|
مزاعم المعارضة حول "أمن الحدود" وردة فعل وزير الدفاع التركي الواضحة

أجريت يوم الجمعة الأسبوع الماضي، لقاء خاصًّا مع وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، خلال زيارته لمعرض الصناعات الدفاعية في إسطنبول، ولقد كان من الواضح خلال حديثه أنه لم يكن مرتاحًا من أمور عدة كانت تطرحها المعارضة وتروج لها بشدة داخل تركيا.

لقد أوضح أكار، أن "الأمر حينما يتعلق بسياسة الدولة فيجب علينا جميعًا أن نكون صفًّا واحدًا. نحن بحاجة أن نلتقي عند نقطة ما. لن نصل إلى أي مكان في النهاية إذا كان همّنا الشاغل هو المنافسة فقط والنيل من بعضنا".

شخصيًّا أتابع الوزير أكار منذ وقت، ولقد أجرينا العديد من المحادثات سابقًا. وبناء على ذلك، يمكن أن أقول أن القضية الأكثر دقة وأهمية بالنسبة له، هي الحفاظ على الروح المعنوية والتحفيزية لدى الجنود.

وحينما يصل الأمر إلى هذه النقطة الحساسة، نجد أن الوزير أكار لا يتردد عن إظهار ردة فعل قوية على الفور، وتارة يظهرها بلغة قاسية وأحيانًا بلغة معتدلة.

ولذلك حينما سألته عن قضية الحدود وتأمينها وعن مزاعم المعارضة حيال ذلك، أجاب بنبرة واضحة؛ "نحن موجودون بقوة على الساحة، ونزيل حجرات العثرة التي تُرشق أمامنا".

ولقد فهمت من كلماته تلك وما تبعها من كلام، أنه لم يكن مرتاحًا لموقف المعارضة ومزاعمها حول أن الحدود التركية مع إيران ليست منضبطة وأن اللاجئين الأفغان يدخلون تركيا وهم يلوحون بأيديهم.

حين يقوم حزب سياسي بتركيا بتعليق ملصق على مقرّه الرئيسي بعنوان "الحدود شرف" ألا يقضي بذلك على الروح المعنوية لدى الجندي؟

من السهل في الحقيقة رشق الحجارة نحو البئر، كما يقال. وإن رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو هو أول من رشق تلك الحجارة.

لقد زعم أن عشرات الآلاف من الأفغان يتدفقون إلى البلاد، على الرغم من عدم وجود أي دليل على ذلك.

ولم يكتف بذلك في الواقع، بل قام بتعليق ملصق كتب عليه "الحدود شرف"، على مقر الحزب الرئيسي في العاصمة أنقرة، إلى جانب صورته هو.

الأمر ذاته أعادته رئيسة حزب الجيد ميرال أكشنار بصورة مشابهة، حيث قالت؛ "جنودنا ليسوا في مأمن على أرواحهم، ليس عليهم أن يكونوا هناك، عليهم أن ينسحبوا من أفغانستان على الفور".

ألن تؤثر هذه التصريحات غير المسؤولة على معنويات الجنود الأتراك يا ترى؟ ألن تؤثر على الروح المعنوية لجنودنا الذين يراقبون الحدود مع إيران وغيرها على مدار الساعة دون كلل؟ وعلى جنودنا الذين أثاروا إعجاب العالم بأسره من خلال المهمة السلمية والإنسانية التي يقومون بها في أفغانستان؟

لقد أجرى وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، الأسبوع الماضي، زيارة تفقدية إلى الحدود التركية-الإيراينة، واطلع على الوضع عن كثب.

