|
من يزعم أن "الجيش التركي قد بيع"؛ الأرمن في قرع باغ، حفتر في ليبيا، اليونان في بحر إيجة، بي كا كا في سوريا!

إن الرجل الذي يقول إن "الجيش التركي قد بيع" يتحدث باسم بي كا كا وجبهة حزب التحرير الشعبي الثوري الإرهابي (DHKP-C). إنه يتحدث باسم كل من أقام الجبهات المعادية لـ"محور تركيا" وشن الهجمات ضد تركيا، يتحدث وكأنه امتداد لتقليد الانقلابات.

إن الرجل الذي يقول إن "الجيش التركي قد بيع" يتحدث باسم الوصاية العسكرية وبلسان الوصاية الأمريكية وباسم أوروبا وبصفته متحدثًا للعقلية الاستعمارية الغربية والعنف الذي فرضته على الشعوب لعشرات السنين.

إنّ الرجل الذي يقول إن "الجيش التركي قد بيع" لا يمكن أن يقبل بانتهاء الإرهاب واستيعاب الانتصارات المتتالية

إنّ الرجل الذي يقول إنّ "الجيش التركي قد بيع" مستحيل أن يكون منتميًا لهذا الوطن أو تقاليد هذه الأمة، ومستحيل أن يكون جزءًا من التاريخ السياسي لهذا الشعب، كما أنّه محروم من مشاعر الأناضول وعرفانه ومثله العليا.

إن الرجل الذي يقول إن "الجيش التركي قد بيع" يقف ضدّ تركيا في شرق المتوسط وفي خضم الكفاح الذي تخوضه في شمال سوريا وعفرين والباب وعملياتها الأمنية في العراق وما تخوضه من معارك لتأمين حدودنا الجنوبية.

إنّ الرجل الذي يقول إنّ "الجيش التركي قد بيع" لا يستوعب نصر قره باغ ولا يقبل عثورنا على احتياطي من الغاز الطبيعي في البحر الأسود ولا يتحمل استئصالنا لشأفة الإرهاب الذي ارتكب العديد من المجازر المدنية في مدننا ولا يفخر بالكفاح الذي تخوضه بلادنا في شرق المتوسط في مواجهة العالم الغربي كله، فهو لا يسعد لأيّ شيء تنجزه تركيا.

يتحولون إلى أرمن في قرع باغ
وحفتر في ليبيا
واليونان في بحر إيجة
وبي كا كا في سوريا!

إنّ هذا النوع من البشر يتحولون لأرمن في قره باغ ويونانيين في بحر إيجة وفرنسيين في البحر المتوسط وأمريكان في الشرق الأوسط وإسرائيليين في فلسطين وحفتر في ليبيا وي ب ك في سوريا وبي كا كا في العراق.

إنّ أمثال هؤلاء هم الذين خلعوا منذ فترة عباءة هوية المعارضة وارتدوا عباءة "المحتل الداخلي" ليكونوا جزءًا من تلك "الجبهة". فهم الأدوات التي تستغلها الولايات المتحدة وأوروبا اللتان تسعيان لإعادة فرض نظام الوصاية.

إنهم الامتداد الداخلي لمخطط "إيقاف تركيا" الذي يعتبر من أخطر مشاريع الغرب للقرن الحادي والعشرين. ولهذا فإنهم لطالما وقفوا ضد مكافحة الإرهاب والعمليات العسكرية في سوريا والتدخل في ليبيا ومعركة الاستقلال في قره باغ ووقفوا على تلك الجبهات في صف كل من عادى تركيا.

لا يخجلون من الدعوة علانية لتدخل خارجي!

إنّني واثق من أنهم صفقوا سرًّا لألمانيا التي هاجمت سفنها سفينة تركية كانت في طريقها إلى ليبيا في البحر المتوسط، كما كانوا ينتظرون بفارغ الصبر قرار الاتحاد الأوروبي بفرض حصار على تركيا.

لقد أطلقوا دعوة صريحة لأمريكا وأوروبا للتدخل في تركيا وعلقوا آمالهم كافة على هذا التدخل الخارجي واستطاعوا أن يقولوا "لا يهم إن مزقت تركيا لكن لا بد من التدخل" فسعوا لتحقيق أهداف فاسدة سافلة.

لم يكونوا أبدًا وطنين من أبناء تركيا والأناضول، لم ينتموا أبدًا للدولة السلجوقية والإمبراطورية العثمانية والجينات السياسية التي رسمت ملامح المنطقة منذ قرون.

لقد حاولوا بالداخل تعطيل نهوض تركيا مجدّدًا بعد مائة عام من الغفلة، وقد أسندت لهم مهمة الحصار من الداخل بينما كان المحور الأمريكي – الأوروبي يحاصرنا من الجنوب والغرب بالتعاون مع إسرائيل وبعض الدول العربية.

رأينا الخونة ليلة 15 تموز ومن الواضح أنكم تستدعونهم مجدّدًا

إنّ الرجل الذي يقول إنّ "الجيش التركي قد بيع" ليس فردًا واحدًا، وهذه العبارة لا تعبر عن غباء شخص أو جهله، بل إنها تعبير عن تيار سياسي جديد وتحلف في منتهى الخطورة.

