|
سألنا وزير الطاقة التركي: هل ستكون هناك مفاجآت جديدة حول الغاز في 2021؟

توجهت في عطلة نهاية الأسبوع الآفل، إلى بلدة "كركا" بولاية أسكي شهير، حيث المكان الذي يحظى بأكبر نسبة رواسب من مادة البورون في العالم، وذلك من أجل إجراء لقاء صحفي مع وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي، فاتح دونماز.

كان سبب تواجد السيد الوزير هناك، هو مشاركته في افتتاح منشأة إنتاج الليثيوم الجديدة. ولذا توجهنا نحن في المقابل إلى هناك لبث اللقاء الذي أجريناه عبر القناة السابعة المحلية.

لقد استطاع مصنع "إيتي معدن" للتعدين، على مدار ثلاث سنوات من العمل المتواصل في البحث والتطوير، تطوير تقنية لاستعادة الليثيوم في النفايات السائلة المتولدة خلال إنتاج البورون المكرر. ومنذ تطوير هذه التكنولوجيا بطريقة فريدة، تم التقدّم بطلب براءة اختراع.

واسمحوا لي أن أنقل لكم شيئًا من كلمات الوزير دونماز بهذا الخصوص، حيث قال: "كانت المكاسب المادية شيئًا ثانويًّا بالنسبة لمهندسي البحث والتطوير الذين صنعوا مثل هذه الاختراعات، كان الثمن الحقيقي بنظرهم السعادة التي كانوا يعبرون عنها حين رؤية ما اخترعوه قد تجسد على أرض الواقع بنجاح، ومن فرط السعادة يتساءلون بدهشة "يا إلهي!".

يعتبر الليثيوم عنصرًا هامًّا في تكوين المواد الخام للبطاريات. ومن هذا المنطلق يتم التخطيط لتلبية الحاجة في استخدام الليثيوم في بطاريات سيارة "توغ" (TOGG) المحلية، والتي ستبدأ إنتاجها المتسلسل ضمن العام 2022، كأول سيارة تركية كهربائية محلية الصنع. كما سيتمّ استخدام هذا العنصر في بطاريات جميع الأجهزة المحمولة، بما في ذلك الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، وأجهزة الكمبيوتر المحمولة والأجهزة الكهربائية.

وعلى جانب آخر، التقيت كذلك بمدير مصنع إيتي معدن، سركان كلشر، وهو إنسان يفيض بمشاعر المسؤولية فضلًا عن كونه توّاقًا على الدوام.

ومن الحقيقة بمكان، أنّ مثل هؤلاء الأشخاص الغيورين على عملهم ووطنهم، كلما قاموا بوضع لمساتهم في مثل هذه الأعمال، رأينا إنجازات ناجحة منقطعة النظير أمام أعيننا.

واسمحوا لي أن أسوق بين يديكم مثالًا آخر؛ في الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني 2019، قام مصنع إيتي معدن بإطلاق منتج تنظيف من مادة البورون ذاتها. ولقد وصل هذا المنتج حاليًّا أي في غضون عامين، إلى 8 بالمئة من حصة السوق في مجاله. لكن الأهم من ذلك هو التأثير الذي تحدثه منتجات إيتي معدن بشكل عام، على الأسعار الموجودة في السوق حينما تدخله. فعلى سبيل المثال، المنتجات التنظيفية التي كانت تباع ضمن حدود الـ40 ليرة، سرعان ما هبطت نحو حدود الـ25 ليرة بمجرد دخول منتج البورون إلى السوق.

الوزير دونماز: ربما تكون هناك اكتشافات جديدة في البحر الأسود

لو سألنا عن أفضل الأخبار أو البشائر التي سمعناها في عام 2020 الذي سنودّعه بعد بضعة أيام فقط، لاعتبرت أن أفضل خبر بالنسبة لي، هو بشرى اكتشاف الغاز الطبيعي في البحر الأسود؛ حيث تم اكتشاف ما نسبته 320 مليار متر مكعب للمرة الأولى، ومن ثمّ عثروا على كمية إضافية أوصلت مجموع نسبة المكتشَف إلى 405 مليار متر مكعب، بقيمة مالية تصل إلى 80 مليار دولار، مما ساهم بحق في تألق نجم وزارة الطاقة.

سألت الوزير دونماز عن هذه الاكتشافات.

دعوني أخبركم أنه كما كان منتج التنظيف من مادة البورون قد دخل السوق بشكل قوي وأثّر بقوة على الأسعار، كذلك الأمر بالنسبة للغاز المكتشف، سيكون لهذا الاكتشاف قيمة من هذا النوع إلى جانب قيمته المادية.

