|
صورة قمة السبعة: هل سيقود هؤلاء القرن الـ21؟ انتظروا مفاجأة تركيا!

نقترب من نهاية الكارثة الكبرى التي ألحقتها جائحة كورونا بالبشرية وجميع الدول، سنتخطى الخسائر التي تسببت بها الجائحة وسنتغلب على المشاكل الصحية والاقتصادية والنفسية لنعود إلى حياتنا الطبيعية التي سنضيف لها العديد من العادات الجديدة.

لم تكن الجائحة مجرد مشكلة صحية أو وبائية. ولقد تغيرت الطريقة التي يرى بها الناس العالم والطريقة التي تنظر بها البلدان إلى بعضها البعض، كما أدت الجائحة إلى تسريع تحولات القوة في وقت شهدت فيه أكبر التصدعات الجيوسياسية في القرن الـ21 وانقلب فيه الطلب العالمي رأسا على عقب وضعفت فيه القوى العظمى وانهارت التحالفات وصعدت فيه القوى الصاعدة إلى الساحة الدولية.

رأينا الكثير من نماذج العجز والسخرية...

لقد قللت الجائحة من وزن الولايات المتحدة ونفوذها حول العالم، وكذلك قللت من وزن دول الاتحاد الأوروبي، كما أضعفت تأثير القوى التي انتصرت في الحربين العالميتين الأولى والثانية والحرب الباردة. وعلى الرغم من ذلك، فقد أعطت القوة لبناء عالم وقللت بشكل كبير من إيمان الناس بالنظام العالمي الذي أقاموه.

كان الأمر واضحا قبل الجائحة: ما كان ليتشكل عالم أحادي الطرف يرسم تحالف الأطلسي ملامحه بمفرده. كما رأينا الكثير من نماذج العجز والسخرية في أمريكا وأوروبا عقب الجائحة لدرجة أن "صورة الغرب" انهارت تماما، كما ظهرت الكثير من الأسئلة داخل رؤوس حتى أصحاب أكثر الأفكار تأييدا لأمريكا وأوروبا والغرب.

صورة قادة مجموعة السبعة:
بقايا العالم القديم...

عندما نظرنا لصورة قمة مجموعة السبعة في بريطانيا كان من الواضح بشكل قاطع أنه "لم يعد لدى هذا الكيان أي شيء يمكن أن يقدمه للعالم"، فلم نكن سوى أمام صورة القوى المتقادمة التي تستخدم ما تبقى من مكانتها القديمة. فحتى جائحة كورونا كانت كافة لتدمير صورتهم بالكامل والكشف عن كل جوانب ضعفهم.

نظرت لصورة زعماء مجموعة الدول السبعة، فباستثناء اتساق ميركل، كان من الواضح أن زعماء أمريكا وأوروبا ليس لديهم أي جديد يمكن أن يقولوه للعالم أو يمنح الأمل للإنسانية أو يقود الجماهير أو أي شيء أو رؤية يمكن أن تنير درب حالة الغموض المنتشرة حول العالم...

هل بايدن من سيقود العالم؟ أم ماكرون؟
لقد أصبحوا أسرى غرورهم...

هل بايدن هو من سيقود العالم؟ أم سيرسم ماكرون خريطة طريق؟ هل تلك الصورة هي التي سترسم ملامح القرن الحالي؟ وهل ستسير الإنسانية خلف هذه الصورة التي يرفضها ثلاثة أرباع العالم؟

لم يعد هناك هكذا عالم، فالغرب مسجون داخل ماضيه ويعجز عن الخروج منه، كما أنه أسير للغرور المستمر منذ عهد الاكتشافات الجغرافية وبداية حقبة الاستعمار وسيطرتهم على البلدان والشعوب.

قدرات الغرب المتواضعة تمثل الانهيار

ربما نشاهد للمرة الأولى منذ قرون الغرب وهو يخرج من المركز نحو الهامش. فلم يعد هناك أثر لتلك العقلية والقوة والإرادة التي انتصرت في الحروب وأقامت الأنظمة حول العالم.

إن النظام والعقلية الغربية المبنية بالكامل على الاستعمار والسلب والنهب دمرت تماما ثقة البشرية ببلاد الغرب.

إن هذا الأمر حقيقي من الناحية العقلية، فلم يعد لديهم ما يمكن أن يقدموه للعالم من الناحية العقلية، كما أن العالم لم يعد يريد أن يحصل منهم سوى على القليل. لقد فسد السحر ورأى العالم ضعف هؤلاء الزعماء وقدراتهم المتواضعة.

إن الغرب صامد اليوم بقوة غاشمة متبقية له من الماضي وما يزال يستغلها لاستدامة نظامه القائم، فكل من له عقل يرى أن هذا النظام لن يستمر طويلا بل سينهار سريعا.

سنرى تحولات قوى سريعة واستثنائية
سيتصارع الغرب داخليا

لم تكن أزمة 2008 أزمة مالية وحسب بل كانت أزمة جيوسياسية أدت إلى تحولات قوى على المستويين السياسي والاقتصادي، الأمر ذاته ينطبق على جائحة كورونا التي لا تعتبر كارثة صحية فحسب.

