قالت الأكاديمية التركية "ديديم بالكانلي أوزجيمن" إن الطحالب الدقيقة التي قامت بعزلها بعد جلبها مع البعثة العلمية الوطنية في القطب الجنوبي ستستخدم في إحدى التجارب المزمع إجراؤها في أول رحلة فضائية لتركيا.
وذكرت أوزجيمن وهي أستاذة في قسم الكيمياء - المعادن في كلية الهندسة الحيوية بجامعة يلدز التقنية في إسطنبول، للأناضول، أن المعطيات التي سيتم الحصول عليها في نهاية المشروع ستكون مهمة لاستخدام الطحالب الدقيقة في مهمات فضائية طويلة المدى في المستقبل، لا سيما في مجالات مثل الغذاء والطاقة والبيئة والصحة.
وأشارت إلى أنه تم تحديد التجارب المخطط إجراؤها في أول مهمة فضائية مأهولة لتركيا، وستُجرى في الذكرى المئوية للجمهورية من قبل وكالة الفضاء التركية ومعهد أبحاث تكنولوجيا الفضاء التركي "توبيتاك".
وأضافت أن "دراسة مقارنة لزراعة الطحالب الدقيقة التي تنمو بالقطب الجنوبي في ظروف الفضاء من بين هذه التجارب".
وأوضحت أوزجيمن، أنهم بدأوا دراساتهم القطبية عام 2019، وأن الطحالب الدقيقة المعزولة من العينات التي تم إحضارها مع البعثة العلمية الوطنية من القارة القطبية الجنوبية لأول مرة تم إدخالها في بنوك الجينات.
وأردفت: "تم الإعلان عن اسم بلدنا وجامعتنا للعالم العلمي على الطحالب الدقيقة القطبية، عملنا في هذا المجال مستمر منذ عام 2019".
وزادت: "مؤخرًا شاركت في البعثة الوطنية لعلوم القطب الجنوبي بإمكانيات بلادنا، في نطاق مشروع التعاون الدولي مع شيلي في عام 2023، وفي جميع هذه المراحل توسعت آفاقنا بشكل أكبر في ضوء كل معرفة وخبرة جديدة ".
وأشارت إلى أن الظروف الأقرب إلى ظروف الفضاء على الأرض توجد في القارة القطبية الجنوبية، مشيرة أنهم يعملون منذ سنوات على سلوك الطحالب الدقيقة في القطبين، وهي بيئة صعبة.
وبينت أن فكرة مشروع البحث جاءت لفحص سلوك الطحالب الدقيقة في ظروف فضائية قاسية وفي بيئة خالية من الجاذبية.
وأضافت "تعتبر الطحالب الدقيقة منتجًا فريدًا لمهمة الفضاء التي سينفذها بلدنا. نظرًا لأن الطحالب الدقيقة التي يسهل نموها وهي غنية بالمواد الغذائية، يمكن استخدامها كغذاء لرواد الفضاء، فضلاً عن زيادة محتوى الأكسجين في الهواء وتحسين جودة الهواء والمساهمة في مهمة الفضاء في العديد من المجالات مثل معالجة النفايات".
وأردفت :"في نطاق مشروع الخاص بنا ولأول مرة يتم إجراء دراسة حول استخدام الطحالب الدقيقة المقاومة للظروف القاسية التي عزلناها من عينات تم إحضارها من القارة القطبية الجنوبية مع البعثة الوطنية لعلوم القطب الجنوبي في الفضاء"
وتابعت الأكاديمية التركية: "سيتم فحص نمو الطحالب الدقيقة في أنتاركتيكا والمنطقة المعتدلة في الفضاء وكيفية تفاعلها أثناء نموها، وستتم مقارنة بيانات النمو".
وبيّنت أن الطحالب الدقيقة ستزرع في أنظمة مختلفة وتتعرض لظروف الفضاء، وسيتم ملاحظة وتسجيل الاختلافات التي تحدث أثناء هذه العملية.
ومضت قائلة: "بعد الانتهاء من المهمة الفضائية، سيتم إجراء التحليلات على عينات الطحالب الدقيقة التي سيحضرها فريقنا من الفضاء في مختبر الطحالب الحيوية بجامعة يلدز التقنية".
واستطردت: "من خلال هذه الدراسة، سيتم اختبار الطحالب الدقيقة التي تم جمعها وعزلها من المحطة في منطقة القطب الجنوبي في الفضاء لأول مرة، وستكون هذه الدراسة الأولى ليس فقط لتركيا ولكن أيضًا للعالم بأسره".
وأضافت أوزجيمن أن البيانات التي سيتم الحصول عليها في نهاية الدراسة ستساهم في التقنيات التي سيتم تطويرها في بعثات الفضاء المستقبلية، وستكون مصدر إلهام للباحثين الشباب الذين سيعملون ليس فقط في العلوم الفيزيائية ولكن أيضًا على علم الأحياء.
ولفتت أن هناك دراسات أجريت على طحالب دقيقة مختلفة نمت في ظروف معتدلة في مهمات فضائية سابقة، مبينة أنه "لأول مرة سيتم استخدام الطحالب الدقيقة القطبية في تجربة في الفضاء".
وتابعت "المعطيات التي سيتم الحصول عليها في هذه الدراسة قيمة للغاية، وستكون مهمة لاستخدام الطحالب الدقيقة في بعثات فضائية طويلة المدى في المستقبل، خاصة في العديد من المجالات مثل الغذاء والطاقة والبيئة والصحة".
وختمت الأكاديمية التركية حديثها بالقول: "أنا سعيدة أن أكون جزءًا من الدراسات العلمية في رحلة الفضاء التي سيجريها بلدنا مع أول رائد فضاء تركي، ومن الجميل جدًا العمل والإنتاج لبلدنا".
