|
حملة تركية لصواريخ إس-400 من خلال الناتو

التقيت أمس نائب رئيس الجمهورية التركي فؤاد أكتاي في برنامج كواليس العاصمة الذي تبثه قناة 7 وطرحت عليه سؤالا قلت فيه "ما هي استراتيجية أنقرة وموقفها فيما يتعلق بصواريخ إس-400؟"

ولا أدري إن كان ثمة داع لأذكركم بأنني طرحت سؤالا كهذا مع علمي بأن واشنطن جعلت من هذا الأمر خطا أحمر وبدأت تلعب على المكشوف لتهدد تركيا علانية.

فبدأ أكتاي حديثه بالقول إن الحكومة التركية "اتخذت قرارها بشأن صواريخ إس-400"، مستخدما العبارات التالية التي تفيد بأن تراجعا لم يحدث في إرادة أنقرة في هذا الشأن:

"لقد أدلى الرئيس أردوغان الكثير من التصريحات حول هذا الأمر. فتركيا تفي بوعدها بعدما توقع على اتفاق وتقدم وعودا. فنحن وقعنا على اتفاق وسددنا دفعات معينة من المال. كنا قلنا إننا سنستلم المنظومة في شهر يوليو، وخلال آخر لقاء مع الرئيس بوتين تحدثنا عن تسلمها في يونيو، فلم يبق الكثير من الوقت لتسلمها".

حسنا، ما الذي يجب أن يقال للرد على الرسائل الأمريكية التي وصلت حتى التهديد بـ"جر الاقتصاد التركي إلى كارثة"؟

طرحت سؤالا آخر على نائب الرئيس التركي بشأن تقييمه لاستغلال واشنطن مسألة صواريخ إس-400 كوسيلة ابتزاز تهدف للنيل من الاقتصاد التركي. فأجابني:

"هذه الخطوة تكشف بشكل صريح مدى عدم معرفة قدر تركيا. فإذا كنتم تريدون تطوير علاقتكم بتركيا في سياق دور تحالفي، أقولها صراحة، لا يمكنكم استخدام لغة التهديد أبدا. فلا يستطيع أحد إنجاز أي شيء باستخدام لغة التهديد ضد تركيا.

فهذه التصريحات تبرهن على أن مقاومة تركيا من أجل استلام منظومة إس-400 لم تشهد أي تراجع. بيد أن هذا الوضع لا يغير الحقيقة التي مفادها أن الشهرين المقبلين سيشهدان تطورات في غاية الخطورة.

أنقرة تنتهج استراتيجية تقدم من خلال ترامب

سيحاول الجانب الأمريكي كسر حدة مقاومة أنقرة خلال الأسابيع المقبلة عن طريق تحويل موقفه من إس-400، الذي كشف عنه بتهديده بفرض عقوبات، إلى ضغوط شديدة.

وكان السفير الأمريكي الجديد المعين في أنقرة ديفيد ساترفيلد قد صرح خلال جلسة استجواب في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ قبل تعيينه بقوله "لو عينت سفيرا في أنقرة سأجتهد حتى أجعل ركيا تختار الخيار الصحيح".

وأود الإشارة إلى أن "مسألة صواريخ إس-400" هي المقصود من قول السفير ساترفيلد "الخيار الصحيح".

ولا ريب أن الحديث عن زيارة محتملة يجريها ترامب إلى تركيا بنهاية يونيو أو بداية يوليو المقبل مرتبط بشكل كبير بموعد تسلم أنقرة منظومة إس-400.

ومن ناحية أخرى، هناك حقيقة مفادها أن ترامب لا يهتم كثيرا بهذا الأمر بقدر اهتمام "المناصب المؤسسية" التي جعلت من منظومة إس-400 خطا أحمر بالنسبة لواشنطن، وهي الحقيقة التي تحاول أنقرة التقدم من خلالها.

فلو كان الأمر قاصرا على ترامب لما اهتم بما ستفعله تركيا بعدما تشتري منظومة صواريخ باتريوت ببضعة مليارات من الدولارات.

وأما أنقرة فهي تريد مواصلة التفاوض حول هذا الشأن من خلال ترامب لأنها مدركة أن موقفه مختلف عن موقف الكيان المؤسسي الأمريكي.

وأما النقطة اللطيفة في هذه المسألة فهي احتمالية بذل هذه الكيانات المؤسسية التي نتحدث عنها كل ما بوسعها كي تجعل الرؤساء يتبنون المواقف التي تتبناها، فهل ستنجح في ذلك؟

طلب تقرير إس-400 من الناتو، والهدف هو إراحة ترامب

شهد الأسبوع الماضي مكالمة هاتفية جديدة بين الرئيس أردوغان والرئيس الأمريكي ترامب. فطرحت سؤالا على أحد المصادر الذين كانوا يعلمون كل تفاصيل المكالمة بقولي "كيف كانت المكالمة؟ هل حدث تطور بشأن صواريخ إس-400؟"

فكان رد ذلك المصدر "كانت إيجابية"، ثم أطلعني على معلومات مهمة مشيرا إلى زيارة الأمين العام للناتو إلى أنقرة.

وكانت هذه المعلومات كالتالي:

سيجري عمل دراسة حول صواريخ إس-400 تحت إشراف الناتو في محاولة لإصدار تقرير يفيد بأن هذه الصواريخ لن تمثل مشكلة بالنسبة للحلف.

وحسبما قاله المصدر نفسه، فإنه في حالة النجاح بإصدار تقرير كهذا، فإن هذه الخطوة ستريح ترامب الذي سيكون بإمكانه في هذه الحالة مخاطبه رجاله قائلا "إذا لم تكن هناك مشكلة بالنسبة للناتو، فلماذا نصرّ نحن؟"

فهذا هو المتوقع من هذا التطور.

وسنرى ماذا سيقول الأمين العام للناتو ستولتنبرغ بشأن "تقرير إس-400" الذي تريده أنقرة.

وهل ثمة إشارة إيجابية؟

نعم، ثمة إشارة إيجابية.

وما هي؟

التصريح الذي أدلى به ستولتنبرغ قبل وصوله إلى أنقرة عندما قال "إن مسألة توريد المعدات العسكرية هي بمثابة قرار وطني بالنسبة للدول".

#محمد آجات
٪d سنوات قبل
حملة تركية لصواريخ إس-400 من خلال الناتو
انهيار متسارع للعملات الأجنبية.. 15 مليار دولار في أسبوع واحد
الرأسمالية تبنى على العقل لكنها تقوم على الإدراك
لم تعد أوروبا مصدر الأفكار الثورية التي تؤثر على العالم اليوم
عصام العطار
إسرائيل.. تنظيم إرهابيّ يهدد أمن المنطقة