|
محاولات إسرائيل لدفن القضية الفلسطينية وتهويد القدس

قبل بضع سنوات، استمعنا داخل البرلمان لكلمات اسم شغل عملًا دبلوماسيًّا في القدس لسنوات عديدة، لقد قال "إن الفلسطينيين مجتمع يعتز نفسه، على الرغم من كل ما يمرون به. يعيشون مأساة الاحتلال كل يوم منذ الولادة حتى الموت. حينما يولد لهم مولود جديد تضطر العائلة للذهاب في الصباح المبكر للاطفاف في طوابير طويلة من أجل تسجيل المواليد. وحينما يموت أحدهم تضيق مساحات القبور، فهناك أزمة قبور حقيقية. بمعنى آخرح حينما تموت لا تعرف أين ستدفن!".

لقد ساق العديد من الأمثلة على ما وصفه بعبارة أنهم "يعيشون مأساة الاحتلال كل يوم منذ الولادة حتى الموت". ويكفي من هذه العبارة أن نفهم مرارة ومأساة الحال تلك.

لقد قال هذا الاسم الدبلوماسي أيضًا، أن "أرض فلسطين مليئة بالثقوب كالجبن السويسري". حينما سمعت هذه الكلمات خطر ببالي تلك الأراضي التي وجدتها مليئة بالحفر فعلًا، حينما قمت بزيارة برفقة وزير تركي قبل بضع سنوات إلى رام الله.

نتنياهو يتصرف بصفته الحاكم العام لهتلر بولندا

يقول الضابط النازي هانز فرانك، الذي عينه هتلر حاكمًا عامًّا على بولندا إبان احتلالها خلال الحرب العالمية الثانية، "أملك بيدي حق إحياء أو إفناء الشعب البولندي".

ربما كان ضعف الشعب البولندي آنذاك دافعًا لهذا الضابط كي يكون طاغية عنجهيًّا.

لكن ألا ينطبق هذا الوضع ذاته على الشعب الفلسطيني اليوم؟

أو هل يا ترى يبدو نتنياهو في وضع بعيد عن وضع الحاكم على بولندا الذي عينه هتلر؟ لا أعتقد.

محاولة تصفية القضية الفلسطينية

من خلال النظر للتطورات التي حدثت طيلة السنوات الأخيرة، يتضح أنه ليس للفلسطينيين قوة أكثر من أنهم على حق، وأصحاب حق.

لقد كان قرار تحويل السفارة الإسرائيلية للقدس في عهد ترامب، بمثابة تشجيع لإسرائيل على ممارسة المزيد من بربريتها التي تمارسها الآن.

أضف لذلك قيام العديد من الدول على رأسها الإمارات بالترويج للتطبيع مع إسرائيل، وبيع القضية الفلسطينية.

لقد وجه بالأمس المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، نداء لهذه الدول حيث قال لهم "إذا كنتم تريدون فعل شيء لإسرائيل، فعليكم اتخاذ خطوات لحماية حقوق الفلسطينيين".

لكن ماذا فعلوا؟ لقد فعلوا العكس تمامًا.

لم يتبق شيء لم يفعلوه لأجل إسرائيل، سوى أن يقوموا هم أيضًا بقتل الفلسطينيين الذين يقفون عقبة أمام إسرائيل.

إسرائيل تريد تسريع مشروع تهويد القدس، وهذا هو سبب البربرية الحالية

ماذا يعني كل ما تفعله إسرائيل الآن؟

يجب أن يعي الجميع بالخطوات التي تتخذها إسرائيل في صدى مشروعها الهادف لدفن القضية الفلطسينية في قلب التاريخ، وتحويل القدس إلى مدينة يهودية بالكامل.

سرعان ماحلت على رأس أجندة تركيا والعالم، تلك الأحداث الدامية والهجمات الإسرائيلية على المصلين داخل المسجد الأقصى خلال صلاة العشاء يوم الجمعة الماضي. إلا أن ما حدث قبل ذلك كان نذيرًا لما يحدث الآن في الحقيقة.

يبدو من الواضح أن إسرائيل تختار عن عمد شهر رمضان توقيتًا لشن هجماتها بهدف سجن المسلمين الذين في القدس مدى الحياة.

لقد حاولت إسرائيل طيلة الفترة الماضية التسويق لنفسها لا سيما في الغرب، من خلال الادعاء بأنها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، وأنها تحترم رموز جميع الأديان وتحتض جميع المعتقدات.

لا بد أنكم شاهدتم ذلك الفيديو الذي يظهر فيه رجل يهودي يحاول احتلال منزل عائلة فلسطينية بالقوة، ترد عليه سيدة فلسطينية تحاول منعه وتقول له "لكن هذا المنزل ليس لك، هذا منزلنا"، يقول "إذا لم آخذه أنا سيأخذه شخص آخر".

هناك العديد من المشاهد والأحداث مؤخرًا تستهدف كبرياء الفلسطينيين وتحاول إذلالهم. على سبيل المثال، سكب مياه الصرف الصحي فوق رؤوس المسلمين المتوجهين نحو المسجد الأقصى.

تركيا تُؤكد مرى أخرى وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني

في عام 2009 حينما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والذي كان آنذاك رئيس وزراء، "ون منت" (دقيقة واحدة) بوجه الرئيس الإسرائيلي، وصف مذيع تلفزيوني يوناني الحادثة بجملة واحدة "لقد قال رئيس الوزراء التركي أردوغان ما يريد كل شخص على هذا الكوكب قوله، ولا يستطيع قوله".

لقد كانت تركيا من الدول النادرة في العالم التي تحدثت بصوت قوي ضد الطغيان الإسرائيلي، تحدثت بأعلى صوتها من أجل تحقيق العدالة للفلسطينيين.

الرئيس أردوغان لا يتوقف عن محادثة العديد من قادة الدول حول العالم، محاولًا تطوير ردة فعل مشتركة وموحدة إزاء ما يجري في القدس والأقصى وفلسطين عامة.

إن صمت بعض البلدان التي من المفترض أن تكون في مقدمة الدول الغاضبة إزاء ما يجري، لا يمكن التغاضي عنه بأي شكل.

العراق وسوريا مجزّأتان. والخليج في وضع مكشوف وواضح أمام الجميع. أما مصر ولبنان وحتى إيران فهناك كم هائل من المشاكل والأزمات التي تعاني منها.

لكن يوجد شيء آخر، ألا وهو أنه طالما بقي في هذا العالم من يعيش بضمير ولم يفقد إنسانيته، وطالما بقيت القضية الفلسطينية حاضرة، فلن ترى إسرائيل الراحة أبدًا.

#فلسطين
#القدس
#المسجد الأقصى
٪d سنوات قبل
محاولات إسرائيل لدفن القضية الفلسطينية وتهويد القدس
انهيار متسارع للعملات الأجنبية.. 15 مليار دولار في أسبوع واحد
الرأسمالية تبنى على العقل لكنها تقوم على الإدراك
لم تعد أوروبا مصدر الأفكار الثورية التي تؤثر على العالم اليوم
عصام العطار
إسرائيل.. تنظيم إرهابيّ يهدد أمن المنطقة