بعد حادثة مجزرة المسجدين في نيوزيلندا التي هزت العالم لمدى بشاعتها، جرى من جديد تداول فيديو يظهر قيام "يمنيين متطرفين" إلقائهم صناديق بداخلها رؤوس خنازير أمام مسجد النور الذي شهد مجزرة شنيعة الجمعة الماضية.
وتعود حادثة الخنازير إلى عام 2016، عندما قام متطرف يدعى "فيليب نيفيل آربس" برمي صناديق تحتوي على رؤوس خنازير أمام مسجد النور في مدينة كرايست تشيرش، كما ظهر في فيديو مصور.
وذكرت صحيفة "نيوزيلاند هيرالد" المحلية، الثلاثاء، أن آربس نشر فيديو فعلته عام 2016 بين خلية مكونة من 20 صديقا من النازيين الجدد في نيوزيلندا، قبل أن يظهر مجددًا على وسائل التواصل الاجتماعي في الإنترنت بعد المجزرة.
وعقب واقعته، مثل آربس أمام محكمة في كرايست تشيرش، وأدين بتهمة ارتكاب سلوك مهين، وتم تغريمه 800 دولار أميركي، وفق المصدر ذاته.
وفي فيديوهات آخرى وثقها آربس، على ما يبدو للتفاخر بها أمام أصدقاء خليته، بعد رفض الطعن الذي قدمه، قال الأول "لقد كان اعتداء متعمدًا، وجريمة متعمدة ضد المسلمين.. هذا كان كلام القاضي"، مضيفًا بنبرة استهزاء "من الواضح أن القاضي يعرفني جيدًا".
ويظهر في التسجيلات آربس وهو يردد عبارات عنصرية تدعو إلى تفوق العرق الأبيض، وإخراج هؤلاء (يقصد المسلمين والمهاجرين على ما يبدو) من البلاد.
وبحسب الصحيفة المحلية، رافق آريس إلى المسجد في عام 2016، اثنان من رفاقه، وقفوا على عتبة المسجد وأدوا تحية هتلر النازية أمام الكاميرا.
وبينما كان يحمل آربس صناديق رؤوس الخنازير للرمي بها على أرض المسجد، قال إنه يتمنى لو أن تلك الصناديق مملوءة بشيء آخر.
وقالت الصحيفة إنها تتحفظ على نشر تلك الفيديوهات.
والجمعة الماضية، استهدف هجوم دموي مسجدين بـ"كرايست تشيرتش" النيوزيلندية، قتل فيه 50 شخصًا، أثناء تأديتهم الصلاة، وأصيب 50 آخرون، حسب سلطات البلاد.
ومع تداول أنباء المجزرة، كتب آربس، في صفحة على فيسبوك، أطلقت في وقت سابق للترويج لحملة "حظر البرقع": "ممتاز"، في إشارة لدعمه لذلك العمل، بحسب المصدر ذاته.
يُذكر أن السلطات النيوزيلندية تمكنت من توقيف منفّذ مجزرة المسجدين، وهو أسترالي يدعى "بيرنتون هاريسون تارانت"، ومثُل أمام المحكمة السبت، ووجهت إليه اتهامات بالقتل العمد.
وبدم بارد وتجرد من الإنسانية، سجل الإرهابي "تارانت"، لحظات تنفيذه أعمال قتل وحشية، وبث بعضها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، في أعنف يوم شهده تاريخ البلاد الحديث، بحسب رئيسة الوزراء.
وعقب الهجوم مباشرة، أظهر مواطنون نيوزلنديون نماذجًا للتضامن مع المسلمين، من خلال بنائهم نصبا تذكاريا لضحايا الهجوم في الشارع الذي يقع فيه المسجد، ووضعوا الورود على النصب.
