|
ما مصير المشاريع الضخمة لو تغيرت السلطة في 2023؟

يشبه سلجوق بيرقدار، المهندس والمؤسس لنظام مسيّرات بيرقدار التركية، حركة التكنولوجيا بموجات ركوب الأمواج؛ "إذا كنت في المقدمة فستكون في وضع متميز، لكن حينما تتراجع نحو الخلف فإن الرحلة ستكون شاقة".

من المعلوم أن تاريخ تركيا الحديث مليء بالقصص التي تحكي كيف تخلفت تركيا عن هذا الركب، مما جعلها تدفع ثمنًا باهظًا نتيجة ذلك.

وفي هذا السياق يمكن العودة 60 عامًا نحو الوراء لرؤية الصورة بشكل أوضح، بل يمكن العودة لمئة عام، أو حتى قرنين من الزمن حينما فاتتنا الثورة الصناعية.

على الرغم من مضي قرنين من الزمن ونحن متخلفون عن هذا الركب، إلا أن هناك محاولات كانت تقاوم من أجل محاولة وضع بصمة أو رسم خطوة نحو الأمام، وكان هناك من يستشعر أن القطار قد فاتنا ولا بد من صنع شيء.

أذكر منذ قرابة 5 سنوات، حينما كنا في جولة مع رئيس جامعة إسطنبول البروفسور محمود أك، داخل مبنى رئاسة الجامعة، الذي كان أواخر أيام الإمبراطورية العثمانية مبنى لرئاسة الأركان أو ما كان يعرف آنذاك بنظارة الحربية. وقد لفت نظري بشكل كبير رسومات البحر والسفن التي كانت على الأسقف.

من الواضح أن الجيش العثماني الذي كان يبني هذا المبنى قبل 150 عامًا عقب هزيمة في حرب البلقان، كان يدرك مدى أهمية البحرية العسكرية، ولذلك نلاحظ حجم الاستثمارات الضخمة التي خصصتها الدولة العثمانية في هذا مجال البحرية عقب الحرب، إلى جانب رسومات ونقوش البحر والسفن التي كانت تزين المباني في ذلك الوقت.

هل سنتمكن من الحفاظ على هذه النهضة في مجال الصناعات الدفاعية؟

نحن في منطقة يعتبر فيها التخلف عن الركب مكلفًا للغاية، ومن اعتاد على التخلف عن الركب يضحي أكثر قبولًا وانفتاحًا على الهزائم وأطماع المستعمرين. ولا شك أن المهزوم دائمًا ما يكون مكشوفًا من جميع الجهات دون مقاومة.

الآن لو نظرنا إلى الـ6 أو 7 سنوات الماضية مقارنة مع القرنين الماضيين وحالة التخلف عن ركب الصورة الصناعية الدفاعية، نجد أنها كانت "السنوات الذهبية" بحق في مجال الصناعات الدفاعية.

كانت نقطة التحول الكبرى في هذه المجال، ذلك الاجتماع الذي ترأسه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مايو/أيار عام 2004، حينما كان رئيسًا للوزراء آنذاك، ترأس اجتماعًا للجنة التنفيذية الصناعية.

كان ذلك اليوم بما حمله من قرارات ومخرجات نقطة تحول فيما يتعلق بإنجاز المشاريع المحلية والوطنية.

ولم يمر وقت طويل حتى آتى هذا الاجتماع ثماره، ولا شك أن أجود تلك الثمار كانت المسيّرات التركية التي سطّرت نجاحًا منقطع النظير بات العالم كله يحكي عنها، حتى العالم الأمريكي الشهير صاحب نظرية نهاية التاريخ، فرانسيس فوكوياما، أفرد مقالًا للحديث عن تلك المسيرات.

نجحت المسيرات التركية في ضرب منظمة بي كا كا الإرهابية في عقر دارها، لدرجة أنها لم تعد تتمكن من رفع رأسها، كما لقنت تلك المسيرات ذاتها قوات النظام السوري درسًا قويًّا في إدلب، فضلًا عن أنها لعبت دورصا بارزًا في تغيير مسار الحروب وقواعد اللعبة في ليبييوقره باغ وسوريا.