سنرى تحولات قوى كبرى، وسيبدأ هذا بمجرد انتهاء الجائحة. سنرى تحركات وتحولات سريعة واستثنائية. سنشهد توترات وأزمات وصراعات كبرى تمتد من آسيا إلى أفريقيا ومن الشرق الأوسط إلى جنوب آسيا ومن البلقان إلى القوقاز بل وحتى داخل أوروبا ذاتها.

ولا شك أن من يشكلون مركز العالم منذ قرون لن يرغبوا في تقاسم هذه القوة، فستبدأ صراعات تقاسم كبرى مع الآخرين وبينهم وبين أنفسهم. لكن العالم انطلق في مسيرة رغما عنهم ، فلن يستطيعوا إيقافه.

تابعوا الدول الصاعدة
هي من ستغير العالم
شاهدوا مفاجأة تركيا

تابعوا الدول الصاعدة وانظروا إلى تصريحاتها ووعودها وثقتها المتنامية وحماسها وروحها التي تخوض الكفاح بلا هوادة، انظروا إلى نشاطها وإنتاجها وكيف استعادت بعض تلك الدول عقليتها الإمبراطورية من الماضي إلى الحاضر.

ستغير هذه الدول العالم، كما أنها هي التي ستبني المستقبل وستحجز لنفسها أماكن في المركز وستقضي على الهيمنة الدولية أحادية الجانب المستمرة منذ قرون. وفي الوقت الذي ستنهار فيه الدول المركزية ستكتسب هذه الدول قوة استثنائية.

تركيا مفاجأة القرن الـ21!

لا شك أن تركيا هي أكثر الدول الملفتة للانتباه من بين هذه الدول، فالجميع يتحدث عنها كدولة مفاجأة من أمريكا إلى أوروبا ومن آسيا إلى أفريقيا، فنرى الجميع يطرح تساؤلات من قبيل "كيف فعلت هذا؟ كيف نجحت في هذا؟ ما الذي في عقلها؟ ماذا ستكون خطوتها التالية؟"

ينظر البعض لتركيا بغبطة وأمل وفرح، والبعض يناقش هذا الأمر بتوتر وهو يقول "كيف سنوقف هذه القوة؟" وكلا الرأيين في الواقع يعلنان ظهور لاعب جديد على الساحة الدولية.

لقاء أردوغان-بايدن:
لم تعد أمريكا قادرة على توجيه التعليمات لتركيا

تكتسب قمة الناتو ولقاء الرئيس أردوغان بنظيره الأمريكي بايدن أهمية كبرى في هذا السياق. لقد بدأت تحركات ما بعد الجائحة، فسيرسم كل واحد ملامح مخططه ويعيد تعريف موقعه، ولا يمكن لأي دولة أو قوة أو تحالف أن ينكر حقيقة أن أحدا لن يستطيع رسم ملامح أي مخطط بدون تركيا.

ومن الآن فصاعدا سننظر لكل قمة من خلال مبدأ تكافؤ القوى، ولن يكون هناك أي طاولة أحادية الجانب، وستعقد كل الاجتماعات من أجل التفاوض على القوى المتبادلة وليس من أجل طلب شيء.

ذلك أن أي دولة، بما فيها أمريكا نفسها، لم تعد تقدر على توجيه التعليمات لتركيا أو إيقافها، كما ينبغي لكل الدول، بما فيها أمريكا نفسها، أن تعيد تعريف علاقتها مع تركيا، وهذا ما سنراه.

بايدن أرسل رسالة لتركيا بالإرهاب
إرهابيو أمريكا يهاجمون مستشفى

يحدث هجوم إرهابي كبير قبيل كل قمة يحضرها أردوغان مع نظيره من رؤساء أمريكا، فتراهم يقدمون لنا رسالتهم عن طريق الإرهاب، فلم يغيروا عادتهم هذه المرة أيضا عندما شن بي كا كا/ي ب ك الذي تسلحه أمريكا هجوما على مستشفى في عفرين ليقتل 18 شخصا بالأسلحة الأمريكية ويبعث بايدن كذلك رسالته عن طريق الإرهاب.

لكن هذه طرق الماضي ولن تغير الحاضر والمستقبل ولن ترهب تركيا.

لقد بدأت تصفية الحسابات بين القوى عقب جائحة كورونا. وتعتبر تركيا هي أكثر دولة مستعدة لخوض غمار هذه المرحلة لأنها واصلت بلا انقطاع تدخلاتها الجيوسياسي حتى خلال فترة كورونا. وسيرى العالم عقلية "لاعب كبير" وحملاته، كما سنراه نحن أيضا.

#إبراهيم قراغول
#أردوغان
#قمة الناتو
3 yıl önce
صورة قمة السبعة: هل سيقود هؤلاء القرن الـ21؟ انتظروا مفاجأة تركيا!
واجب الجامعات تجاه غزة
أمواج "طوفان الأقصى" تثور في الجامعات الأمريكية
ميزان الضمير
صمود غزة ورحلة إحياء مدرسة الوعي الحضاري
الطلاب المؤيدون لفلسطين يُعيدون الأمور إلى نصابها