|
حان وقت أشرس مقاومة من أجل "الوطن" والمنطقة.ألم نكن نستعد لهذا اليوم منذ سنوات؟!

اليوم يوم العيد... اليوم يوم "التضحية". اليوم يوم القدرة على التضحية ببعض الأشياء في حياتكم، يوم التساؤل ومحاسبة النفس بشأن ما يمكننا التضحية به من هذه الدنيا..

اليوم يوم إعادة التفكير بما هو حقا ذي قيمة عالية وما يضللنا، يوم إعادة تأسيس محور حياتنا. إنه يوم اختبار عقلنا وذهننا وضميرنا وقلبنا، يوم تذكر سيدنا إبراهيم الذي خضع لأصعب اختبار يمكن أن يخضع له بشر حتى نعرف إلى أي مدى يمكننا أن نتحمل من الصعوبة التي تحملها خليل الرحمن..

لقد جئنا من قرى صغيرة في الأناضول، فواجها الفقر والحرمان والوحدة في كثير من الأحيان بصفتنا أبناء آباء وأمهات لا يحملون أي طموح سوى أن يصبحوا بشرا حقيقيين ويصمدوا في مواجهة الصعاب ويكونوا مسلمين ويتركوا شيئا لأبنائهم ويخصصوا لهم ما كسبته أيديهم الجافة والقوية.

لقد انطلقنا متحصنين بدعاء الأمهات الجاهلات من اللواتي يقمن الليل تهجدا لله، واستطعنا أن نصمد بفضل تلك الأدعية المخلصة التي دعوتم بها وأنتم تطوفون بالكعبة المشرفة.

لقد مرت السنوات.. ودائما ما كافحنا. سرنا في الطريق حينا بحماسة، وحينا بحزن، وحينا باستياء، وحينا آخر بغضب كبير. لم يكن الطمع من خصالنا أبدا، لم نكن محدثي نعمة، بل أعطينا الأهمية دائما للقناعة والوفاء والكفاح جنبا إلى جنب.

كنا نعلم أننا سنعيد في أحد الأيام ما قدمه إلينا هذا الوطن وهذا البلد وهذه الأرض، أننا سنكشف عن ذلك الوفاء والتضحية، أننا سنواجه ذلك الاختبار.

أدركنا بعد مرور السنين أننا صرنا "الأغنى" في العالم بما جمعناه من أكبر رؤوس أمواله: أننا تسلحنا بالوعي والهوية وحب الوطن والحنين إلى هذا البلد، تسلحنا بحماسة كفاح لا تنضب، أصبحنا قادرين على مجابهة العالم بأسره.

لم يكن هذا كله محسوبا أو مخطط له، بل كان قدرا دُربنا وأُعددنا على مدار سنين لنكون جزءا لا يتجزأ منه.

فإذا كنتم عندما تقال كلمة وطن ترتجفون من داخلكم وتملأ الدموع أعينكم ويتملككم الشوق ليشعل مشاعركم ويمنعكم النوم، فهذا يعني أنكم تسددون دينكم لهذه الأرض والتاريخ وأنفسكم وماضيكم ودينكم، يعني أنكم مستعدون للتضحية بأرواحكم عند اللزوم، يعني أنكم توفون الشهداء حقهم عليكم.

وحينئذ تتلاشى أهمية ما تعتقدون أنكم تمتلكونه ويحمل قيمة كبيرة، كما تفقدون معنى طموحاتكم ومساعيكم وتهوركم لترتقوا كالطود العظيم فوق هذه الأرض.

لا تلقوا بالا للغدر والخيانة، لا تهتموا بمن أعمتهم أطماعهم أو من ظنوا أن الدنيا ستبقى لهم أو حتى من استغلوا الإسلام ليكون غطاء لتصرفاتهم القذرة والمقززة. لقد أصبحتم أنتم كذلك جبهة كفاح مستمر منذ مئات السنين، كفاح عظيم بدأ من جديد اليوم.

لقد كان هذا المكان هو المكان الذي نريد الوصول إليه ويريدون أن نصل إليه، كما كان انقطاعنا عن تلك القوى الصغيرة ومجيئنا إلى هنا والطرق الذي سرناه والمكان الذي وصلنا إليه والهوية التي امتلكناها كل ذلك كان يخدم هذا الغرض.

فإذا كان الأمر كذلك، فهناك كفاح كبير ينادينا. فتركيا، هذا البلد والوطن، تواجه هجمات دولية متتالية لتقدم نموذجا استثنائيا من نماذج المقاومة. إنهم يريدون تركيعها بالإرهاب والحرب الأهلية والحصار الاقتصادي. فنحن نواجه جبهة كبرى تسعى لإعادة أسر تركيا وتركيعها وتقليص قدراتها.

لقد شكلنا جبهة مقاومة في غاية القوة ضد هذه الجبهة بعدما حركنا الجينات السياسية التي يعود تاريخها إلى مئات السنين. فنحن لم نعد نقاوم من أجل تركيا فحسب، بل صرنا نكافح من أجل المنطقة بأكملها. لقد أصبح هناك ما يسمى "محور تركيا"، وهو محور يتضمن خط "مقاومة شرسة" على المستوى العالمي.

لقد نجحنا على مدار الألف عام الماضية في إيجاد طريق للنهوض بالمنطقة عبر الأناضول، وسننجح في ذلك هذه المرة أيضا.

لقد صنعنا تاريخ صعود عظيم جديد بعد كل كبوة ألمت بنا، وسنصنعه كذلك هذه المرة.

لم نصنع التاريخ ونحن ننحني أو نتوسل أو نطل الرحمة، وهو ما سنفعله هذه المرة كذلك.

لقد غيرنا في كثير من المرات معادلة القوى العالمي من هذه الأرض، وسنغيرها كذلك مرة أخرى.

لقد دافعنا عن هذه "القلعة الأخيرة" دائما بمقاومة شرسة، وهكذا أيضا سنفعل هذه المرة.

احكموا قبضاتكم، حافظوا على غضبكم، ولتكن أرجلكم قوية في مكانها، استعدوا لما سيحدث..

نحن أمام موجة جديدة من موجات الهجوم، فأشرس عهود المقاومة على وشك أن تبدأ بالنسبة لنا.

لقد كنا نعلم هذا، كنا نعلم أن إحياء هذه الأرض لن يحدث دون تصفية الحسابات هذه. ألم نكن نستعد من أجل هذا؟!

فإذا كان الأمر كذلك، فنحن جاهزون..

أهنئ جميع الأصدقاء والأحباب بعيد الأضحى المبارك

#الوطن
#الأضحى المبارك
#الأحباب
٪d سنوات قبل
حان وقت أشرس مقاومة من أجل "الوطن" والمنطقة.ألم نكن نستعد لهذا اليوم منذ سنوات؟!
انهيار مشروع الإرهاب التوسعي
الخنازير لا تتغذى على الكتب المقدسة
لا مفر من حرب عالمية
مئتا يوم من وحشية العالم المنافق
العلاقات التركية العراقية.. خطوة نحو آفاق جديدة