|

انتخابات الدانمارك.. أحزاب جديدة ترسم خارطة الطريق

خبيران دنماركيان:- السياسة الدنماركية لم تعد محصورة على وجود "كتلة حمراء وأخرى زرقاء".- استطلاعات الرأي الأخيرة أن الديمقراطيين الاشتراكيين إلى جانب أحزاب يسارية أخرى، يحظون بنسبة تأييد بلغت 50٪- الهجرة لن تكون على رأس اهتمامات معظم الناخبين على خلفية الوضع المتردي للاقتصاد- يبدو أن الأحزاب ليس لديها أجندة واضحة

10:28 - 28/10/2022 Friday
تحديث: 10:32 - 28/10/2022 Friday
الأناضول
انتخابات الدانمارك.. أحزاب جديدة ترسم خارطة الطريق
انتخابات الدانمارك.. أحزاب جديدة ترسم خارطة الطريق

تحتدم المنافسة في الدانمارك بين الأحزاب بعد أن دعت رئيسة الوزراء مته فريدريكسن إلى انتخابات عامة مبكرة مطلع نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، عقب فضيحة تتعلق بذبح 17 مليون من حيوان "المنك" في 2020.

وكان إعلان فريدريكسن متوقعا منذ شهور، بعد أن اتهمتها أحزاب المعارضة بخرق القانون، عندما تم اتخاذ قرار بقتل حيوانات المنك، بذريعة وجود مخاوف من انتشار فيروس كورونا في المزارع.

وسيتنافس في الانتخابات المرتقبة، 14 حزبا على مقاعد البرلمان المكونة من 179 مقعدا.

وعادة ما كان يتنافس 10 أحزاب فقط على مقاعد البرلمان، إلا أن بعض المواجهات السياسية والأزمات أدت إلى تفكك داخل أحزاب الشعب الدنماركي، وحزب اليسار، والحزب البديل، والحزب الليبرالي، مما رفع من عدد الأحزاب المتنافسة.

كما ساهمت بعض الأزمات السياسية في التمهيد لظهور أحزاب جديدة، يمكن أن تصبح ذات دور عندما يتعلق الأمر بالانتخابات.

دور محوري للأحزاب الجديدة

وتعليقا على الانتخابات، قال كاسبر مولر هانسن، أستاذ العلوم السياسية في جامعة كوبنهاغن، للأناضول، إن السياسة الدنماركية لم تعد محصورة على وجود "كتلة حمراء وأخرى زرقاء"، في إشارة إلى بعض التحالفات التي تهيمن على الحياة السياسية.

وأكد أن السباق حاليًا "محدود للغاية"، حيث تظهر استطلاعات الرأي الأخيرة أن الديمقراطيين الاشتراكيين إلى جانب أحزاب يسارية أخرى، يحظون بنسبة تأييد بلغت 50٪.

وبالمثل، حصلت الأحزاب اليمينية على دعم نحو 50٪ من المشاركين في استطلاعات الرأي، وأضاف: "من الصعب للغاية معرفة من سيكون رئيس الوزراء في الوقت الحالي، لأن الأصوات متقاربة للغاية".

ونوه هانسن إلى الدور "المحوري" الذي تلعبه الأحزاب الجديدة خلال الانتخابات المقبلة، ولفت إلى أن رئيس الوزراء السابق لارس لوك راسموسن يمكن أن يصبح رئيسًا للوزراء، إذا لم تتمكن فريدريكسن من تشكيل أغلبية برلمانية.

وتابع: "الأمر متروك للمفاوضات لأننا لا نصوت مباشرة لرئيس الوزراء، نحن نصوت من أجل تشكيل برلمان يختار فيما بعد رئيس الوزراء".

بدورها، أوضحت إليزابيت سفاني، المحللة السياسية في صحيفة بوليتيكن وهي الأكبر في الدنمارك للأناضول، أن راسموسن مع حزبه الجديد (المعتدلون) "يمكن أن يحددوا نتيجة الانتخابات" اعتمادًا على الكتلة التي يقررون الانضمام إليها.

وكان استطلاع للرأي أجرته شبكة "تي في 2" التليفزيونية الحكومية، قد أشار إلى أن حزب راسموسن يحقق حاليًا نسبة 6.5٪ في حين أن 11٪ من الدنماركيين يرغبون في رؤيته يقضي فترة رئاسية ثالثة.

غياب ملف المهاجرين

وفيما يتعلق بملف الهجرة والمهاجرين، ركز هانسن على غياب هذا الملف عن الحملات الانتخابية لمعظم المرشحين في الانتخابات، وأرجع عزوف المرشحين عن الاهتمام بالهجرة والمهاجرين إلى أن معظم الأطراف "توافق" على نهج متشدد تجاه هذا الملف.

