|
​ جُنّ جنونهم في البحر الأسود وكذلك سيحدث لهم في البحر المتوسط. انهرنا قبل قرن عندما زادت قوتهم والآن ينهارون ونحن نقوى. من حشدوا الجيوش في الجنوب والغرب! شعب يجنّ لدرجة الانتحار

ستتشكل ميول تركيا السياسية الداخلية والميول السياسية للمنطقة والميول السياسية الدولية والتعبئات الاجتماعية وفق العواصف الكبرى أو البشريات الكبرى أو الانتصارات الكبرى أو الهزائم الكبرى.

فالعالم الآن أصبح ساحة يتداخل بها الخيال والواقع، وهو ما يدفع المجتمعات لاتخاذ مواضعها وفق موجات الصدمات التي ستحدث لتشكل عالم المستقبل. فنحن اليوم قد بدأنا – في الحقيقة – أن نعيش عالم المستقبل.

لم يعد هناك "الحلم الأمريكي أو الأوروبي"

لقد ولى عهد اللغة السياسية الدعائية المبالغ فيها والقاسية التي تبنتها الولايات المتحدة عقب الحرب العالمية الثانية. فلم يعد لدى أحد "الحلم الأمريكي" أو الإيمان بالقيم الأوروبية المشتركة. فالعيش في الولايات المتحدة أو التصرف كالأوروبيين لم يعد يعني شيئًا بالنسبة للجماهير في كل مكان في العالم، فقد ولى عهد "الغبطة" ولم يعد لدى أحد أي أمل ليصبح القرن الحادي والعشرين هو الخسارة الأكبر في تاريخ الغرب.

ذلك أنّ القوة والثراء والموارد البشرية ورفاهية العيش والتكنولوجيا ورأس المال لم يعد حكرًا على الغرب بل انتشر في مناطق ودول وأقاليم أخرى ليشكل مجالات جذب جديدة.

الغرب يخسر احتكاره للقوة في شتى المجالات
الحضارة الغربية ليست متفوقة!

لقد تخلصت الأمم والثقافات من القالب المحفوظ القائم على عبارات من قبيل "الحضارة الغربية متفوقة" و"قوة الغرب وطريقته في العيش تفوق كل شيء" و"الغرب هو المسيطر"، لتتخلى عن فكرة تبني القيم وفق تفوق الغرب.

لقد ظهرت مساحات مهمة للغاية في مجال القوة والثروة والمعيشة، كما لم يعد هناك حدّ للتكنولوجيا والمعرفة، ليخسر الغرب احتكاره للقوة التي منحتها له هذه الإمكانيات والأنظمة السياسية والاقتصادية.

لم يعد بعد اليوم أحد قادرًا على إقامة عالم قائم على الحرية والديمقراطية وتعدد الثقافات. فهناك تصفية حسابات شرسة من خلال موارد القوة والطاقة، وهذا وحده ما صار يحدد دوافع الدول والمجتمعات للتحرك.

صعود دول وهبوط أخرى

لم يشهد تاريخ البشرية تسارعًا للأحداث لهذا الحد قبل ذلك، كما لم يتسع نطاق التكنولوجيا والمعرفة لهذا القدر في أيّ وقت مضى. فهذه هي التطورات التي سترسم كل أمة وفقها قوتها وحضارتها وثقافتها وحدودها الجغرافية وتصورها للوطن وكذلك طموحاتها.

وعندما يكون الأمر كذلك فإنّ بعض الدول والمجتمعات والأمم تعيش طفرة استثنائية في حين أنّ هناك عددًا كبيرًا من الدول التي يعتقد الناس أنّ لديها قدرات وثروات خارقة تعيش حالة من الانسحاب الغريب من على الساحة. وهو ما سيكون تغيرًا لم نشهده منذ قرون.

ليس أمامنا خيار سوى الطموحات وتصفية الحسابات الكبرى

تواجه تركيا اليوم هذه العاصفة التي يرتبط كلا جانبيها الجيد والسيئ بهذه الاستثنائية، كما يرتبط بذلك رغبة أعدائها في حصارها من جميع حدودها وسائر أراضي المنطقة ومحاولتهم إضعافها من الداخل.

ليس أمامنا أي خيار سوى حمل الطموحات الكبرى وخوض تصفية الحسابات العظمى. فنحن نتعرض لهجمات من الاتجاهات كافة لأن لدينا هكذا طموحات ونحمل هذه الجينات السياسية.

ترى في الخارج دولًا متعادية فيما بينها تتحد ضد تركيا، وفي الداخل تجد تيارات سياسية عمرها ما كانت لتجتمع تحت مظلة واحدة لولا هذا الغرض. لكن كل ذلك لا يفيد بشيء، فهم عاجزون عن إيقاف تقدم تركيا والسيطرة عليها وتركيعها كما كانوا يفعلون في الماضي.

ذلك أنّ تركيا تتحرك من خلال إدراكها الجغرافي الذي يرجع لمئات السنين وعقلتيها في إدارة الدولة التي يرجع تاريخها لآلاف السنين وموقفها الديناميكي للغاية من التغيير الذي تشهده خريطة القوى الدولية. كما أنها تستثمر في قفزة قوية واستثنائية بعدما لم يعد امتلاك الحق كافيًا لهذا الأمر.

جن جنونهم في البحر الأسود وكذلك سيحدث لهم في البحر الأبيض

والآن اكتشفا حقلًا من الغاز الطبيعي في البحر الأسود، وهو ما يعتبر البداية فحسب؛ إذ سيتوالى بعد ذلك فتح الباب أمام ثروات ضخمة والكشف عن موارد أكثر وأكبر، ولهذا فقد جن جنونهم. وسيزيد جنونهم كذلك عند الكشف عن موارد الطاقة المكتشفة في البحر الأبيض.

