|
كنا بحاجة إلى ياوز والقانوني فأنعم الله به على الأناضول ما كنتم لتستهدفوا تركيا وقعتم في أكبر خطأ في حساباتكم نحن شعب يعلم أصدقاءه وأعداءه ولا ينساهم أبدا يعادونا ليوقفونا لكن وقوفنا صار يعني الانتحار..

لقد عاد التاريخ والقوة الإقليمية والجينات السياسية التي ترسم ملامح هذه المنطقة منذ مئات السنين. كما استقرت القوة والعقلية والرحمة والقيادة مجددا في مكانها الأصلي.

لقد أطلقنا مخططنا الكبير الذي ظنوا أنهم قضوا عليه بالحرب العالمية الأولى، لننزل من على الأرفف كل الطموحات والأفكار والذكريات.

إننا شعب عظيم ومنطقة كبيرة

عن أي شيء تتحدثون؟!

لقد عشنا كل هذه الأمور في اليمن والقناة وفلسطين وكل شبر من أرض البلقان وصاريقاميش والقوقاز والشرق والغرب وكل قرى وبلدات الجنوب.

فماذا تسردون علينا في ظل وجود ذاكرة كهذه؟ وما لديكم لتعلمونا إياه؟

إننا أتراك وعرب وأكراد وأرناؤوط وبوشناق وشركس وشيشانيون..

إننا أبناء تركيا والعراق وسوريا وكل مكان من السودان حتى سوريا، إننا منطقة جغرافية مشتركة تصل حتى أعماق آسيا.

كنتم ستركّعوننا وتصغّروننا، أحق هذا؟

كنتم ترغبون في تلقيننا الدرس بواسطة قتلة تنظيمات إرهابية مثل داعش وبي كا كا وفرق "الجوركا" مثل تنظيم غولن الإرهابي لتطردونا خارج سياق التاريخ، أحق هذا؟!

كنتم تريدون تفريغ المنطقة من حولنا لتشعلوا النيران بها ومن ثم تحاصرونا، أحق هذا؟!

كنتم تخططون لتشكيل التحالفات في الداخل والجبهات في الخارج لتجبرونا على أن نركع، أحق هذا؟!

كنتم تطمحون لتضليل العقول بالمؤامرات ونشر العمى السياسي لتصيبونا بالغباء، أحق هذا؟!

وكنا لن نفهم كل هذا ونسمح لكم باستصغار تركيا، أحق هذا؟!

لقد فشلتم في الحساب هذه المرة

ما كنتم لتستهدفوا تركيا

ألم تطالعوا التاريخ السياسي أبدا؟!

لقد انهار الآن ذلك المخطط الذي تواصلون وضعه خطوة بخطوة منذ ثلاثة عقود، منذ حرب الخليج الثانية عام 1991. لقد احتللتم العراق وأشعلتم فتيل الحرب في سوريا وكانت الأمور تسير على ما يرام. حان الدور على تركيا؛ إذ كنتم ستشكلون "جبهة تركيا". كنتم تعملون على إقامة جبهة وجدار فاصل من إيران شرقا إلى البحر المتوسط غربا، وكنتم ستتحركون بعدها لتمزقوا أراضي دولة ثالثة.

لكنكم أخطأتم في الحسابات؛ إذ ما كان لكم أن تفعلوا هذا، وما كنتم لتستهدفوا تركيا وتهددونها، وكان عليكم الرجوع والنظر قليلا إلى التاريخ.

لقد اختلط عليكم الأمر وظننتم أن تركيا تشبه الآخرين. لقد وقعتم في خطأ كبير في حساباتكم، لتروا أن الأمر سار على هذا النحو وفشلتم في تنفيذ مخططكم قبل أن تقدموا على تنفيذه أصلا.

