مواقع 13 مخزنا
ثمة تقديرات تشير إلى أن نحو 3 آلاف جندي أمريكي يتمركزون في المنطقة. كما تضم المنطقة الواقعة تحت احتلال بي كا كا 20 قاعدة وعسكرا للجيش الأمريكي. وأما القامشلي ودير الزور فتشهدان استمرار عملية إنشاء 3 قواعد عسكرية. وتقدم الولايات المتحدة تدريبات لعناصر بي كا كا من خلال الوحدات الخاصة والمعدات التابعة لها والموجودة في المناطق المذكورة، كما أنها تحميهم في مواجهة قوات الجيش السوري الحر. وأما تنظيم بي كا كا الإرهابي فهو يخزن في 13 نقطة شمالي سوريا ما تسلمه من دعم عسكري أمريكي مثل الأسلحة الثقيلة والمدرعات القتالية المضادة للألغام والذخائر والأسلحة الخفيفة والوقود والحاويات الجاهزة المستخدمة لأغراض عسكرية. ويوزع التنظيم تلك المعدات على عناصره من خلال هذه المخازن.
هلع "القبة"
ولا يزال تنظيم بي كا كا، المدعوم أمريكيا، يواصل انتهاكاته لحقوق المدنيين في المناطق التي يحتلها في سوريا. وقد أعلن التنظيم حظر التجول في بلدة القبة، التابعة لمدينة تل الأبيض (كوباني)، و10 قرى أخرى. كما ألقى التنظيم القبض على 26 شخصا، بينهم 3 نساء، خلال يومين، ووجه إليهم تهمة التعاون مع الجيش الحر. ويشن عناصر التنظيم الإرهابي حملات دهم تستهدف منازل المدنيين في البلدة التي تسكنها أغلبية من العرب، فيختطفون منهم البعض ويعذبونهم ويستولون منهم على هواتفهم المحمولة ومدخراتهم من الذهب وسائر الممتلكات القيمة الأخرى.