لقد بدأ جميع القوى "الناهبة" في التدفق على هاتين المنطقتين، كما بدأت تهاجم تركيا مجدّدًا بعد قرن من الزمان في محاولة لحصارها وعزلها إقليميا وشل حركتها، فأخذوا يقيمون التحالفات ويشنون الهجمات لتحقيق هذا الهدف.

لقد جاءت فرنسا وامريكا وسائر دول أوروبا والإمارات واليونان وبعض الدول العربية وإسرائيل ليتمركزوا جميعًا حول تركيا. ولن ينسى الشعب التركي أبدًا مواقف بعض الدول العربية العدائية خلال هذا الكفاح الشديد الذي تخوضه ضد أعدائها.

من وقفوا ضد السلطان عبد الحميد أمس يقفون ضد أردوغان اليوم

لقد أردنا امتلاك النفط في عهد السلطان عبد الحميد الثاني وكنا نعلم أين يوجد النفط على حدودنا، فمزقوا الإمبراطورية ودمروا المنطقة وتقاسموا كعكة النفط فيما بينهم. ولهذا الغرض تحديدًا رسموا الخرائط ومنحوا أراضي الدول لبعضهم ورسخوا بها أنظمة مستبدة، وحرضوا المشاعر العرقية لدى بعض الشعوب ليستعمروا تلك الدول طوال القرن العشرين، ثم ليفرضوا عليها لاحقا سلطة قمعية وينهبوا مواردها.

لقد استغلوا الخونة في الداخل لمواجهة الدولة العثمانية. فكما وقف هؤلاء ضد السلطان عبد الحميد أمس فها هم يقفون اليوم ضد أردوغان، فمن خانوا وتخلوا عن السلطان قبل أكثر من 100 عام يفعلون الأمر نفسه اليوم.

من ضربوا الدولة العثمانية يضربون تركيا اليوم

إن من أضعفوا الدولة العثمانية آنذاك يبحثون اليوم عن طريقة لإضعاف تركيا، فيؤسسون الشراكات لتحقيق هذا الغرض، فهم في الواقع يخونون تركيا. إنهم يتعاونون مع جميع الشخصيات والتيارات السياسية لإضعاف تركيا وإسقاط أردوغان. فأمثال هؤلاء هم "أحصنة طروادة" داخل تركيا.

انهرنا قبل قرن عندما زادت قوتهم
والآن ينهارون ونحن نقوى

كنا امبراطورية مهارة قبل قرن واليوم أصبحنا قوة صاعدة. لقد كانوا هم الجانب القوى ونحن الضعيف آنذاك، لكننا اليوم الجانب القوي وهم الضعفاء. وسيكون هذا الأمر أكبر خطأ وقعوا فيه بالنسبة لتركيا في القرن الحادي والعشرين.

يمتلئ تاريخ البشرية بالصراعات ولم يشهد سلامًا إلا قليلًا. ولهذا فحتما ما سنشهد تصفية حسابات وصراعات جديدة. فالقوة عادة ما تبنى بالصراعات، وهو ما حدث دائما.

احتشاد الجيوش في الجنوب والغرب
لو هاجمتم تركيا ستفور مياه المتوسط

لقد احتشدت الجيوش والأساطيل والدول جنوبنا وغربنا... فرنسا وأمريكا وإسرائيل واليونان ودول عربية ومن أراد الانضمام إلى تلك التحالفات والجبهات...

إياكم أن تهاجموا جينات هذا الشعب... إياكم أن تهاجموا العقلية السياسية لهذا الشعب... إياكم أن تعادوه وانظروا إلى التاريخ والمنطقة وما حدث بها على مدار آلاف السنين.

كلما هاجمتمونا وحاصرتمونا وهددتمونا سترون ماذا سيحدث. فنحن شعب يمكن أن يجن لحد الانتحار، فإياكم أن تقفوا امام هذه العاصفة. ولا تسنوا أنكم لو هاجمتم تركيا ستفور مياه المتوسط.

قادرون على تنفيذ ما نقول
فمن أراد مواجهتنا فليتفضل

ولأنهي كلامي برسائل أعلنها الرئيس أردوغان للعالم كله من مدينة ملازكرد:

"لم نعد نصبر على الفتونة المزيفة. لم نطأطئ رؤوسنا أبدًا أمام الظالمين على مرّ التاريخ، فلم يستطيعوا أن يأسروا أمتنا. ولقد انتقل الإرث البيزنطي للدولة العثمانية.

تركيا ستحصل على حقها في البحر المتوسط وبحر إيجة والبحر الأسود. نود أن يرى الجميع أنّ تركيا لم تعد دولة يختبرون صبرها وعزيمتها وإمكانياتها وشجاعتها. فنحن قادرون على تنفيذ ما نقول ومستعدون لدفع الثمن. فمن أراد مواجهتنا فليتفضل وإلا فلينسحبوا من أمامنا".

#تركيا
#اليونان
#أردوغان
#البحر المتوسط
#شرق المتوسط
4 yıl önce
​ جُنّ جنونهم في البحر الأسود وكذلك سيحدث لهم في البحر المتوسط. انهرنا قبل قرن عندما زادت قوتهم والآن ينهارون ونحن نقوى. من حشدوا الجيوش في الجنوب والغرب! شعب يجنّ لدرجة الانتحار
انهيار مشروع الإرهاب التوسعي
الخنازير لا تتغذى على الكتب المقدسة
لا مفر من حرب عالمية
مئتا يوم من وحشية العالم المنافق
العلاقات التركية العراقية.. خطوة نحو آفاق جديدة