نحن شعب يعلم أصدقاءه وأعداءه ولا ينساهم أبدا

لقد فشلت كل حساباتكم منذ أن شكّلتم بي كا كا وأشعلتم فتيل الحرب في سوريا إلى اليوم، لتسير الرياح في عكس الاتجاه، ذلك أن التاريخ بدأ يسير في عكس الاتجاه، لكنكم عجزتم عن إدراك ذلك.

إننا اليوم نواجه كل من وقف ضدنا في جاناق قلعة وحرب الاستقلال ومن مزّق المنطقة عقب سقوط الدولة العثمانية.

نحن شعب يعلم أصدقاءه وأعداءه ولا ينساهم أبدا. وها نحن نختبر الأمر مجددا، فلم نندهش أو نقلق أو نحمل مشاعر خوف، بل تحركنا ونحن نعلم هذا جيدا.

أمريكا راعية الإرهاب

أوروبا موزعة الأدوار

الأنظمة العربية بقيّة الحقبة الاستعمارية تبيع القدس

إن الذين يمتلئ تاريخهم بالمجازر والمذابح يبادرون إلى تلقيينا الدروس دون حياء.

كانت تركيا تخوض معركة شرسة مع الولايات المتحدة راعية الإرهاب العالمي وفرنسا وألمانيا موزعتي الأدوار على التنظيمات الإرهابية وإسرائيل الدولة العنصرية التي لها يد في كل الأعمال القذرة في المنطقة وبريطانيا التي لا تبخل بتقديم خبرتها الإمبريالية لخدمة هذه الحرب.

كانوا يتخفون وراء التنظيمات الإرهابية ليوجهوا الضربات إلى بلدنا وشعبنا.

وكانت الأنظمة العربية، التي يتحكمون بها كالدمى بين أيديهم، والتي تعتبر بقيّة الحقبة الاستعمارية، تمول هذه الحرب. لقد باع النظامان السعودي والإماراتي القدس إلى إسرائيل، وبل وصلت الوقاحة بولي عهدي الدولتين بن سلمان وبن زايد ليخاطبا اليهود بقولهما "احكموا مكة أيضا، فيكفينا أن تحمونا"، كما دخلا في معركة ضد تركيا في شمال سوريا.

إن منظمة بي كا كا الإرهابية هي الولايات المتحدة نفسها، ذلك أن واشنطن هي راعية الإرهاب حول العالم. فالإرهاب هو فرنسا وألمانيا وإسرائيل، فهم رعاته في كل زمان ومكان. وإن من استهدفنا على مدار عقود ليس الإرهاب بل تلك الدول التي أسقطت أسلحتها الآلاف من أبنائنا شهداء.

فهل يظنون أننا أغبياء؟!

كانوا سيضربون تركيا

فهل كنا سنطأطئ رؤوسنا ونستسلم؟

كانوا يتعاونون معا لتشكيل جيوش من الإرهابيين على طول حدودنا ليعدوا العدة لمعركة كبرى؛ إذ كانوا يجهزون أنفسهم ليضربونا للمرة الثانية بعد الحرب العالمية الأولى.

كانوا يخدعونا بقضية مكافحة الإرهاب، وكانوا يستهدفونا بواسطة الإرهاب، كما كانوا يشيدون جدران سميكة لمئات الكيلومترات بين تركيا وسوريا.

فماذا كنا سنفعل؟ ماذا لدولة أن تفعل في هذه الحالة؟

هل كنا سنستسلم؟ هل كنا سنرضى بذلك؟ هل كنا سنطأطئ رؤوسنا لنرضى بالمصير الذي وضوعوه لنا؟ هل كنا سنقف لنتفرج على تجهيزات الحرب التي بدأت تكبر أمام أعيننا؟

كل دولة تعارض عملية نبع السلام هي راعية للإرهاب

ولهذا أنتِ الهدف يا تركيا..

إن كل دولة تضغط على تركيا اليوم وتعارض عملية نبع السلام وتحاول إيقاف تركيا هي دولة داعمة لتنظيمات الإرهابية وتقف خلف بي كا كا وداعش.