وقال إن "هذا النهج كان واضحًا في أول مناظرة تلفزيونية، (تجري مناظرات بين ممثلي الأحزاب)، عندما أيدت جميع الأطراف في اليسار واليمين خطة مثيرة للجدل لإرسال طالبي اللجوء إلى رواندا".

والصيف الماضي، قررت الحكومتان الدنماركية والرواندية استكشاف إمكانية إرسال طالبي اللجوء الذين يصلون إلى الدنمارك إلى رواندا.

وفي السياق، لفت هانسن إلى أن أجندة المرشحين للبرلمان تحولت حاليا للتركيز على أزمة الطاقة والتضخم وأزمة الغذاء التي "تصاعدت بشكل كبير في الدنمارك".

اليمين المتطرف يفقد الدعم

هانسن تحدث عن اليمين المتطرف قائلا "يحظى حزب الشعب الدنماركي اليميني المتطرف المناهض للهجرة بتأييد يتراوح بين 2٪ و3٪ فقط، وهذه النسبة تعد انخفاضًا حادًا في معدلات التأييد عن انتخابات عام 2015".

وأضاف أنه عندها "فاز بالمركز الثاني بنسبة 21.08٪ من الأصوات، وحصل على 37 مقعدًا في البرلمان"، وأن خطاب الحزب المناهض للمهاجرين "لم يقنع الناخبين".

وتوافق سفاني، هانسن في الرأي بشأن أن الهجرة لن تكون "على رأس اهتمامات معظم الناخبين" على خلفية الوضع المتردي للاقتصاد، وتابعت: "نحن نتحدث عن المال في هذه الانتخابات".

وتتمسك الكتلة الحمراء اليسارية برئاسة فريدريكسن بحججها التقليدية من أجل "تحقيق رفاهية أكبر"، واستشهد هانسن بملف رواتب الممرضات الذي لايزال متمسكا به تحالف الكتلة الحمراء في حملته وحرصه على منح الممرضات والعاملين في المستشفيات بشكل عام "رواتب أكبر".

وأشار إلى وجود تركيز "ضئيل" على تغير المناخ داخل الكتلة الحمراء.

الكتلة الزرقاء

وعلى صعيد آخر، تحدث هانسن عن تعهد الكتلة الزرقاء المتمثلة في الليبراليين والمحافظين "بخفض الضرائب".

وقال: "لا يبدو أن الأحزاب لديها أجندة واضحة، وهم مستمرون في تغيير أجندتهم، وبالتالي فإن العديد من الناخبين يغيرون أحزابهم أو لا يعرفون من يدعمون".

وأضاف هانسن أن رئيسة الوزراء الحالية، "تحاول إقناع الناخبين والحصول على تأييدهم من خلال تذكيرهم بأنها نجحت في اجتياز جائحة فيروس كورونا وأنها في وضع يمكنها من إدارة التضخم وأزمة الطاقة والأزمة الأوكرانية والوضع الأمني مع روسيا".

من جهتها، أبرزت سفاني أن الانتخابات المرتقبة تدور حول "الثقة"، لافتة إلى أن نحو نصف الشعب الدنماركي "يثق في رئيسة الوزراء الحالية، بينما لا يثق بها أنصار اليمين".

لعبة مفتوحة

ويتوقع هانسن أنه إذا فازت الكتلة الزرقاء، فمن المرجح أن يشكل المعتدلون والمحافظون والليبراليون "كتلة زرقاء تقليدية ليبرالية - محافظة" تشمل راسموسن الذي سيكون لديه "وزارة مهمة لقيادتها".

وقال هانسن أيضا: "أما إذا حصلت الكتلة الحمراء على معظم الأصوات، فإن الحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم سيشكل ائتلافًا مع الحزب الاشتراكي الليبرالي، مما يضمن تشكيل حكومة يسار وسط".

مقابل ذلك أوضح أنه على الرغم من التوليفتين المحتملتين "لا يزال من الممكن أن تسير الأمور بشكل مختلف تمامًا عندما تظهر نتائج الانتخابات".

وتابع: "بغض النظر عمن سيفوز بالأغلبية، ستبقى السياسة في الدنمارك كما هي حيث تميل الأحزاب إلى تشكيل تحالف كبير، عندما يتعلق الأمر بأي تشريع رئيسي".

وفي السياق ذاته، وصفت سفاني السياسة الدنماركية بأنها "لعبة مفتوحة".

#أزمة الطاقة
#الدنمارك
#الهجرة
#اليمين المتطرف
#انتخابات مبكرة
1 year ago