|
مسرحية خيال الظل بين واشنطن وتل أبيب

أصدر الرئيس الأمريكي جو بايدن، في فبراير/شباط من العام الجاري "مذكرة الأمن القومي" التي تحدد الشروط الواجب اتباعها في بيع ونقل الأسلحة الأمريكية إلى دول أجنبية. تتعلق معظم بنود المذكرة باستخدام الأسلحة التي يتم شحنها إلى إسرائيل وفقا للقوانين الأمريكية والاتفاقيات الدولية التي تعهدت الولايات المتحدة بالالتزام بها.

وقد تم إبلاغ إسرائيل بالمذكرة المكونة من أربع صفحات، وقدم وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت التزامًا كتابيًا بالامتثال لشروط المذكرة. وتضمنت المذكرة وقف شحن الأسلحة والذخائر إذا استخدمت الأسلحة الأمريكية في انتهاك لحقوق الإنسان أو القانون الإنساني الدولي. كما تضمنت المذكرة عدم منع المساعدات الإنسانية.

لا تستطيع وسائل الإعلام الأمريكية والغربية التستر على الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين التي ترتكبها إسرائيل. ويطالب اليسار التقدمي والوسطي للديمقراطيين في الكونغرس الأمريكي، إدارة بايدن بتعليق شحنات الأسلحة إلى إسرائيل. هذه المطالبات الموقعة من شخصيات مهمة وكانت معروفة بتأييدها لإسرائيل، تُحرج الرئيس بايدن. يمكننا القول أن معارضة شباب الحزب الديمقراطي- الذين لعبوا دور كبير في الانتخابات، للدعم غير المشروط لإسرائيل، كان لها تأثير كبير في نشر تلك المذكرة.


شكلت ردود الفعل الداخلية والخارجية خطاب "حالة الاتحاد " الذي ألقاه بايدن في السابع من مارس/آذار من العام الجاري. واعترف بايدن بأن أكثر من 30 ألف فلسطيني، بينهم آلاف الأطفال، فقدوا حياتهم. ولفت بايدن إلى أن أكثر من مليوني فلسطيني آخرين يعيشون تحت القصف أو نازحين، حيث دمرت المنازل والأحياء والمدن في حالة خراب.. وعائلات بلا طعام وماء ودواء، واصفا ما يحدث بـالأمر المفجع. رغم هذه الكلمات، إلا أن بايدن لم يطرح في خطابه أي شروط من شأنها إيقاف إسرائيل، حتى أن شحنات الأسلحة لم تتوقف إلى إسرائيل. وواصل المتحدثون باسم بايدن التأكيد على أن الولايات المتحدة لم ترسم خطًا أحمر لإسرائيل ولم تخبر إسرائيل بما يجب أن تفعله. كان موقف بايدن تجاه نتنياهو عبارة عن عتاب وتمنيات. كلمات بايدن الاحتجاجية لم تجعل نتنياهو يغير سلوكه. ولم يؤد امتثال نتنياهو المستمر إلى تغيير في موقف بايدن تجاه إسرائيل.

ومن المشكوك فيه أن بايدن، الذي يعانىي من فقدان سمعته داخليا وخارجيا، سيفي بمتطلبات " مذكرة الأمن القومي " فيما يتعلق باستخدام الأسلحة الأمريكية التي يتم شحنها إلى الخارج. وتتولى وزارة الخارجية الأمريكية مسؤولية مراقبة ما إذا كانت إسرائيل تلتزم ببنود المذكرة. وبحسب المعلومات التي تناقلتها وسائل الإعلام الأميركية، فإن التقارير التي وردت إلى وزارة الخارجية الأمريكية تشير إلى أن إسرائيل لا تتصرف وفق الشروط وأن الإبادة الجماعية تحدث أمام أعين العالم. وأن إسرائيل التي لا تعترف بأي قواعد، تواصل العرقي في غزة مستخدمة القنابل الأمريكية.


ويتعين على وزارة الخارجية الأمريكية أن تقدم تقريرا حول التزام إسرائيل ببنود المذكرة إلى الكونغرس الأمريكي اعتبارا من 8 مايو الجاري. وفي الوقت نفسه، نشر موقع " أكسيوس " الإخباري الأمريكي تقريرا يفيد بأن الولايات المتحدة علقت إرسال شحنات الأسلحة إلى إسرائيل. التقرير الذي كتبه باراك رافيد، جاء نقلا عن اثنين من المسؤولين الإسرائيليين. لكن لم يصدر أي بيان من البيت الأبيض أو البنتاغون أو وزارة الخارجية بشأن هذه التقارير.

وأفاد تقرير، نقلا عن متحدثين باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، أنه لا يوجد تغيير في الدعم العسكري الذي تقدمه إدارة بايدن لإسرائيل. وجاء في التقارير المنشورة في إسرائيل أن إرسال شحنات الأسلحة ستستمر. ولم يصدر أي بيان مباشر من بايدن أو نتنياهو حتى هذه اللحظة. يستعد الجيش الإسرائيلي لدخول مدينة رفح. في المقابل، لا تؤيد إدارة بايدن تنفيذ عملية في رفح.

الجامعات الأميركية ما زالت تنتفض في تظاهرات مناهضة لإسرائيل وإدارة بايدن. ومن الممكن أن تمتد الاحتجاجات إلى خارج الحرم الجامعي. ويلعب بايدن الذي يستعد لانتخابات تشرين الثاني/نوفمبر، على الوقت لتهدئة ردود الفعل. تجري مسرحية خيال الظل كاراكوز - عيواظ بين واشنطن وتل أبيب. وما حدث بالفعل سوف يُفهم بشكل أوضح أثناء التقرير الذي ستقدمه وزارة الخارجية الأمريكية إلى الكونغرس الأمريكي في الثامن من مايو المقبل.

#بايدن
#رفح
#غزة
#مذكرة الأمن القومي الأمريكي
#إسرائيل
#عملية رفح
1 شهر قبل
مسرحية خيال الظل بين واشنطن وتل أبيب
مرآة غزة دمرت كل الألاعيب وجعلت أبناء الغرب ينتفضون
ما الذي جعل إسبانيا وأيرلندا والنرويج تتقدم خطوة إلى الأمام؟
هذا مقال تمرد: توقفوا عن تسميتهم بالدول الإسلامية
نداء إلى من يبحثون عن مليارَي مسلم وغزة تحترق
هل ستشهد إسرائيل عامها المئة؟