|
الهدف الأهم لعملية "قفل المخلب"

ضغطت القوات المسلحة التركية على الزناد فجر الإثنين الماضي، وأطلقت عملية جديدة في شمال العراق وفق مفهوم "محاربة الإرهاب في منبعه".

قبل أن أشرع بكتابة مقالي الذي بين أيديكم، تمكنت من الحصول على معلومات من مصادر أمنية عن اليومين الأولين للعملية العسكرية، سأنقلها إليكم هنا:

في الساعات الأولى من العملية أُعطيت الأولوية تدمير اللوجستيات وملاجئ التدريب وأماكن الاختباء العائدة لتنظيم بي كا كا الإرهابي، عبر غارات جوية شاركت فيها الطائرات الحربية والمسيّرات التركية.

تتقدم العملية بشكل ناجح، ولا انحراف عن الهدف. كما لا توجد اشتباكات كبيرة على الخطوط الأمامية.

انطلاقًا من مفهوم محاربة الإرهاب في منبعه ومنشأه، تمت حماية المناطق الحدودية العراقية ابتداءً من هاكورك شمالي العراق وصولًا إلى الحدود السورية، عبر إنشاء قواعد مؤقتة على مدار سلسلة عمليات المخلب المستمرة منذ أعوام.

وفي السياق ذاته، فإن عملية مخلب القفل الجديدة تهدف كذلك إلى استكمال النقص الموجود، وتأمين كامل الحدود العراقية.

عملية "زاب" وتفاصيل "غارا"

المصادر الأمنية التي تحدثت إليها، أشارت إلى أهمية إبقاء منطقة "زاب" شمالي العراق ضمن استراتيجية محاربة الإرهاب، مع التأكيد على "تفاصيل" حول منطقة غارا شمال العراق أيضًا.

يتذكر المهتمون اسم منطقة "غارا" الذي برز في فبراير/شباط 2021 حينما استشهد 13 مواطنًا تركيًّا بينهم جنود ورجال شرطة إصافة لمدنيين احتجزهم تنظيم بي كا كا الإرهابي في كهف هناك يوم 13 من الشهر ذاته.

تقع منطقة غارا التي تعتبر قاعدة عسكرية للتنظيم الإرهابي شمالي العراق، خلف منطقة الزاب مباشرة، المنطقة التي كانت نقطة انطلاق العملية العسكرية مؤخرًا.

كذلك يُجري تنظيم بي كاكا الإرهابي تدريباته العسكرية في منطقة غارا ذاتها، فتأثير التنظيم يتركز هناك.

القيادة في منطقة قنديل، لكن القوة الرئيسية في غارا. مناطق التدريب والبنية التحتية والذخيرة وما إلى ذلك كلها في تلك المنطقة.

تشير المصادر إلى أن اتجاه منطقة غارا المواجه لتركيا هو منطقة زاب. ولذلك فإن هدف عملية مخلب القفل هو ضمان أمن الحدود الكامل عبر "قفل" هذه المنطقة.

سابقًا كانت القوات تنسحب بعد انتهاء العمليات، لكن الآن الأمر مختلف

يعود تاريخ محاربة تركيا للإرهاب إلى أكثر من 40 عامًا.

شهد هذا التاريخ على طوله أحزانًا وخسائر عميقة بسبب عدم كفاية الفرص.

الهجمات على مراكز الشركة كانت كثيرة، وكذلك أخبار الشهداء لا تكاد تتوقف، مما خلق مأساة.

في تلك الحقبة كان مسلحو تنظيم بي كا كا الإرهابي يتجولون في جبال العراق يلوحون بأسلحتهم ويعبرون الحدود بسهولة وينفذون هجماتهم دون رادع.

علينا أن لا ننسى أبدًا أننا وصلنا اليوم وقد قدمنا من تلك الأيام، كذلك علينا أن لا ننسى أبدًا التخلي عن المكاسب التي تحققت بهذا المعنى.

سابقًا، حينما كانت تُطلق عملية خارج الحدود كانت القوات تعود من حيث أتيت بعد انتهاء العملية.

لكن استراتيجية المحاربة الجديدة انتقلت إلى مبدأ القتال والمرابطة.

ولذلك بتنا نلحظ قواعد عسكرية مؤقتة خارج الحدود بهدف المرابطة وإعاقة أي عبور للحدود لعناصر التنظيم الإرهابي.

وبالفعل فقد تنظيم بي كا كا الإرهابي قدرته ونشاطه منذ فترة طويلة مقارنة مع السابق.

لم يعد عناصر التنظيم يملكون الجرأة لرفع رؤوسهم بسبب التحليق المستمر للمسيرات التركية في سماء المنطقة.

ما هي العوامل الموجودة في خلفية المكتسبات ضمن محاربة الإرهاب؟

دعونا نذكر بعض العوامل التي تقف وراء نجاح محاربة الإرهاب:

المحترفون، والمقصود هنا العسكريون المدربون بشكل احترافي وعالي الدقة.

تطورات قوية في تكنولوجيا الطائرات بدون طيار "المسيّرات".

وطبعًا التنسيق الدقيق بين المؤسسات، والدوافع القوية.

تركيز القوات التركية الأمنية ووحدات المخابرات على عملها عبر تنسيق عالي الدقة والمستوى.

علينا أن لا ننسى أبدًا الحقبات التي مررنا بها حتى وصلنا إلى اليوم.

علينا أن لا ننسى ما حدث في المرحلة التي سبقت محاولة انقلاب 15 يوليو/تموز 2016، من تفجير وهجمات استهداف المدن التركية الكبرى مثل إسطنبول وأنقرة وغازي عنتاب وقيصري.

ولا ينبغي إغفال سعي تنظيم بي كا كا الإرهابي ومحاولاته في نقل مشروعه "روج آفا" الذي تدعمه وتحتفي به الولايات المتحدة في سوريا، إلى الأراضي التركية، والحفر التي حفرها في ديار بكر وسور وشرناق، وكذلك الأعمال الإرهابية التي نفذها.

انقضت مرحلة مطاردة تنظيم بي كا كا الإرهابي في العراق وسوريا بفضل المكتسبات التي تحققت عبر تضحيات ونضال لم يكن سهلًا.

من الضروري أن نراقب عن كثب مكامن ومساعي أولئك الذين يريدون تدمير هذه المكاسب بشربة ماء.

#قفل المخلب
2 years ago
الهدف الأهم لعملية "قفل المخلب"
انهيار مشروع الإرهاب التوسعي
الخنازير لا تتغذى على الكتب المقدسة
لا مفر من حرب عالمية
مئتا يوم من وحشية العالم المنافق
العلاقات التركية العراقية.. خطوة نحو آفاق جديدة