|
ليست بي كا كا وأمريكا فحسب، بل أيضًا الأميرَ ابنَ سلمان، وابنَ زايد هزمتُما في عفرين

لا تتعرض تركيا لحصار فقط من شمال شرقيّ سوريا عبر نطاق الإرهاب الذي يسعون لتشكيله في تلك المنطقة، كما أنه لا تحاصر من خلال مخططات الاحتلال متعددة الجنسيات ذات الطابع الإرهابيّ التي تنفذها الولايات المتحدة بالتعاون مع بي كا كا/ب ي د، بل إن هناك محاولة للسيطرة على تركيا من خلال محور جديد من الجنوب والغرب.

نحن أمام محاولة لإيقاف تركيا من خلال "محور" جديد تخطط له كل من الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات والسعودية ومصر، ويخدمه وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وولي العهد الإماراتي الأمير محمد بن زايد.

لقد فشلت بشكل كبير عملية الحصار التي أقدموا عليها من ناحية شمال سوريا والعراق وفرض خريطة حامية متعددة الجنسيات التي أطلقنا عليها اسم "ممر الإرهاب" بفضل عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون. فعلى أقل تقدير تمت السيطرة على بوابة هذه الممر المطلة على البحر المتوسط؛ إذ أغلقت بوابته الغربية. لقد كانت استفتاء شمال العراق جزءا من هذا المخطط، لكنه أُفشل هو كذلك.

وبهذه الطريقة أعلنّا للعالم بأسره أنه لا يمكن تنفيذ أي مخطط يستهدف تركيا ويهددها على طول الحزام الممتد من البحر المتوسط إلى حدود إيران، وأننا قادرون على إفشال كل هذه التهديدات، لتبقى خريطة تركيا المقسمة بين أيديهم دون تنفيذ.

عمليات جديدة تالية لعملية عفرين

لقد برهنت عملية غصن الزيتون في عفرين على أننا قادرون على مكافحة التهديدات التي تستهدف تركيا، وأثبتنا لجميع الدول الغربية ودول المنطقة التي تتحرّك معها؛ أنه من المستحيل رسم خريطة المنطقة دون تركيا عن طريق نبذها وإزعاجها.

ستُستَهدف منبج ثم عين العرب وتل الأبيض في شرقيّ الفرات، وسنجار في العراق، بعمليات جديدة لتوجه ضربة قاصمة تشلّ هذا الحزام بالكامل. ولقد بدأ هذا في منطقة العراق. ستتم تصفية التنظيمات والعناصر الإرهابية المستغلة لضربنا، وأما القوى متعددة الجنسيّات التي تقف ورائها فستتلقى الضربة القاضية الأساسية.

لن تتراجع تركيا أبدًا

لا شك أن هذا الهدف هو مخطط استراتيجي تسعى لتركيا لتنفيذه في القرن الحادي والعشرين دون أدنى تراجع أو تردد. فبغض النظر عمن نواجه، سواء الولايات المتحدة أو إسرائيل أو ائتلاف مكون من جميع الدول الغربية، يجب أن يحدث هذا لو كانت تركيا تريد الوقوف على قدميها في القرن الحادي والعشرين، وأن تكون دولة متقدمة وأن تكتب تاريخ صعودها من جديد.

لا يمكن أن نسمح لأي أحد أو قوة بأن تغلق حدودنا الجنوبية على طولها، ولا يمكن أن نغض الطرف عن محاولة حبس تركيا داخل الأناضول من جديد. ذلك أن هذا يعتبر انتحارًا بالنسبة لتركيا وشعبنا وطموحاتنا التاريخية وتقليدنا السياسي. ولقد حدّدنا هدفنا الأمني من أجل المضيّ قدمًا.

إنهم ينفذون مخطط حصار جديد

لا يمكن لأي جدال أو اقتراح أو عرض أو مشروع أن يقف في وجهنا بعدما حددنا هذا الهدف. لقد ولت عهود مراوغة تركيا. لأن أنقرة تقوم للمرة الأولى وبطريقة قوية للغاية بتحديد قيمها الاستراتيجية والتهديدات التي تحدق بها، لتنجح في رسم خريطة طريقها بنفسها.

بيد أن "حزام الإرهاب" الذي خططت له إسرائيل ونفذته أمريكا واستخدم فيها بي كا كا/ب ي د كعنصر من الباطن، يعتبر حصارًا وتهديدًا قريبا، لأنه يقع عند حدودنا تماما. إنهم يعملون الآن على تنفيذ حصار ثان أكثر اتساعًا. كما أن هناك محورا أمريكيا معاديا لتركيا يتم إنشاؤه من خلال الإمارات والسعودية وإسرائيل ومصر، بل إنه أنشئ بالفعل.

العزل والإيقاف وبناء جدار مع العالم العربي

إن تركيا هي الهدف الأساسي لهذه الجبهة، وإن روجوا في الظاهر لفكرة أنها جبهة معادية لإيران. لقد بدأوا فترة تنفيذ عملية دولية تحمل عنوان "إيقاف تركيا". وهم الذين يدعمون داعش، ويسلحون بي كا كا ويدعمونه، وهم كذلك الذين سلموا مفاتيح المنطقة بأسرها إلى أمريكا وإسرائيل.

سيتوجب على تركيا بعد أن تقضي على هذا التهديد القريب أن تكافح هذا "المحور" الذي في الجنوب. ذلك أنهم يخططون لقطع علاقة تركيا بجميع دول المنطقة من أجل عزلها وبناء جدران سميكة بينها وبين الدول العربية وسائر بلدان الإقليم.