لقد نجح مؤسس نظام هذه المسيرات ذائعة الصيت، المهندس سلجوق بيرقدار، في إبداع مسيرات بيرقدار TB2 التي أشادت بها وسائل الإعلام العالمية من كل حدب وصوب، ولم يقتصر نجاحه على مسيرات بيرقدار فحسب، بل نجح في إبداع ما هو أقوى وأعظم، ألا وهي مسيرات "أقنجي" التي بدأ تسليمها بالفعل للقوات التركية.

أما الآن فهو بصدد الكشف عن طائرة حربية بدون إنسان في وقت يعتبر قريبًا، حيث من المتوقع أن يكشف عنها قبل 2023.

دعونا نتعرف على الطائرة الحربية المسيّرة وأهم المعلومات عنها، من لسان سلجوق بيرقدار ذاته، خلال لقاء تلفزيوني الأربعاء الماضي؛ حيث قال "نخطط لإجراء أول اختبار للطائرة الحربية المسيرة قبل حلول العام 2023. ستكون بوزز6 أطنان. وتمتلك سرعة أكبر. أحد أهم عناصر القوة في هذه المسيرة الحربية هو تكلفتها التي لا تتجاوز ثمن الطائرة الحربية العادية، وهذا مكسب هام في الواقع مقارنة مع الطائرات الحربية العادية التي يمثل فقدانها الكثير من الخسارة فضلًا عن خسارة الطيّار أيضًا، إلا أن طائرتنا الحربية المسيّرة ستكون بتكلفة أقل حيث يعادل 8 مسيرات حربية، طائرة حربية واحدة، ولكم أن تتخيلوا إذن. أعتقد أن هذه المعادلة ستكون حديث العالم قريبًا، ولذلك هو يتجه الآن نحو هذا المجال أكثر من السابق".

في الحقيقة، لا يتوقف نجاح تركيا في الصناعات الدفاعية على المسيرات فحسب، بل في جميع مجالات الصناعات الدفاعية، ويكفي أن نعلم بأن حجم المشاريع في هذا المجال وصل إلى 700 مشروع، بينما كان 300 مشروع فحسب عام 2014.

لماذا لا تتحدث أحزاب المعارضة عن هذا النجاح؟

حينما نتحدث عن هذه النجاحات الهائلة التي حققتها تركيا في غضون السنوات الأخيرة ضمن مجال الصناعات الدفاعية، لا بد أن نسأل حول كيف يمكن أن تستمر هذه النجاحات؟

على سبيل المثال هناك العديد من المشاريع الضخمة سواء في مجال الصناعات الدفاعية أو غيرها من المجالات الحساسة والمهمة، ستشهد ولادتها بحلول العام 2023، ولذلك علينا أن نسأل حول مستقبل هذه المشاريع.

ناهيك عن الكمية الكبيرة من الغاز الطبيعي التي تم اكتشافها في البحر الأسود بما تبلغ قيمته 100 مليار دولار، هذا إذا لم نحسب الاكتشافات القادمة؛ حيث هناك مؤشرات على اكتشافات جديدة للطاقة.

وبما أن الحكومة وضعت نصب أعينها هدفًا لجعل تركيا دولة مستقلة لا تعتمد على الخارج في مجال الطاقة، فما هو إذن مصير هذه الأهداف والمشاريع والنجاحات؛ إذا ما حدث تغيير في السلطة نتيجة الانتخابات القادمة؟ وما هو المشهد الذي سنكون فيه نحو الأعوام التالية؟

ما هي رؤية المعارضة ونهجها حيال هذه القضايا؟

لماذا لا يتحدثون أي شيء عن ذلك؟

هل يعتبر موقف المعارضة بهذا الشكل باعثًا على الطمأنينة؟


#تركيا
#المسيرات التركية
#بيرقدار
#سلجوق بيرقدار
#الصناعات الدفاعية التركية
3 yıl önce
ما مصير المشاريع الضخمة لو تغيرت السلطة في 2023؟
انهيار مشروع الإرهاب التوسعي
الخنازير لا تتغذى على الكتب المقدسة
لا مفر من حرب عالمية
مئتا يوم من وحشية العالم المنافق
العلاقات التركية العراقية.. خطوة نحو آفاق جديدة