وكل دولة تعارض مكافحة تركيا للإرهاب ومساعيها للدفاع عن نفسها هي دولة تخوض حربا مستترة ضد تركيا، فكل هجوم ينفذه عناصر بي كا كا هو هجوم من جانب تلك الدول.

لسنا نواجه تنظيمات إرهابية فقط، بل ثمة جبهة دولية تقف خلف تلك التنظيمات، فنحن ندافع عن وطننا ضد هؤلاء وليس ضد الإرهاب، ندافع عن أرضنا حتى لو تصل هذه الحرب حتى قهرمان مرعش وسيواس وسائر مدن قلب الأناضول.

ليس لدينا أي شيء نشرحه لهم، فهم يعلمون كل شيء، لا يفعلون شيئا سوى أنهم يعادون تركيا، فهم يفعلون كل شيء عن قصد وعمد. ولهذا السبب فأنتِ هدفهم يا تركيا..

لن نتوقف أبدا

تراجعنا يعني الانتحار

كانوا سيقيمون دولة "إسرائيل ثانية" في المنطقة الممتدة من حدود إيران شرقا إلى البحر المتوسط غربا، وهي المنطقة التي كانوا سيستغلونها للهجوم على تركيا وسائر دول المنطقة لسنوات في المستقبل. ولهذا فقد انطلقنا من أجل إفشال هذه المؤامرة الكبرى التي لم تكن تستهدف بلدنا وحسب، بل والمنطقة كلها.

لن نتوقف أبدا، لأننا لو توقفنا سننتهي. سنتحمل كل المصاعب وسننجح في ذلك، سنحمي الأناضول وكل أراضي تركيا.

أقولها مجددا: إن كل دولة وزعيم ينادي بوقف إطلاق النار ووقف هذا التدخل يحمي بي كا كا ويحتمي خلفها ليضرب تركيا.

لن نتراجع مطلقا، ذلك أننا لو رجعنا فلن نستطيع التقدم مجددا، بل حتى لن نستطيع النهوض والوقوف على أقدامنا وخوض هذه المقاومة.

كنا بحاجة إلى ياوز والقانوني

فأنعم الله به على الأناضول والمنطقة كلها

إن التاريخ يصنع باتخاذ القرارات الصعبة والمصيرية، كما تحمى المنطقة من خلال القرارات الحاسمة ودفع الثمن غاليا، وهو ما فعله السلاجقة والعثمانيون.

لقد عاد التاريخ والجينات السياسية، وحان وقف قلب الطاولة في وجه من جاءونا وبأيديهم مسودات الخرائط، لأننا لن نعيش مجددا ما عشناه مطلع القرن الماضي.

لقد بدأ عهد الصعود بالنسبة لتركيا، وكنا بحاجة في هذا الوقت تحديدا لقائم يشبه السلطان ياوز سليم وسليمان القانوني، فمنّ الله علينا بذلك، أنعم به على الأناضول والمنطقة بأسرها. وهذا هو ردنا على تلك الخرائط التي جاءوا بها.

ولهذا أدعوكم لوضع تلك الملفات أسفل مقاعدكم لنرى ماذا سيحدث... ولا تنسوا أبدا أننا لم نبدأ إلا قبل قليل.

#إبراهيم قراغول
#نبع السلام
5 yıl önce
كنا بحاجة إلى ياوز والقانوني فأنعم الله به على الأناضول ما كنتم لتستهدفوا تركيا وقعتم في أكبر خطأ في حساباتكم نحن شعب يعلم أصدقاءه وأعداءه ولا ينساهم أبدا يعادونا ليوقفونا لكن وقوفنا صار يعني الانتحار..
الخنازير لا تتغذى على الكتب المقدسة
لا مفر من حرب عالمية
مئتا يوم من وحشية العالم المنافق
العلاقات التركية العراقية.. خطوة نحو آفاق جديدة
الصراع ليس بين إسرائيل وإيران بل في غزة حيث تحدث إبادة جماعية