ولنأخذ مقتطفًا مما ذكره لنا حول تلك الزيارة. حيث قال؛ "لقد سألنا أصغر جنودنا العاملين هناك، سألتهم جميعًا: هل هناك أحد يعبر الحدود؟ هل الحدود غير منضبطة؟ لقد أكدوا لي جميعًا أنه لا صحة على الإطلاق لتلك المزاعم، قالوا لا يوجد شيء من هذا القبيل. بصفي وزيرًا للدفاع من مسؤوليتي محاسبة كل من يقصر، ومقاضاة حتى قائد الحدود إن كان مخطئًا، إلا أنه لا يوجد أي شيء من هذا القبيل على الإطلاق. الجهود التي نقدمها في سبيل حماية الحدود واضحة للغاية".

لكن من اللافت أن كليجدار أوغلو تراجع عن تلك المزاعم وكعادته قام بانعطاف حاد للعودة عن تلك المزاعم.

وفي اجتماع له مؤخرًا في ولاية "وان" المتاخمة للحدود مع إيران، زار بنفسه الحدود واعترف بأنه لا توجد أي حركة غير نظامية.

يبدو أن رشق الحجارة أمر سهل للغاية إذن.

بعض الخطوات في مجال الأمن والدفاع يجب أن تُفهم من دون التحدث عنها

إن العقلية التي ترفع ملصقًا مستفزًا "الحدود شرف"، لا تتورع عن إقحام نفسها في جميع أبعاد القضية الأفغانية بدون مسؤولية.

بينما تقوم وزارة الدفاع بإجراء مناقشات حساسة في بيئة تشهد تطورات مهمة للغاية، تتولى المعارضة مهمة المساءلة حول النقاشات التي تجري، بشكل غير مسؤول، ولا يمكن وصفه سوى برشق حجرات العثرة.

بل ويطالبون بسحب الجنود الأتراك من أفغانستان، ويزعمون أن حياتهم معرضة للخطر.

لا شك أنكم اطلعتم على
، الذي خصصته لنقل تصريحات الوزير أكار، خلال لقاء مطول جمعني به الأسبوع الماضي.

لقد كان واضحًا للغاية في هذا الأمر، حيث أكد بالقول "إذا رأينا خطرًا أو تهديدًا فسننسحب خلال 24 ساعة".

لا سيما وأن هناك طائرات هبطت في باكستان بالقرب من العاصمة كابل، بهدف التدخل الطارئ وتسهيل عملية التخلية حال صدور قرار بذلك.

بعبارة أخرى، من الواضح أن الدفاع التركية تتبع سياسة تعطي الأولوية لأمن حياة الجنود في أفغانستان. ومع ذلك، هناك إصرار من المعارضة على أن تكون عمياء عن كل ذلك.

أود ان أختم المقال بتصريح مهم للوزير أكار في هذا الخصوص:

"يجب فهم بعض الخطوات في مجال الأمن والدفاع من دون التحدث عنها. لأننا لا يمكننا شرح كل شيء فيما يتعلق بهذه الأمور. يجب أن نفهم وجود بعض النقاط التي يمكن أن ينجم عنها تطورات ما. وإلا فهل نحن مستعدون في ذلك الوقت إلى الإضرار بأمن قواتنا؟ هل يمكن لأحد أن يفرّط بذلك؟ هل يمكن لأحد أن لا يضع ذلك في حسبانه؟ هل يعقل هذا؟ يجب أن يفهم الجميع أننا سواء في وثائقنا الوطنية أو مع حلف الناتو، نضع "حماية الأفراد" البند الأول والأهم. وعقب توفير أمن أفرادنا يمكن الاتفاق على ما تبقى. إننا نضع سلامة موظفينا وجنودنا في المقام الأول في كل نشاط، وهذا هو منهجنا في العمل".


#خلوصي أكار
#الحدود التركية
#المعارضة التركية
3 yıl önce
مزاعم المعارضة حول "أمن الحدود" وردة فعل وزير الدفاع التركي الواضحة
انهيار مشروع الإرهاب التوسعي
الخنازير لا تتغذى على الكتب المقدسة
لا مفر من حرب عالمية
مئتا يوم من وحشية العالم المنافق
العلاقات التركية العراقية.. خطوة نحو آفاق جديدة