نحن على مشارف العام 2021، وها هي عقود الغاز طويلة الأجل التي تم إبرامها في تسعينيات القرن الماضي، قد شارفت على الانتهاء.

وحسب الوزير دونماز، فإن عقود الغاز التي تتراوح ما بين 25 إلى 30 مليار متر مكعب، ستنتهي في غضون خمس سنوات.

حسنًا، ما الذي يعنيه ذلك؟ هذا يعني أن الغاز المكتشف في البحر الأسود، سيوفر لتركيا ورقة رابحة في عملية المفاوضات/المساومات ضمن تلك العقود.

السؤال الأهم، هل ستستمر هذه الاكتشافات؟

لقد طرحت هذا السؤال على الوزير دونماز، ليجيب عنه قائلًا؛ "نحن نقوم بالفعل بإجراء مسوحات سيزمية في نطاق 10 آلاف كيلومتر مربع تقريبًا، بجوار المنطقة التي اكشتفنا فيها الغاز في البحر الأسود. وخلال النصف الأول من العام القادم تكون هذه الأبحاث قد اكتملت، وبالتالي ستكون هناك عمليات حفر جديدة بناء على التحليلات والتقييمات. نأمل بعد اكتشاف كمية 405 مليار متر مكعب من الغاز، أن تكون هناك اكتشافات أخرى في الحقول المجاورة".

ما نوع استراتيجية الخروج من أزمة شرق المتوسط؟

بعد الحيدث عن البحر الأسود، ماذا عن البحر المتوسط كذلك؟

حتى اليوم تمت 9 عمليات حفر وتنقيب، 8 منها في البحر المتوسط، وجميعها لم يصدر عن أي نتائج اكتشاف وما شابه.

وبالنسبة لوزير الطاقة دونماز، فإن سبب ذلك حسب قوله؛ "كانت هناك بعض التدفقات الغازية، إلا أنها لعدم استمراريتها لم نعلن عنها بأنها اكتشاف. ما سنقوم به الآن هو تكثيف مسوحاتنا وأبحاثنا في المناطق التي تحمل هذه الأمارات، وفي المناطق التي تجاورها أيضًا، وبإذن الله سنواصل أعمال الحفر في هذه المنطقة".

من المعلوم أن التنقيب في منطقة البحر المتوسط، لها أبعاد سياسية كذلك الأمر. ولقد سألت الوزير دونماز فيما لو كان هناك استراتيجية ما للخروج من هذه الأزمة.

بالنسبة للوزير دونماز، فقد اعتبر أن عدم صدر قرار عقوبات عن قمة الاتحاد الأوروبي مؤخرًا، يعتبر شيئًا إيجابيًّا. كما تحدث أيضًا عن أن مسؤولي الاتحاد الأوروبي باتوا يدركون أحقية أطروحة تركيا القائمة على حقوقها في شرق المتوسط.

وختم الوزير دونماز حديثه بهذا المثال من التاريخ على الأزمة القائمة بين اليونان وتركيا اليوم، حيث في سبعينيات القرن الماضي، اندلعت أزمة مشابه بين فرنسا وبريطانيا. حيث كان البريطانيون يريدون توسيع نطاق سلطتهم البحرية من خلال بعض الجزر القريبة من البر الرئيسي لفرنسا. وعندما أحيلت القضية إلى المحكمة، أقرت المحكمة بأحقية الموقف الفرنسي.

لو أسقطنا هذا المثال على الأزمة القائمة اليوم، لوجدنا أنّ أطروحة فرنسا آنذاك تمثل تمامًا أطروحة تركيا وطبيعة أحقيتها إزاء اليونان. إلا أنّ الفرنسيين للأسف بينما كانوا يعملون بجهد آنذاك للحصول على حقوقهم في المحاكم، نجدهم اليوم يسعون جاهدين لمضايقة تركيا ومنعها من تحصيل حقوقها.

هل هناك ازدواجية معايير أكثر من ذلك؟

#تركيا
#الغاز
#فاتح دونماز
3 yıl önce
سألنا وزير الطاقة التركي: هل ستكون هناك مفاجآت جديدة حول الغاز في 2021؟
انهيار متسارع للعملات الأجنبية.. 15 مليار دولار في أسبوع واحد
الرأسمالية تبنى على العقل لكنها تقوم على الإدراك
لم تعد أوروبا مصدر الأفكار الثورية التي تؤثر على العالم اليوم
عصام العطار
إسرائيل.. تنظيم إرهابيّ يهدد أمن المنطقة