|
هل فهم حزب العدالة والتنمية رسالة الشعب؟

قال الرئيس التركي أردوغان في كلمته التي ألقاها أمام الجماهير ليلة الاحتفال بنتيجة الاتنخابات الرئاسية والبرلمانية:

"أقولها صراحة، لقد تسلمت الرسالة التي أرسلتموها إلى حزبنا عبر صناديق الاقتراع".

لقد خاطب أردوغان تلك الليلة بهذه الطريقة عشرات الآلاف من الأنصار الذين رحبوا بسعادة كبيرة إعادة انتخابه وأقاموا الاحتفالات فرحا بهذا الإنجاز منذ ليلة الانتخابات وحتى اليوم.

قال "لقد تسلمت الرسالة".

لقد حالت فرحة أردوغان المحقة بانتخابه من الجولة الأولى – الواقع – بعض الشيء دون تقييم النتيجة التي حصدها حزب العدالة والتنمية في الانتخابات بشكل صحي.

بيد أن الحزب كان هو أكثر الأحزاب خسارة للأصوات مقارنة بانتخابات الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 2015؛ إذ عاد إلى نسبة الأصوات التي حصدها في انتخابات 7 يونيو/حزيران من العام ذاته. هذا فضلا عن أنه فقد كذلك أغلبيته البرلمانية لخسارته 21 مقعدا بالبرلمان، وحكم عليه بالتحالف مع حزب الحركة القومية.

تذكروا أن نتائج انتخابات 7 يونيو/حزيران أفضت إلى انتشار حالة شديدة من القنوط والجدال داخل الحزب حينها، لكن الآن الأجواء قد اختلفت.

لكني أعتقد أن الحزب سيناقش، بمرور الوقت، وبشكل أوضح، الأصوات والمقاعد البرلمانية التي خسرها في هذه الانتخابات.

لفت الانتباه إلى هذا الخطر

لو تتذكرون فإنني لفت الانتباه إلى هذا الخطر منذ اليوم الأول الذي ظهر فيه قانون التحالف والنظام الجديد. ومن شكوني إلى أردوغان بسبب ما قلته حينها على شاشات التلفاز وكتبته في مقالاتي سيتظاهرون اليوم بأنهم لم يسمعوا شيئا بالرغم من أنهم رأوا أن الخطر الذي حذرت منه يتحقق الآن.

ولقد ذكّرت في كل مناسبة منذ ذلك اليوم بأن الإضرار باسم حزب العدالة والتنمية والإساءة إلى كيان الحزب يعتبر خطأ جسيما، وأن اختيار المرشحين في الانتخابات البرلمانية هو أمر في غاية الأهمية، وأن ذلك سينعكس بالضرورة على صناديق الاقتراع.

إنهم لم ينتبهوا لما حدث، لأن الجميع ركز على الانتخابات الرئاسية، بل إنهم اتهموني. ولم يسكتوا إلا عندما قال أردوغان إن الأغلبية البرلمانية تحمل الأهمية ذاتها التي تحملها رئاسة الجمهورية.

إذا أراد حزب العدالة والتنمية لعب دورا حاسما في مستقبل تركيا

ستناقش إدارة حزب العدالة والتنمية الأسبوع المقبل نتائج الانتخابات في اجتماع يرأسه أردوغان ليبحثوا عن إجابة لسؤال لماذا خسروا الأصوات وبالتالي مقاعد البرلمان.

إذا أراد حزب العدالة والتنمية أن يلعب دورا لمدة طويلة في مستقبل تركيا أن يدعم قيمته الاسمية وكيانه النظامي ونظام إدارته ومبادئه وقيمه، يجب أن يصل لإجابة سؤال لماذا يشتكي من منحوه أصواتهم في السابق لكنهم لم يمنحوه إياها هذه المرة.

ينبغي للحزب البحث عن إجابة هذا السؤال من أجل السنوات المقبلة، وكذلك الانتخابات المحلية التي ستجرى بعد 8 أشهر، وإلا سيواجه مشكلة كبيرة في الانتخابات المحلية.

الرسالة الأهم المرسلة إلى حزب العدالة والتنمية

لقد تأثرت كثيرا بسبب عدة أحداث وقعت ليلة الانتخابات واليوم الذي تلاها؛ إذ فاضت مشاعري لأقصى درجة عندما رأيت الاحتفالات التي قامت بها الشعوب الإسلامية في غزة وسوريا والبوسنة ومقدونيا وماليزيا وعدد من الدول حول العالم لإعادة انتخاب أردوغان.

إن أردوغان ليس رئيسنا نحن فحسب، بل هو رئيس وقائد وزعيم الشعوب الإسلامية المظلومة. وبصفتي شخصًا شهد بنفسه على حب أردوغان وتركيا لدى تلك الشعوب، أعلم جيدا أنهم يدعون لنا وينتظرون منا الكثير.

ولهذا السبب أقول إن حزب العدالة والتنمية ليس حزبا سياسيا وحسب، وإن أردوغان ليس رئيس تركيا فقط. ولهذا السبب أيضا يجب على حزب العدالة والتنمية إعادة ترتيب أوراقه وتذكر المسؤولية الملقاة على عاتقه. .

إذا كانت تركيا ميناء المظلومين، فحزب العدالة والتنمية حاجز أمواجه

إذا كانت تركيا ميناء يلجأ إليه المظلومون حول العالم، فإن حزب العدالة والتنمية هو حاجز أمواج هذا الميناء. فتركيا هي المكان الذي تمد إليه الشعوب المسلمة في المنطقة أيديها بأمل للفرار إليه في وقت يعيش الشرق الأوسط فيه صراعا كبيرا. كما أن أردوغان يعتبر الفنار الذي ينير الطريق أمام من يتيهون في بحر لجي يغشاه موج الصراعات الإقليمية.

إن هذا هو سبب دموع الفرحة التي سكبتها الشعوب المظلومة في المنطقة. فالفنار لم ينطفئ، وهو لا يزال يومض بإشارة اللجوء إلى الميناء لجميع السفن التي ضلت الطريق في البحر.

وهذا هو أيضا سبب تصويتها لأردوغان، فنحن لم ننتخبه لكي يسير بتركيا فقط لبر الأمان، بل لإيماننا كذلك بأنه سيكون دواء لأوجاع المظلومين حول العالم ممن عقدوا الآمال علينا.

وعليه، يجب على حزب العدالة والتنمية ألا يقرأ الرسالة المرسلة إليه في الصناديق فحسب، بل عليه أيضا أن يقرأ بشكل صحيح رسالة الشعوب المظلومة حول العالم.

فهذه ليست مسؤولية سياسية فحسب، بل إنها – في الوقت نفسه – مهمة صعبة حملها على عاتقنا ما نسميه "القضية".

#كمال أوزترك
#تركيا
#الانتخابات الرئاسية التركية
#أردوغان
6 yıl önce
هل فهم حزب العدالة والتنمية رسالة الشعب؟
الخنازير لا تتغذى على الكتب المقدسة
لا مفر من حرب عالمية
مئتا يوم من وحشية العالم المنافق
العلاقات التركية العراقية.. خطوة نحو آفاق جديدة
الصراع ليس بين إسرائيل وإيران بل في غزة حيث تحدث إبادة جماعية