|

رئيس جمعية "آرتياد": المستثمرون العرب يرغبون بتكثيف الاستثمار في تركيا عقب الانقلاب الفاشل

Ersin Çelik
11:45 - 8/08/2016 الإثنين
تحديث: 08:46 - 8/08/2016 الإثنين
الأناضول

قال جمال الدين كريم، رئيس جمعية رجال الأعمال العرب والأتراك "آرتياد"، إن رجال الأعمال العرب، أبدوا رغبتهم في تكثيف الاستثمارت بتركيا، عقب محاولة الانقلاب الفاشلة مؤخرا..



وفي حوار أجراه مراسل "الأناضول" في إسطنبول، مع كريم وهو فلسطيني مقيم في تركيا منذ سنوات، أفاد أن "كثيرا من رجال الأعمال العرب لديهم مشاريع قائمة في تركيا أو طور التأسيس، والأخيرون هم الأكثر معرفة بأوضاع تركيا، ويشعرون كما المواطنين الأتراك بالتقدم والتطور الحضاري الذي تشهده، بل باتوا جزءا من المجتمع التركي واقتصاده، ولم نسمع من أحد منهم أي تردد، أو نية بالتراجع في قراراته الاستثمارية"، بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة التي نفذتها عناصر مرتبطة بمنظمة فتح الله غولن الإرهبية ليلة 15 تموز/ يوليو الماضي.



وزاد "بل إن هؤلاء المستثمرين قالوا إنه واجب علينا أن نقف بجانب تركيا في هذه المرحلة العصيبة(...)".



وتوقّع أن يتم ضخ مليارات الدولارات من الاستثمارات العربية في تركيا خلا الفترة المقبلة، لافتاً إلى أن توقعه هذا جاء بناء على تعهدات ووعود من رجال أعمال عرب، وخاصة السعوديين والقطريين.



وعن توقعاته بأن تصل قيمة هذه الاستثمارات الجديدة الى 250 مليار دولار، علق قائلا: "هو رقم ليس كبير(250 مليار دولار)، بالنظر إلى أن العالم العربي فيه أموال كثيرة غير مستثمرة ومجمّدة في البنوك، ليس في الدول الخليجية وحسب، وإنما في الدول العربية عامة، هناك ما يقرب من ترليون دولار غير مستثمرة"، على حد قوله.



وبلغ حجم الاستثمارات الأجنبية في تركيا وفق أرقام رسمية، أكثر من 165 مليار دولار، حتى نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، فيما بلغ عدد الشركات بنهاية العام الماضي أكثر من 46 ألف شركة تعمل برأس مال أجنبي.



وحول انطباعات وردود أفعال رجال الأعمال والمستثمرين العرب حيال المحاولة الانقلابية الفاشلة، قال كريم "منذ اللحظة الأولى لم يتركنا، ولم يتأخر أحد من رجال الأعمال والمستثمرين الذين يتعاملون معنا في العالم العربي، إلا واتصل ليطمئن ويعبر عن حبه لتركيا، وحزنه وانزعاجه مما حصل، ولم يناموا كما المواطنين الأتراك حتى الصباح(ليلة الانقلاب)، للاطمئنان على ما يحصل حتى انجلت الأمور".



وشدّد على أنه كان "هناك تفاعل وإلحاح كبيرا بأنهم(المستثمرون ورجال الأعمال) سيأتون إلى تركيا للاستثمار، ولن يتردد أي منهم في القدوم إليها ومواصلة أعماله فيها من سياحة واستثمار وتجارة وغيرها".



وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر، من مساء الجمعة (15 تموز/يوليو الماضي)، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة "فتح الله غولن" (الكيان الموازي) الإرهابية، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (شمال غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة.



أما فيما يخص آفاق الاستثمار في تركيا، فكشف رئيس الجمعية أن "هناك مجالات كثيرة للاستثمار خاصة في المدن على الحدود العراقية والسورية، حيث الاستثمار مشجع والمحفزات كثيرة، ويمكن إنشاء المصانع الضخمة والتي تمتلك أسواق تصريف واسعة لمنتجاتها".



وحول المجالات الأكثر إغراء للمستثمرين والتي تمثل بيئة خصبة لهم أوضح أن "الاستثمار في صناعة الإسمنت بالمنطقة جيد، وكما هو معلوم محيط تركيا معظمه يعيش حالة حروب ودمار، ولكن لن تستمر الأمور هكذا، وستقف الحروب يوما ما، وتحتاج هذه الدول لكميات هائلة من الحديد والإسمنت لإعادة الإعمار، فيمكن للمستثمر أن يفكر في هذا المجال، وفي مجال الصحة مثلاً، هناك إمكانيات بتطوير الخبرات، في زراعة الشعر، وعمليات القلب والتجميل، والسياحة الصحية".



ومضى بالقول "معظم الشركات الأوروبية والأمريكية، تستثمر في تركيا بمجال التصنيع الثقيل، وقطع الغيار، والسيارات، ولكن العالم العربي ما يزال قليل الاستثمار في هذه القطاعات".



واستدرك كريم "أعتقد أن الاستثمار في تركيا سيزيد أكثر، لأن أصحاب الضمائر والنفوس الطيبة في العالم العربي كثيرون، والموروث الذي ولدته تركيا في نفوس المستثمرين العرب، سيوجه استثماراتهم إليها أضعافا مضاعفة".



من جانب آخر، توقع رئيس الجمعية أن "يوجه المستثمرون العرب أنظارهم في تركيا إلى المجال العقاري ومجال التصنيع في حقل التكنولوجيا المتطورة، ومجال البتروكيماويات أيضاً، والاستفادة من الخبرات والتطور الذي تمتلكه تركيا خاصة في إنشاء الجسور والأنفاق، حيث تقام فيها مشاريع منافسة على مستوى العالم وليس المنطقة فقط في هذا المجال".



و"آرتياد" تأسست عام 2014 وتعرّف نفسها على أنها مؤسسة مستقلة تضم نخبة من رجال الأعمال الحريصين على مصالح تركيا والعالم العربي على رأسها المجال الاقتصادي، وتبتغي أن تصبح صرحاً هاماً يقصده المستثمرون ورجال الأعمال والتجار القادمون من الدول العربية إلى تركيا وبالعكس.



وتهدف الجمعية لتلبية احتياجات الأعضاء في تنمية تجارتهم وتطويرها والمحافظة على حقوقهم، إضافة لتأمين الفرص التجارية والاستثمارية وعرضها على الأعضاء بشكل عادل، ورفع مستوى الوعي لديهم بأهمية المشاركة بالتنمية في مختلف المجالات في العالم العربي وتركيا.


#الإنقلاب
#تركيا
٪d سنوات قبل