بن زايد وبن سلمان: لقد هزمتما في عفرين

ثمة علاقة وثيقة بين ممر الإرهاب وهذا المحور. ذلك أن ممر الإرهاب تم إنشاؤه من أجل تحقيق هدف هذا المحور. فإذا كان هدفهم الأساسي هو قطع علاقة الأناضول بالمنطقة وعلاقة تركيا بالعالم العربي وتشكيل منطقة خالية من السكان بين تركيا والدول العربية، فإن ممر الإرهاب هو أول خطوة عملية لهذا الهدف.

ولهذا السبب فإن عملية عفرين تعتبر بمثابة أفضل رد على هذا الحزام، وهي دفاع ضد المحور المذكور، كما أنها دفاع عن الوطن، وكذلك تطهير للإرهاب ورد فعلي دفاعي عن تركيا والمنطقة بأسرها في مواجهة يحاصروننا من ناحية الجنوب.

وإذا فكرنا بأن الأمير محمد بن سلمان والأمير محمد بن زايد هما اللذان ينفذان عملية تسليم المنطقة بأملها إلى أمريكا وإسرائيل، فإن ما تفعله تركيا يعتبر خطوة قوية للغاية في سبيل إنقاذ المنطقة.

وعليه، فلم تهزم أمريكا وإسرائيل فقط في عفرين، بل هزم كذلك بن سلمان وبن زايد اللذان منيت أكبر مناقصة حصلا عليها من أمريكا وإسرائيل بخسارة كبيرة. لكن عندما ينهار المخطط بالكامل في المنطقة الممتدة حتى حدود إيران، ستكون هذه المناقصة قد فشلت تماما.

ستحاسب تركيا بن زايد على هذه الإساءات

لكن دعونا نقول إن تسليح بن زايد لداعش وبي كا كا وتشجيعه لهما لمهاجمة تركيا ودعمه لممر الإرهاب في شمال سوريا، يعتبر خيانة كبرى لتركيا والمنطقة، ولا شك أنه سيحين اليوم الذي سيدفع فيه ثمن خيانته وإساءته. هذا فضلا عن أن هناك متابعة حثيثة للمخططات التي يرسمها هذا المسيء لتنفيذ عمليات داخل تركيا.

سيرى بن زايد قريبا أنه لن يستطيع الوصول إلى أي شيء بدعم أمريكا وتخطيط إسرائيل، وأنه لن يستطيع التغلب على مقاومة المنطقة، وأنه سيفشل في الإضرار بتركيا من خلال هذه الطرق. وثمة احتمال قوي للغاية أن يدفع بن زايد وبن سلمان ثمن بيعهما للمنطقة من خلال حكمهما وتدمير بلديهما.

زعيمان يقودان الموجة الاستعمارية الحديثة ولورانس اليوم

سيرى الجميع أن هذين الزعيمين يقودان الموجة الاستعمارية الحديثة، وأنهما يتوليان مهمة التنفيذ الموجه لمخططات الاستعمار الغربي الجديدة. سيشهد الجميع على مساوماتهما القذرة وخياناتهما وخزيهما وما فعلاه لشعبيهما وبلديهما.

لا ريب أننا جميعا سنرى كيف سيدفع بن زايد، الذي يرتدي عباءة لورانس العرب، الثمن غاليا لتنفيذه المخطط الأمريكي-الإنجليزي-الإسرائيلي الرامي لإسقاط أردوغان وإيقاف تقدم تركيا.

إنكم لن تستطيعوا إيقاف تركيا بهذه الألاعيب والعمليات الداخلية ومخططات الحصار. عودوا إلى رشدكم. اقرأوا القليل من التاريخ، تعلموا ماذا يعني إعادة إنشاء المنطقة، ارجعوا بتاريخ الشرق الأوسط إلى ألف عام مضت.

سيذكركم التاريخ بالعمالة، إلى اللقاء في شرق الفرات

سترون أن التاريخ لن يكتب والمنطقة لن يعاد رسم ملامحها من خلال العمالة لقوى كبرى. لنفترض أنكم لا تعرفون شيئا من التاريخ، فانظروا فقط إلى عفرين وكيف ذهبت المخططات الخبيثة التي نفذتموها هناك بالتخفي وراء بي كا كا وداعش أدراج الرياح. عودوا إلى رشدكم.

سنتقابل مجددا في شرق الفرات، وفي شمال العراق. إن لم تكونوا قد تعلمتم الدرس في عفرين، فحينها ستتعلمون الدرس، وسترون حقا ماذا يعني أن تكونوا أدوات تستغلها أمريكا وإسرائيل من أجل الاحتلال، أن تختبئوا خلف تنظيمات إرهابية، أن تخططوا للجرائم والأعمال التخريبية، أن ترتكبوا جرائم بحق دول كتركيا وتضروا بأمنها الداخلي وتخططوا للألاعيب بدعم من عملائكم بالداخل.

نتحدث دائما عن بي كا كا/ب ي د وعن المخططات الأمريكية والإسرائيلية، لكن هناك البعض يهاجمون تركيا من خلال محمد بن زايد ومحمد بن سلمان الذي لا يخرج عن فلكه أبدا.

إننا ندرك كل ما يحدث، وإنهم سيتعرضون في كل خطوة لهزيمة كالتي منوا بها في عفرين، سترون هذا لا محالة.

#قراغول
#تركيا
#عفرين
6 yıl önce
ليست بي كا كا وأمريكا فحسب، بل أيضًا الأميرَ ابنَ سلمان، وابنَ زايد هزمتُما في عفرين
الخنازير لا تتغذى على الكتب المقدسة
لا مفر من حرب عالمية
مئتا يوم من وحشية العالم المنافق
العلاقات التركية العراقية.. خطوة نحو آفاق جديدة
الصراع ليس بين إسرائيل وإيران بل في غزة حيث تحدث إبادة جماعية