إنهم لا يريدون جيشًا يقف مع الشعب ويتحد معه ويركض من جبهة إلى أخرى للدفاع عن تركيا، بل يريدون جيشًا ينفذ الانقلابات باسم أمريكا وإسرائيل من عيّنة انقلاب 28 شباط ليكون في صراع دائم مع الشعب.

إنهم يريدون جيشًا يطلق النار على الشعب والقنابل على مبنى البرلمان ويهاجم تركيا لصالح أمريكا وإسرائيل بالضبط كما حدث ليلة 15 تموز. يريدون أن يعيدون تركيا إلى المحور الأطلسي من أجل تركيعها مستغلين جيش كهذا. لذلك فقد جن جنونهم عندما فشل هذا المخطط قبل وقت قصير للغاية من تمزيق الغرب تركيا.

لم تنعتوا هذا الجيش بالخائن عندما ذهب في مهمة عسكرية إلى كوريا

لم ينعتوا الجيش التركي بالخائن عندما ذهب في مهمة عسكرية إلى كوريا، ولم ينعتوه كذلك بهذا الوصف عندما كان يحمي أمن أوروبا تحت مظلة حلف الناتو أو أمن إسرائيل في المنطقة بأكملها ويعقد اتفاقيات شراء الدبابات والأسلحة من إسرائيل.

لكن هذا الجيش عاد إلى حظيرته وأطلق كفاحًا مجيدًا لرفعة شأن تركيا، وحينها نعتوه بالخائن الذي قد بيع وبدؤوا استخدام عبارات تنمّ عن كراهية الكفاح الوطني العظيم والأخير قبيل عام 2023.

تركيا حالت دون احتلال قطر

والآن يقولون إن الجيش التركي بيع لقطر، حقًّا؟! إنهم لا يعلمون أيّ شيء عما حدث في ذلك اليوم وتلك الليلة. لقد أرادت السعودية والإمارات يوم 5 حزيران 2017 إسقاط أمير قطر واستدعاء ابن أخيه من لندن ليحكم مكانه. بل إنّ قوات عسكرية من كلتا الدولتين دخلت الأراضي القطرية، فوضعت تركيا قصر الأمير تحت حمايتها لتحمي الأمير وحكومته وتفشل الانقلاب السعودي – الإماراتي، بل إنه كان محاولة احتلال صريحة.

لكن هذا لا يحمل أهمية قصوى بالنسبة لهم، فهم يحاربون تركيا، وقد استغلوا كل شيء لتحقيق هذا الغرض، ذلك أنّه يصب في تصفية حسابهم مع تركيا. فهم لا يهتمون أبدًا بمن احتل من وإلى أي مدى كان لتركيا تأثير لتحول دون وقوع الكثير من الكوارث وتحل المشاكل القديمة وتقف الهجمات الموجهة ضدها.

كيان ما بعد "غولن":
ليس حركة معارضة بل كيان تدخل

لقد أعادوا تشكيل هذا التحالف بالداخل عقب هذا الهجوم الأخير الكبير الذي نفذوه من خلال منظمة غولن الإرهابية، وذلك من أجل إعادة تنفيذ محاولة التدخل والاحتلال الفاشلة. ولقد شهدت الأيام الأخيرة دفعة قوية لهذا التحالف، فنرى التحزب السياسي والإعلامي وتسميم الرأي العام والمجتمع.

ولأكرر وأقول إنّ هذه ليست حركة معارضة بل كيان من أجل التدخل. فالرجل الذي يقول إنّ "الجيش التركي قد بيع" يكرر كلام هذا الكيان الذي يسعى للتدخل.

"الشعب الجمهوري" هو مركز التدخل الخارجي بالداخل
وقد أصبح ملاذًا للإرهابيين

لقد استطاعوا استمالة حزب الشعب الجمهوري، الحزب المؤسس للجمهورية التركية، ليضعوه تحت المظلة الأساسية لكل هذه الكيانات، فأخرجوه من محور تركيا ليحولوه إلى القاعدة الأساسية لجبهة هذا التدخل.

لقد أصبح ملاذًا حتى للتنظيمات الإرهابية، ليتحول بهذه الطريقة إلى "مشكلة أمن قومي" عاجلة بالنسبة لتركيا.

لكنّ "محور تركيا" قد أسس وتزداد قوته يومًا بعد يوم. ولقد فشلت أمريكا وأوروبا وإسرائيل في عرقلة تقدم هذا المحور، فاستعانوا بكل التنظيمات الإرهابية، لكنهم فشلوا في عرقلته مجدّدًا.

ولن تستطيعوا أنتم كذلك عرقلة تقدم هذا المحور.

#إبراهيم قراغول
#تركيا
#قطر
#الجيش التركي
3 yıl önce
من يزعم أن "الجيش التركي قد بيع"؛ الأرمن في قرع باغ، حفتر في ليبيا، اليونان في بحر إيجة، بي كا كا في سوريا!
انهيار مشروع الإرهاب التوسعي
الخنازير لا تتغذى على الكتب المقدسة
لا مفر من حرب عالمية
مئتا يوم من وحشية العالم المنافق
العلاقات التركية العراقية.. خطوة نحو آفاق جديدة