يقع وادي "قيزيل جوقور" في منطقة كبادوكيا التاريخية التابعة لولاية "نوشهر" وسط تركيا، وهو يعتبر أفضل نقطة يمكن من خلالها مشاهدة غروب الشمس في المنطقة، ويستضيف هذا الوادي عشرات الآلاف من السياح الأجانب والمحليين.
وتعتبر منطقة كبادوكيا، من المراكز السياحية الهامة في البلاد بل في العالم، لما تتمتع به من مزارات سياحية ذات شهرة عالمية واسعة، مثل "مداخن الجن"، ووديانها المغلقة بتكوينات صخرية طبيعية، ومدن تحت الأرض، فضلا عن أديرتها التاريخية، وإمكانية القيام بجولات بمناطيد الهواء. لذلك باتت هذه المنطقة مركز جذب للسياح القادمين من مختلف أنحاء العالم.
فالسياح في هذه المنطقة يقومون بالعديد من الأنشطة والفعاليات على مدار اليوم بين الوديان، و"مداخن الجن"، ومع اقتراب الغروب، يختتمون تلك الفعاليات بالتوجه إلى وادي "قيزيل جوقور" في بلدة "أورطه حصار" التابعة لقضاء "أورغوب" بكبادوكيا، ليشاهدوا غروب الشمس التي تنعكس ألوانها عند الغروب على "مداخن الجن" والتكوينات الصخرية التي تملأ المكان.
وفي هذه المنطقة المدرجة على قوائم التراث العالمي لـ"منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "يونسكو"، يتوافد الضيوف على مدخل وادي "قيزيل جوقور" لمشاهدة غروب الشمس، وهم يلتقطون الصور التذكارية للمكان الذي وفد إليه 374 ألفًا و626 شخصًا لمشاهدة غروب الشمس خلال السنوات الخمس الأخيرة.
ووفق بيانات صادرة عن بلدية "أورطه حصار" تابع غروب الشمس بالمنطقة في العام 2015، 60 ألف و290 شخصًا، وفي 2016 تابعه 58 ألفًا و220 شخصاً، و70 ألفًا و317 شخصًا في 2017، والعام الماضي بلغ عددهم 65 ألفًا و553 شخصًا، و120 ألفًا و246 شخصًا خلال الفترة من يناير/كانون الثاني إلى سبتمبر/أيلول من العام الجاري.
وفي حديث للأناضول، قال مصطفى آتش، رئيس بلدية "أورطه حصار" إنهم يقومون بتنظيم العديد من الفعاليات والأنشطة في العديد من الأماكن بالمنطقة من أجل السياح القادمين لكبادوكيا التي تشتهر بمداخن الجن، والتكوينات الطبيعية التي تضفي عليها سحرًا وجمالًا.
ولفت المسؤول المحلي التركي إلى أن "وادي قيزيل جوقور، يستقبل أعدادًا كبيرة من السياح، إذ يعتبر هذا الوادي أفضل نقطة بالمنطقة يمكن من خلالها مشاهدة غروب الشمس بشكل واضح. والتكوينات الصخرية متعددة الألوان بالوادي تكتسي باللون الأحمر عند الغروب ما يضفي على المكان صورة جمالية تبهر السياح وزوار المكان من الأجانب والمحليين".
سائحة إيطالية تدعى، بربره بانغولي، على هامش زيارتها للمنطقة لمشاهدة غروب الشمس، قالت في حديث للأناضول، إنها جابت مناطق كثيرة حول العالم، ولم ترَ من قبل جمالًا كذلك الذي تتمتع به منطقة كبادوكيا.
وتابعت قائلة "المنظر الذي ترسمه الطبيعة في المكان شئ لا يصدق. فالمكان هنا مثير للإعجاب بخلاف المناطق الجغرافية الأخرى التي يمكن أن نراها في أي مكان آخر. فالمنطقة بشكل عام جميلة للغاية. والأروع مشاهدة غروب الشمس في كبادوكيا. ولقد جئت إلى هنا رفقة مجموعة من الأصدقاء، ولقد أعجبنا جميعًا بالمنطقة".
سائحة أخرى سويسرية من أصل تركي تدعى، خديجة غوكتورك، شددت في حديث للأناضول على أن منطقة كبادوكيا بشكل عام تتمتع بمناظر خلابة، مضيفة "فهذه المنطقة تشبه مدن الأساطير، فالأجواء جميلة، لا سيما غروب الشمس في غاية الروعة. لذلك أنا حريصة على التقاط الكثير من الصور التذكارية، وعند عودتي سأطلع أصدقائي عليها ليروا هذا الجمال المذهل".
من جانبه قال جَم غوللو أوغلو، وهو أحد المرشدين السياحيين، إن السياح الذين يتجول بهم في العديد من المناطق الثقافية والطبيعية والتاريخية بالمنطقة، مبهورين للغاية بما تعرضه منطقة كبادوكيا من مناظر ساحرة ليس لها مثيل في أي مكان بالعالم.
ولفت غوللو أوغلو في حديث للأناضول، إلى أن المنطقة تعتبر من حقبة العصر الحجري الحديث، مضيفًا "أما وادي قيزيل جوقور، فيقع في منطقة شهدت من قبل انهيارًا بركانيًا، لذلك يبدو الوادي على شكل حفرة. والصخور هنا أقرب إلى اللون الأحمر، وهذا يرجع إلى أكسدة الحديد. بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الصخور تصبح أكثر حمرة بفعل الحزم الضوئية التي تتشكل عند غروب الشمس ".
واستطرد قائلا "لذلك فإن هذا الوادي يعتبر أفضل نقطة في تركيا يمكن من خلالها مشاهدة غروب الشمس. ومن ثم أحضر الأفواج السياحية التي أرافقها إلى هنا عند غروب الشمس. ولا شك أن ألوان المداخن الجنية والتكوينات الصخرية الموجودة في الوادي، تؤثر على ضيوفنا الأجانب كثيرًا."
